الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


48 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة والاربعون فاضل العمشاني

القاضي منير حداد

2015 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


48
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الثامنة والاربعون
فاضل العمشاني
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد

الشهيد الشيخ فاضل العمشاني، انموذج لمقارعة الظلم والاستبداد، عاش حياة مؤثرة في محيطه الاجتماعي، إقتدى بسمو أخلاقه جمع ممن إحتكوا به، مثلما أحسن إلتقاط العلم والسلوك، من أساتذته أساطين العلم والتقوى.
شهيد عنوانه التقوى وبرهانه العلم والولاية ديباجه والتواضع سيرة له.. في لحظاته الأخيرة عندما لم يكن يفصله عن المشنقه إلا شربة من الماء قدمت اليه، أبى ان يلحق بحبيبه سيد الشهداء إلا وهو ظامئ مثله.
رجل عمل وصدق، لم يتأطر في دائرة التنظير فقط بل دار في حركة الامة والشباب، لفضح البعث ومعاداته للاسلام، يروي قصة ظلم صدام حسين للعراقيين.
دعى الله.. سبحانه وتعالى ان يرزقه الشهادة، في يوم "الغدير" بالذات؛ فإستجاب له.. جلت قدرته؛ ما يدل على صدق العلاقة بينه وأمير المؤمنين.
يُروى عند اعتقاله في شارع الرسول، من قبل البعثيين، وقبل صعوده الى السيارة، وقف متأملا، كما لو قوة خفية تبسط ظلها على معتقليه.. تهيمن عليهم، مطفئة قسوتهم ومسيطرة على ذعرهم.. تركوه حرا ضمن نطاق طائلة عتاد أسلحتهم الجبانة تستقوي بالنار.
نظر الى قبة أمير المؤمنين وأومأ برأسه وتمتم بكلمات لم يسمعها أحد، وإرتقى سيارة الأمن متجها الى قدر أفنى أعدائه بموته، وخلده.
الكلمات التي همهم بها، أمام حشد من متجمهرين؛ لأنه شخصية مشهورة، أيقن الجميع، بأنها عهدبينه والإمام علي.. عليه السلام، بحيث ان الله جعل شهادته يوم بيعته عند غدير "خم" لاحقا به الى الجنة، حيث حوض ماء "الكوثر".
موته حقق معجزة دعمت ألفا واربعمائة عام من المعجزات الاسلامية؛ للرسول وآل بيته وأوليائه وأصحابه وشهداء الرسالة ودعاتها.
فأي شرف، أمام الله والمؤمنين، ان يؤرخ بيوم الغدير كذكرى سنوية لأستشهاد المفكر والقائد والمجاهد الشيخ فاضل العمشاني، على يد الطغمة البعثية الصدامية.. مبايعا ابا الحسنين بروحه ودمه وحياته ووجوده الدنيوي، حين بايعه الناس بأيديهم والسنتهم.
لسان حاله يردد: "أي عظيم أتقي.. أي منيع أرتقي.. وكل ما خلق الله وما لم يخلقِ.. محتقر في همتي.. كشعرة في مفرقي" لكن كل ما زهد به الشهيد العمشاني، عظم في عين غريمه الطاغية المقبور صدام حسين، فذل الطاغية وشمخ قتيله مرتقيا الى عليين، في أوجدرجات الجنة، بينما إرتكس قاتله الى حضيض دركات سقر.. في الدنيا قبل الاخرة.
شهد الجميع حواره مع قبة الامام، وإرتياحه مرتويا، من عمق وجدانه.. منتميا للآخرة، وهو لم يزل حيا في الدنيا؛ إذ آثر ان يرفض شربة ماء منحت له خلسة، لأنه ليس ظامئاً بالشعور من الاعماق التي بلغت الجنة، يرتشف من الكوثر، سلسبيلا، بينما جسده الفاني ما زال حيا.. يتقدم من المشنقة، تفصله عنها خطوات واثقة.
طبتم مقاما أيها المؤمنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب