الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية العبث ل بلال فضل

داود روفائيل خشبة

2015 / 3 / 1
الادب والفن



صدر عن دار الشروق كتاب "جمهورية العبث" للكاتب المفكر الساخر بلال فضل. وسخرية بلال فضل سخرية موجعة إذ تعرّينا وتكشف عن عوراتنا. وإذا كنا نقول إن الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن هذا يصدق تماما عن هذا الكتاب، فالعنوان يعبر عن مضمون الكتاب كما تعبر عنه أبيات من السعر تتصدر الكتاب تحت عنوان "أجدع من اى مقدمة"، تقول: "لقد كان فينا الظلم فوضى فهُذّبت – حواشيه حتى بات ظلما منظما * عمِللتمُ على عزّ الجماد وذٌلنا – فأعليتمُ طينا وأرخصتمُ دما * إذا أخصبت أرض وأجدب أهلها – فلا أطلعت نبتا ولا جادها السما".
يضم الكتاب مقالات كتبت على مدى عشر سنوات من 2095 حتى 2014 عبر عهود مبارك فالمجلس العسكرى فمرسى فعهدَى السيسى قبل الرئاسة ومنذ الرئاسة. لكن المقالات ليست مرتـّبة زمنيا، فيطالعك مفال من عهد مبارك يليه مقال من عهد مرسى فعَود إلى المجلس العسكرى فالسيسى فمبارك. تساءلت فى البداية عن السر فى مخالفة الترتيب الزمنى، وكان أول ما خطر لى تفسير ساذج أذ ظننت أن القصد اجتناب أن يتعجل الفارئ الوصول ألى المفالات التى تتناول ما نحن فيه من بلاء حاضر، لكنى سرعان ما أدركت إك هناك تفسيرا أكثر ذكاء، فأنت إذ تتنقل بين هذه العهود تصلك رسالة الكتاب فى جلاء: أنْ لم يتغيّر شىء، لم يتغيّر غير الوجوه، بل حتى هذا غير صحيح، تغيّرت الأقنعة وخلف القناع وجه واحد.
سخرية بلال فضل وراءها رؤية مستنيرة وبعد فكرى عميق. وقد كنت أريد أن أقتبس بعض ما يقول عن دستور 2013 وديباجته السخيفة الأكثر زركشة من ملابس البهلوان، أو ما يكشفه من عبثية محاولات جذب الاستثمار، وغير ذلك، لكنى أكتفى بشىء من "طويلة لسه طويلة" حيث يوجز ما كان ينبغى أن نعيه من تدبّر هزيمة 6 يونية 1967 فى عبارات أجتزئ منها النبذتين التاليتبن:
"كل ما نعانيه من أزمات خطيرة ... هو اختيارنا القديم لنموذج الزعيم الملهم ..."
"درس الهزيمة الأهم: لن تحصل أبدا على تنمية شاملة ولا على كرامة وطنية ولا على استقلال سياسى إذا قمت بسحق الحريات الفردية، وإذا تعاملت مع المواطن على أنه رقم فرحال فى الصورة ..."
أكثر المفالات مرارة (وأروعها إبداعا فى تقديرى) هى آخرها موقعا وآخرها تاريخا، اكتوبر 2014، "وجهة نظر يهوذا!؟. كدت أظنها صرخة يأس، لولا أنه أهداها لشهداء ما أظنه يقبل أن يخونهم بالاستسلام لليأس.

القاهرة، 1 مارس 2015
كنت أريد أن أقول شيئا عن لغة الكتاب، لكنى لم أجد لذلك مكانا فى المفال. بلال فضل يكتب لغة فصحى جميلة سلسة ويطعمها بالعامية المصرية، وهذا ما كنت أريد أن أنوّه به. فأنا لا أفهم إصرارنا على أن تبقى لغتنا حبيسة مفردات ومفاهيم زمن غابر. لعلى أعود لهذا فى مقال آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت
خالد سالم ( 2015 / 3 / 1 - 20:25 )
تسلم على هذا العرض المقتضب المفيد، ولكن المطالبة باستخدام العامية أمر خطير إذ سيمزق ما بقي بيننا نحن العرب من رباط. تصور لو كل كاتب كتب بلهجته المحلية، فمن يقرأه؟ سكان بلده فقط؟
أعتقد أن التمسك بفصحى سلسلة وعصرية يسهل التواصل بين قراء العربية.

اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني