الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي دوله يمنية يتحدثون ؟

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2015 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كان على شبكة الإعلام اليمنية ومنذ فترة طويلة أن ترقى بعملها من اجل إعلام يسهم بفعالية في عمليات التغيير وبناء دولة القانون , و أن تبعد هذه المؤسسة عن التجاذبات الطائفية والمذهبية والحزبية والقبلية, ولكن التخبط والسقوط الإعلامي كان سببه سوق الأعلام والأقلام الرخيص التابع لقوى كثيرة متخلفة تتجاذب السلطة وتؤثر على قرارها وتريد أن تصبح بديلا عن الدولة , وهذا كان مؤشر قوي على ضعف الحكومة , و العالم أدرك ذلك الضعف بعد أن تابع الأحداث الدراماتيكية التي حدثت مع الرئيس هادي وأعضاء الحكومة وما تمثله من إساءة للدولة ورموزها السيادية و لعمليات التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد الذي اتضح فيها , أن من ليس له ميليشيات تسنده وتحميه فمستقبله على كف عفريت , لان السلطة الفعلية والقوة هي للمليشيات والمافيا التي يمتلكها أفراد و جماعات وقبائل .
في اعتقادي لا جدوى ما تقوم به بعض الأقلام المسيسة لتحسين جسد و وجه الدولة اليمنية الممزق والمشوه والمنتهية الصلاحية محلياً ودولياً , ولا فائدة من المطالبة بالعودة إلى طاولة الحوار مع نفس الأطراف صاحبة الأوجه المتعددة , مريضة النفس و التفكير والسلوك والمنطق ولا تحمل اي شهادة سوى شهادة منشئ السلاح الذي تستخدمه بشكل يومي وقتلت به مؤسسات الدولة والمواطن الذي يرفض منطق العنف الذي تتبعه , والاحداث الاخيرة تتطلب من الإعلامي أن يكون في صف الحق والمواطن , و أن يكون حي الضمير حر الفكر والقلم , مدرك لحساسية القضية التي تواجه المجتمع وأن لا يفقد بوصلته الإعلامية في مواجهة الوضع المزري و الشوفينية والتمييز الديني المذهبي و الطائفي, لأن المرحلة الحالية تتطلب الشجاعة في الكتابة والابتعاد عن التطبيل الإعلامي الزائف الذي يشحن المواطن بالطاقة النفسية السلبية ويؤثر على وعيه وحياته , المواطن الذي أصلا يعاني من سوى تغذية جسدية وفكرية و من حالة سوء فهم للأوضاع مزمنة, بسبب صراعات الأخوة الأعداء في الداخل , وضحية ممارسة الأعلام لسياسية متناقضة ونفاق سياسي ومذهبي وقبلي خالي من الوطنية والأخلاق والضمير الإنساني , وصلت ببعض الكتاب الوقاحة الصحفية إلى موازرة التطرف وتلميع صور المليشيات وجرائمها وخاصة الكتاب من تلك الفئة التي تستخدم أدوات تجميل بتركيبة( PSR , Political and sectarian revenge ) الانتقام السياسي والمذهبي في تعبيراتها, التركيبة القذرة التي سممت جسد الدولة و شتت مفهوم الوحدة في ذهنية المواطن المهموم في بحثه اليومي عن لقمة عيشة و عن انتمائه وهويته على أرضية تحوي ألغام طائفيه ومذهبة وصراع دائم على سلطة ناقصة الكثير من المقومات السياسية والسيادية و أمنها القومي يباع ويشترى فيه علناً .
لست ادري عن أي دولة يمنية يتحدثون و يراد أن تُحسن صورتها و يطالب باستعادتها , دولة صالح وعائلته, أو محسن وآل الأحمر والزنداني , أو دولة الحوثي ألا يشاهد هؤلاء الإعلاميين أن كل من لديه مليشيات ينزل بها إلى الشارع من أجل فرض عضلاته وحكمه و الشعب وحده يدفع الثمن , والمؤكد أن الصراع بين تلك الأطراف لن ينتهي إلى يوم الدين بسبب ثقافة القبيلة التي تقوم على سياسة التجهيل والشحن المذهبي والطائفي والقبلي , و كثرت التخندقات وكل خندق له ميليشياته والوضع أصبح أشبه بعصور القرون الوسطى حيث كان كل أمير من الأمراء يسيطر علي مدينة ينصب نفسه حاكما عليها , مع فارق واضح أن أمراء اليمن الجدد يعانون من حالة انفصام سياسي واستراتيجي واضح لعميان القلوب وعميان المفاهيم السياسية .


د / مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ