الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يد .. في وجه الوطن

الصديق بودوارة

2015 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


(1)
قبل يوم من نهائي العالم لكرة اليد الذي دار بين المنتخبين القطري والفرنسي ، كتبت صحيفة اللوموند الفرنسية قائلةً : ((إن منتخب فرنسا لن يواجه في تلك المباراة منتخب قطر وإنما فيلقاً من مرتزقة يرتدون قميصا باللونين الأبيض والعنابي ومرسوم عليه عبارة قطر. ))
(2)
الصحيفة مضت تقول وبالحرف الواحد : ((إن إلحاق الهزيمة بأعضاء كتيبة المرتزقة الإسبانية-التونسية-الفرنسية-المصرية-السورية-المونتنغرية-البوسنية-الكوبية القطرية التي يقودها المدرب الإسباني الشهير فاليرو ريفيرا، والتي باعت أرواحها، بات الآن مطلب الجميع." ))
(3)
بالطبع ، أنا لا أروّج لأفكار اللوموند ، ولا أنسى أن " الجزائري" زين الدين زيدان هو من ساعد فرنسا على إحراز كأس العالم ذات يوم ، وأن أوزيبيو " الموزمبيقي" هو أسطورة البرتغال الكروية حتى الآن ، لكني لا أريد أن أنسى أيضاً أن "زيدان" و " أوزيبيو" أنتميا إلى فرنسا والبرتغال بالسكن والعمل والعيش واللغة والمواطنة الفعلية ، لا بمجرد الأختام الرسمية الزرقاء .
(4)
أنا لا أريد أن أتورط في هذا كله ، أريد فقط أن أمسك بوعيكم الحاضر لأناقش معكم فكرةً قد تبدو صحيحة ، وقد تخطئ درب الصواب .
(5)
هل أن تجميع فريق " وطني " يتكون أفراده من 20 لاعباً ، منهم 4 فقط قطريون ، والباقي كانوا منذ سنة واحدة فقط يلعبون باسم منتخباتهم الوطنية ، ليفاجأ العالم بمنتخب لم يكن موجوداً أصلاً منذ عامين ، تم فكه وتركيبه على عجل ليدخل إلى أرض الملعب ثلاثة لاعبين من تونس ولاعب مصري واثنين من إسبانيا ومثلهما من فرنسا ولاعب سوري واثنين من البوسنة وآخر من مونتنيغرو وآخر من كوبا يرافقهم "على استحياء" أربعة لاعبين من قطر. بل أن من ضمن هؤلاء لاعبون سبق لهم أن أحرزوا بطولة العالم مع إسبانيا وفرنسا زيادة على أفضل حارسي مرمى في العالم.
(6)
السؤال الآن ، هل يمكن لنا أن نعتبر هذا العمل مجرد تصرف حسن النية قُصد به الفوز ببطولة العالم وباي ثمن ، أم أن القصد كان منضوياً تحت منظومة أكبر وأشمل تهدف إلى توجيه ضربة أخرى لمفهوم الوطنية ومنهج المواطنة وفكرة الانتماء إلى دولةٍ وعلم ووطن ؟
(7)
شخصياً ، لا أستطيع الابتعاد عن الهاجس الأخير ، فمن السذاجة اقناع الآخرين أن المقصود بهذا العمل هو " توسيع قاعدة الممارسة الرياضية لكرة اليد وزيادة شعبيتها في قطر " ، فأنت لن تستطيع زيادة شعبية اللعبة بتجميع خليط من المرتزقة الذي لا يشعرون بشيء تجاه علم الدولة ولا نشيدها ، باعتبار أن لكل منهم نشيده وعلمه ، أنت فقط تضرب مفهوم الوطن في مقتل ، وستظل تضربه حتى لو فزت بكأس العالم ألف مرة بعد ذلك !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان