الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد منزوعة السلاح!

طه رشيد

2015 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هل يمكن أن يرى عام 2015 انفراج كبيرا في حياة البغداديين؟ وأكثر شمولية نقول حياة كل سكنة بغداد بغض النظر عن أصولهم وانتمائهم وعروقهم؟ من الأطراف المحيطة بها وصولا إلى قلب المدينة الكرادة؟، والتي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، كما اعلنت ذلك قبل أيام احدى وكالات الأنباء التي جاء في خبرها على لسان قيادة عمليات بغداد بأن : “القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اصدر امراً يقضي بأن تكون منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منطقة منزوعة السلاح تماما”. وقد جاء هذا التصريح عقب الاشتباكات التي أرعبت الناس رغم محدودية تلك الاشتباكات.
وإذا استمرت الأعمال بالنيات، فإننا سنراوح مكاننا طيلة خطة السنوات الأربع المقبلة ، أما إذا كانت " قول وفعل أغاني " فإن العراقيين عموما والبغداديين بشكل خاص سوف لن ولم ينسوا هذا الفعل الجليل الذي انتظروه منذ عقود . وسوف يتعاملون مع الفاعل والمنفذ لهذه الخطوة الاجتماعية السلمية الكبيرة مثل ما تعاملوا مثل غيره من كبار الشخصيات التي ساهمت في بناء مدينتهم، وسوف لا يكتفون بوضع صورته على شرشف المخدات والفرفوري بأنواعه، بل سيشاهدونه في ليالي بغداد المقمرة مضيئا على وجه القمر!
وتنظيف بغداد يتطلب اول شيء تنفيذ الشعارات المرادفة لهذا الهدف والتي بقيت في إدراج مكاتب المسؤولين إلا وهي "يدا بيد لا سلاحا في اليد"، و"السلاح بيد الجيش " . وتنفيذا لهذه الشعارات ندعو رئيس الوزراء وحكومته الموقرة وبالتعاون مع كافة الفعاليات السياسية لعقد مؤتمر عراقي خالص! من اجل توقيع وثيقة نزع السلاح في بغداد أولا وبقية المدن ثانية، تمهيدا لإلغاء المليشيات والاقتصار على حمايات أمنية مقبولة العدد والعدة لتلك الأحزاب التي تعتقد بحاجه لمثل هذه الحمايات. ويرافق هذا تنظيف بغداد من شعارات التيارات والتنظيمات المسلحة التي ملئت ساحات بغداد وراحت تزداد يوما بعد يوم . وإذا لم تصدقوني فما عليكم إلا أن تمروا بنصب كهرمانة لتسمعوا شكوى هذه المرأة من قلة الهواء وشحة الماء!
ولا بد أن يرافق هذا العمل الكبير إجراءات أخرى موازية وهي رفع السيطرات داخل المدن والتي لم يعد لها مبررات خاصة وأنها تستعمل أدوات مضحكة للكشف عن الاسلحة والتي لم تكشف يوما مفخخة أو حازما ناسفا!. ولم تعد سوى مصدر قلق وازعاج لعامة المواطنين. ويتطلب أيضا فتح الشوارع الفرعية، وهي الأخرى لم يعد مبرر هناك لاغلاقها.
لنأخذ من تجربة الشيوعيين أنموذجا. الشيوعيون العراقيون شكلوا قبل كل الأحزاب العراقية فرق انصارية فدائية (  مليشيات في مفهوم اليوم !). تشكلت تلك الفرق من كل أبناء العراق ومن مختلف قومياته واديانه نساء ورجالا، وقد ابلت هذه القوة بلاء حسنا في محاربة جيش ومرتزقة صدام حسين في جبال كردستان ابان سنوات الكفاح المسلح في ثمانينيات القرن الماضي. (وبالمناسبة يقام حاليا في وزارة الثقافة معرضا فوتغرافيا خاصا بالانصار). ولكن الحزب الشيوعي أقدم، بعد سقوط النظام، على إلغاء أي مظاهر مسلحة وتجميد فرقه الانصارية الخاصة به. وهذا لم يمنع ان تتطوع في الأيام الأخيرة مجاميع من فرق الأنصار لتساهم مع قوات البيشمركة في محاربة داعش في العديد من المدن والقصبات من جلولاء حتى تلعفر !
فهل يمكن أن نحلم غدا بمدينة لا نسمع ولا نرى فيها مظاهر مسلحة مثل كل مدن العالم الامنة؟ الجواب يقينا عند الحكومة أولا، والأحزاب المعنية ثانيا.ولقد طفح الصبر عند المواطن ثالثا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية