الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ترى إنت فين يا أوباما ( قصة قصيرة لكنها حقيقية )

خالد الكيلاني

2015 / 2 / 11
كتابات ساخرة


الساعة دلوقتي في الساحل الشرقي تمانية وربع بالليل ... وأوباما قاعد في المكتب البيضاوي ... والحركة في شوارع واشنطن وخاصة أمام البيت الأبيض هادئة تماماً ... فسكان العاصمة الأمريكية لا يسهرون سوى ليلة الأحد ... أوباما لا يجلس على مكتبه ولكنه يجلس أمام المدفأة في منتصف الحائط الأيمن لغرفة مكتبه وأمامه عدة ملفات وضعها موظفي البيت الأبيض على مكتبه منذ أكثر من ثلاث ساعات ... يقلبها أحياناً ثم يضعها على الطاولة أمامه ... يعلوها ملف باللون الأحمر كُتب عليه بالإنجليزية " روسيا ومصر " ، يتناول أوباما الملف يقلب أوراقه قليلاً ثم يضعه على الطاولة المستطيلة أمام المدفأة مرة أخرى ... يقف ليرد على التليفون الأحمر الصغير على مكتبه ... چون كيري يطلب مقابلة عاجلة ، وبعد حوار لدقائق يرجئه أوباما لصباح الأربعاء ... يتناول الملف الأحمر ويقلب في أوراقه قليلاً ، يقرأ بعضها ثم يعيدها للملف مرة أخرى ... يسرح قليلاً ثم ينظر لشاشة التليفزيون الضخمة الكائنة في الجانب الأخر من المكتب البيضاوي ... ال CNN تذيع تقريراً عن مباحثات بوتين في مصر ومراسلها في القاهرة يتحدث من أمام قصر القبة ... بعد أن ينتهي تقرير المراسل تذهب المذيعة إلى مراسل ال CNN في موسكو حيث يتحدث عن معلومات حصل عليها عن صفقة الأسلحة الروسية لمصر ... تعود المذيعة للأستوديو حيث يجلس محللان سياسيان يقللان من أهمية الزيارة ، أحدهما يصف الزيارة بأنها علاقة بين دولتين لديهما العديد من المشاكل الإقتصادية ... الأخر يقول أن السيسي بكم المشاكل الكبيرة التي لديه لا يمكنه سوى الإعتماد على واشنطن ... تذهب المذيعة إلى ضيف أخر يتحدث من مكتب القناة في لوس أنجيلوس وهو محلل عسكري شهير يقول أن الجيش المصري يحتاج لسنوات كثيرة حتى يتحول للعمل على الأسلحة الروسية ، ومصر لا تملك التكاليف الباهظة لتدريب قواتها على تلك الأسلحة الجديدة ، وروسيا لا تملك ترف مساعدتها بسبب الأزمة التي تمر بها بعد إنخفاض سعر النفط ... تعود المذيعة لضيفيها في الأستوديو اللذان يتحدثان عن الأزمة السياسية التي تمر بها مصر عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب ... أحدهما يقول أن الجنرال سيسي لا يمكنه سوى اللجوء لواشنطن لحل مشاكله السياسية مع مناصري الرئيس مرسي الكثيرون ... تقطع المذيعة حديث الضيفين لتذيع تقريراً عن تفجيرات سيناء الأخيرة وحادث ملعب الدفاع الجوي تتخلله صور لبعض تظاهرات جماعة الإخوان ، ويتحدث التقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ... ينظر أوباما أمامه فيجد أن الويتر الخاص بمكتبه قد وضع أمامه بعض السندوتشات والعصائر وترموس القهوة الساخنة ... يتناول ساندويتش هامبورجر وكأساً من العصير ويسرح قليلاً ثم يمد يده ليتناول بعض الوريقات من الملف الأحمر ... إنه تقرير البنتاجون الذي وصل إلى مكتبه بعد الظهيرة عن صفقة الأسلحة الروسية لمصر وكيف يمكن أن تحقق تفوقاً نوعياً للجيش المصري تجعل السيسي قد يلتفت عن المعونة العسكرية ... ىضع هذا التقرير أمامه ويتناول من الملف تقريراً أخر أعدته الوحدة الإقتصادية في قسم مصر والشرق الأوسط بال CIA يقول أن مصر من الممكن أن تتجاوز أزمتها الإقتصادية خلال خمسة أعوام على الأكثر من خلال المشاريع الجديدة خاصة إذا لجأت للعودة للتصنيع الثقيل بمساعدة الدب الروسي الذي يبيع معدات صناعات ثقيلة ذات كفاءة عالية ومعمرة في ذات الوقت ... تقرير الوحدة الإقتصادية يقول أن العودة لزمن الصفقات المتكافأة بين مصر وروسيا والتبادل التجاري بينهما بالروبل والجنيه قد يعزز من مكانة مصر الإقتصادية ويجعلها تستغني تماماً عن المنح والمساعدات الأمريكية والغربية ... ويقول التقرير أن بوتين مستعد لمساعدة مصر إقتصادياً حيث لم تتأثر بلاده كثيراً بانخفاط أسعار النفط لوجود صندوق سيادي لدي الدولة الروسية يصل ل 2.7 تريليون دولار ولقيام البنك المركزي الروسي بشراء كميات كثيرة من الذهب في الأشهر الأخيرة ... يسرح أوباما قليلاً ويتذكر كيف حاول جاهداً طرد روسيا من المياه الدافئة للأبد وحرمانها من ميناء طرطوس مما جعله يواجه مشاكل كبيرة في الكونجرس بسبب المليارات التي ينفقها على الميليشيات المتناحرة في سوريا طوال أربعة سنوات ، وها هي روسيا تحصل على موقع قدم في الإسكندرية بدلاً من طرطوس ... تذكر أوباما أيضاً أنه لا يستطيع تنفيذ السيناريو السوري في مصر ، وكيف واجه اعتراضات كبيرة من البنتاجون من محاولات إعادة السيناريو السوري في مصر ... تباً لهؤلاء الجنرالات الأغبياء ... لماذا لا يريدون العمل معي في مصر .
يفيق أوباما من تأملاته ليجد ميشيل وإبنتيه ساشا وماليا أمامه يقولون له أن الساعة الأن قد تجاوزت العاشرة بعشر دقائق وأن هذا هو وقتهم وعليه حالاً أن يخرج من مكتبه إلى الجناح الملحق بمكتبه حيث غرفة المعيشة وغرف النوم الخاصة به وبميشيل والبنات ... يخرج معهم وهو يلعن في سره بوتين والسيسي والبنتاجون وال CIA والكل كليلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير