الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للعدالة وجوه كثيرة

يسرا محمد سلامة

2015 / 2 / 9
مقابلات و حوارات


تعيش مصرنا الغالية أحداثًا غير مفهومة هذه الأيام، بطلها الأول والوحيد الشهيد، الشهيد الذي أصبح نتيجة مؤسف للسياسة المصرية منذ 25 يناير 2011، ولأربع سنواتٍ متتالية تخضبت دماؤه بتراب هذا الوطن، دون سبب مفهوم أو واضح، هل مات من أجل قضية ما، أم عاش من أجل الدفاع عن مُعتقد يؤمن به، فكانت حياته ثمنًا دفعه من أجل مُعتقده.
تلك المقدمة كانت ضرورة حتمية لما هو آتٍ عن هذا المشهد العبثي، مشهد البرلمان القادم، أو بالأحرى يجب إطلاق مصطلح برلمان الشهداء عليه – برلمان الدم الرخيص – لا أعرف أى تسمية أخرى له بسبب ما يحدث هذه الأيام.
فمن وقتٍ ليس ببعيد طالعت خبرًا صدمني عن والدة شهيد طنطا الرائع محمد الجندي، السيدة سامية الشيخ، يقول الخبر أنها تنتوي الترشح في البرلمان؟!!، نعم لا أفهم الحقيقة ما المغزى من الترشح؛ لأن ما قالته عن السبب كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد كان مبررها للإقدام على هذه الخطوة "أن الدولة لم تأخذ حقه، لذا فهى ستدخل البرلمان بقيمص ابنها المخضب بدمه وتسأل أين حق ابني".
مع كامل احترامي لأمنا جميعًا، هذا خطأ فادح سيدتي، فأنتِ بما تُقدمين عليه لن تأخذي حق ابنك المهدور، بل أنتِ تتاجرين به، فحق ابنك لن يرجع بدخولك البرلمان، وإلا فعلى كل والد أو والدة شهيد، أن يُسارع بخوض السباق الانتخابي من أجل الحصول على حق ابنه او ابنته، العدالة لا تأتي عن طريق البرلمان، البرلمان يسن القوانين فقط، والتنفيذ الرادع يكون بالتقاضي، إذن فالقضاء هو المسؤول الأول والأخير عن حق ابنك، وعليه فيجب أن تتوجهي إليه، تشكي مظلمتك، تُصارعين من أجل إظهار الحق، وبهذا يكون الحق قد رُدّ لأصحابه، أما تحت قبة البرلمان، فاسمحي لي، منذ متى والحقوق تُعاد من خلاله أو عن طريقه؟!!، وإذا أردتِ أن تُحققي حلم ابنك وحلم كل شهيد نزل وهتف من أجل عيش وحرية وعدالة اجتماعية، فهناك مئات الأساليب التي من الممكن بواسطتها تحقيق مأربك وحلمه، لكن سامحيني بعيدًا عن السياسة؛ لأنها ليست الطريقة المُثلى لاستعادة الحق، أو تحقيق حلم شهيد عاش حياته من أجل توفير العدالة ولقمة العيش.
وعلى جانب آخر تفاجأت بخبر – اعتبره كدبة أبريل، لكنها جاءت في وقت مبكر عن ميعادها المعتاد – مفاده أن البرلماني السابق ورجل الأعمال والمحرك الأول للحزب الوطني والحركة السياسية في عصر مات مئات الشهداء في سبيل دحضه وزواله، أحمد عز ينوي الترشح في البرلمان القادم؛ لأن القانون يكفل له ذلك بعد سقوط التهم عنه في عدة قضايا، ما هذا؟!!، أليس هذا هو نفس القانون الذي من أجل تحقيقه ستدخل السيدة سامية البرلمان؟!!، كيف إذن ستدافع عن حق شهيد مات من مناديًا بسقوط نظام يجلس معها تحت نفس السقف؟!!، أليس هذا ما نُسميه بالمشهد العبثي؟!!، وأين قانون العزل السياسي للنظام القديم؟، هل يجب علينا تدشين حملة شعبية سريعة من أجل تفعيله، حتى لا نرى هذه الوجوه مرةً أخرى في البرلمان، أم يجب علينا انتظار عدالة السماء طالما أنهم لا يستحوون من أفعالهم وما قاموا به طوال ثلاثين عامًا، ألم يكتفوا؟!!، أم أن حب السلطة والنفوذ والمادة والشهرة الإعلامية، طغى لديهم على مفهوم الانسانية والحق والعدل، فهم يقولون لم تثبت إدانتنا والقضاء برأنا، فلماذا لا نمارس حياتنا بشكل طبيعي، وأقول لهم نعم بُرئتم بقانون الأرض – لعدم كفاية الأدلة أو نقص الدلائل - لكن قانون السماء لن تُبرؤوا منه ما حييتم، وهو في انتظاركم، لكن لديكم فرصة أخيرة تفيقوا معها من تأثير موت ضمائركم، استقيموا قبل فوات الأوان، وإذا سكتنا عن ما يحدث، فعلينا تحمل تبعات الأمر، دون أن نلوم أحدًا فنحن من فعلنا هذا بأيدينا عندما قررنا أن نصمت عن ظلمٍ تمادى فيه الظالم لأبعد حد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | إسرائيل تستعد لعملية رفح.. وترمب يصف محاكمته


.. صباح العربية | هل اللحوم النباتية آمنة؟.. أسرار لا تعرفها عن




.. صباح العربية | عالم خالٍ من اللحوم؟.. اكتشف عدد النباتيين حو


.. نصف النواب تقريبا -تأخير- مع بداية جلسة اليوم




.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل