الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامبو والسريالية

عدنان محسن

2015 / 2 / 10
الادب والفن


رامبو والسريالية
أتيين ألن هوبيرت
ترجمة : عدنان محسن
" وأنا في الثانية والعشرين من عمري، كنتُ مؤمناً بعبقرية رامبو، لوتريامون، الفريد جاري، وأحببت غيوم أبولينير حبّاً جمّاً، وكنتُ أغمر بيير ريفيردي بمودة عميقة"
نجد هذه السطور في رسالة كتبها بروتون إلى ترستان تزارا في أوائل العام 1919 ، لتكون فاتحة العلاقة بين الرجلين.
ويمكن للمرء أن يعثر على الصياغة ذاتها على لسان آراغون، سوبو وأيلوار، في مراسلاتهم وفي كتاباتهم.
كانت هذه شهادة اعتراف ووسيلة الشاعر الشاب، آنذاك، لتقديم نفسه أمام من يراسله وأمام جمهوره.
ومن الوهلة الأولى يبزغ اسم رامبو، ليس بسبب الأقدمية الزمنية بل لتعاظم سطوة أعماله ولجهة الإنبهار بتفاصيل حياته التي لا نظير لها، بعد بضعة عقود من وفاته.
إنّ العودة إلى رامبو فرضت نفسها بشكل دائم تقريبا على الضالعين في الأدوار الرئيسية الأولى والأدوار الثانوية في الحركة السرالية.
ولم يكن هذا ضربا من ضروب التعبّد، كما سارع البعض للاعتقاد به،يُراد منه إرساء الحركة السريالية من خلال تيمة اسمها رامبو، إنّما يتعلق الأمر باصطفاء مرجعية مرجعية شعرية يُعاد تفعيلها وتعميقها والاعتناء بها ومحاورتها عبر الزمن. كما يحدث أحيانا أن يتم التنازع من أجلها بضراوة مع أؤلئك الخارجين عن الحركة والمتيمين هم أيضا برامبو.
وهل ثمة ما يستغرب منه في هذا؟
إنّ أعماله مفعمة بالصدمات والمفاجآت والاكتشافات واللقاءات منذ أكثر من ثلاثة أرباع قرن، رغم أن فرص طباعتها لم تكن على نطاق واسع في مطلع القرن العشرين. وكان آراغون وايلوار وبروتون، خصوصا، يتابعون باهتمام بالغ ما يُنشر من أعمال لرامبو لم يسبق لها النشر، وكذلك رسائله وما يقوله المعلقون ويعلقون على تعليقاتهم. ويحدث لهم، في الفترة التي كانوا يصدرون فيها مجلة " ليتراتور" أن يساهموا بشكل فاعل في نشر ما لم يسبق نشره.
ملّحٌّ أم أصمٌّ هذا السؤال: لماذا تكتبون؟
وقد طرح بروتون هذا السؤال على نفسه منذ الفترة الدادائية جتى السنوات الأخيرة من حياته. ولكن صمت رامبو الشعري الذي يحدده تاريخ الأدب التقليدي بعام 1975 ، لم يكفّ عن إثارة الأسلة في حوارات بروتون مع نفسه. غير أنّ من الخطأ الزعم أنّ الانبهار برامبو متأت من الاعجاب بشعره وحده, فقد كانوا مأخوذين بنفس القدر بشعره وبتفاصيل حياته، بعدما أعيدت كتابتها حسب شهادات عديدة متباينة القيمة. فكان يسحرهم فعل القطيعة، التحديات المنبثقة عن سلوكه، صلابته في مواجهة القمع الاجتماعي، وقوفه ضد الدين، سفره إلى هراري حيث كان يبعث منها برسائل اعتبرها بروتون في " انتلوجيا الدعابة السوداء" من الأمور المؤسفة.
ومن الأمور ذات الدلالة، أن لا يتأثر فيليب سوبو ككاتب بشعر رامبو إلّا قليلاً، إلّا أنّه يعزو ميله إلى الترحال في ثلاثينات القرن الماضي إلى رحلات رامبو في أماكن مختلفة. وكما أنّ مساهمة رامبو المفترضة مع رماة الثورة في مايس 1871 وتعاطفه مع الحركة العمالية، حسب شهادة صديقه أرنست دولائيه، ستكون بالنسبة لبروتون إيعازاً قوياً للتفكير في العلاقة بين الفن والسياسة، وانطلاقا منها تبلورت قناعته برفض النموذج السوفياتي، فاعتنق الفكرة القاضية بأنّ الفن لا ينبغي عليه أن يكون في خدمة الأيديولجيا، لأنه لا يتأثر بشكل مباشر بالحدث الراهن.
وعلى العكس من بروتون، وبعد أن أبتعد نهائيا عن الحركة السريالية، وجد آراغون في صورة رامبو المشارك في كومونة باريس ما يبرر مفهومه عن جدوى الالتزام السياسي.
والحال، ليس مبالغة القول إنّ أكثر من رامبو قد مشى على أرض السريالية.
مقطع من مقال طويل عن علاقة السرياليين برامبو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق