الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر قوارير السينما العراقية !

طه رشيد

2015 / 2 / 20
الادب والفن


يوم بعد يوم تتكشف لنا خيوط مضيئة في عالم السينما العراقية التي عانت من انقطاع طويل. وقبل هذا الانقطاع كان الإنتاج الثقافي بشكل عام والسينمائي بشكل خاص يخضعان لرقابة صارمة من النظام البائد، بعكس أيامنا هذه حيث الكلمة والصورة يكادان ان يمتلكا حريتهما . فمقص الرقيب قد دفن مع ذلك النظام، وهذا ما لمسناه في الأفلام التي تقدمها دائرة السينما والمسرح ،على قاعة المسرح الوطني، خلال فعالية أيام السينما العراقية التي انطلقت منتصف الشهر الماضي وما زالت مستمرة بواقع عرض فيلمين يومي الاثنين والاربعاء من كل اسبوع، وهي افلام جديدة أنتجت بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة 2013 ..وكان بينها الغث والسمين حالنا حال كل دول العالم في مجال الإنتاج السينمائي.
اليوم نود أن نشير إلى فيلم ناجح ومؤثر وهو فيلم " سر القوارير" الذي كتب قصته عبد الستار البيضاني وحبكها حوارا وسيناريو واخراجا المبدع د.علي حنون ليقدم لنا مع كل كادره الفني فيلما ناجحا يضاف إلى ارشيف الافلام الناجحة في السينما العراقية .. قدم سر القوارير درسا بالتمثيل السينمائي، فقد ابدع الأبطال الثلاثة أيما إبداع، وهم آلاء حسين وأمير البصري ومازن محمد مصطفى . آلاء التي لعبت دور الفتاة الريفية مناهل، وهي تتحلى بعقلية الكبار قولا وفعلا وحكمة.كانت يكفي أن يظهر وجهها البيضوي على الشاشة، وهو محاط بكلل السواد، كي تستدر دموعنا . ليس جديدا على آلاء أن تكون متميزة، لكنها في هذا الفيلم تستحق أن نفخر بها كممثلة سينمائية تضاهي شقيقاتها العربيات ،وحتى العالميات، لما قدمته من شخصية متماسكة دون مبالغات في النبرة أو في الحركة..ووقف الى جانبها ممثلات اخريات في أدوار ثانوية مثل نسرين عبد الرحمن .. وظهرت الفنانة الكبيرة آسيا كمال بمشهدين أو ثلاثة لتثبت لنا مجددا أن ليس هناك دور قصير، بل تتوقف القضية الابداعية على امكانات الفنان ذاته!
تدور أحداث الفيلم في زمكان افتراضي يتراوح مابين العهد الجمهوري الأول أو قبله بقليل، ليناقش من منطلقات ماركسية واقع العمل في الريف، والحيف الذي يقع على الفلاحين سواء من أبناء جلدتهم الشيوخ، أومن التجار وأصحاب الأموال في المدينة، الذين غالبا ما يشترون " المحاصيل وجهد الفلاح" بسعر بخس!
التاجر المرابي " فاضل خليل" في اشارة خبيثة للشاب سالم يحذر الفلاحين من ارسال أبنائهم إلى المدينة خوفا عليهم ممن يتربص بهم هناك ويغير أفكارهم ليعودون الى قراهم شيوعيين دون أن يوضح ما يعنيه! لكن المعنى يتضح من خلال سلوك سالم الذي يدافع عن مصالح الفلاحين وعن شرف بنات القرية.. نخرج بدلالة واضحة في هذا الفيلم بأن الانتماء لليسار ليس شعارات وثرثرة مقاهي، بل هو انتماء حقيقي وابداعي لقضايا الناس وهمومهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا