الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَادِي الدِّمَاء

سعيد ادريسي

2015 / 3 / 2
الادب والفن


فِي بلادي وادٌ طويلٌ
يُسمَّى مَجَازاً بِـ"وَادِي الدِّمَاءْ"
يَعْبُرُ كُلَّ مَدِينَةٍ
وَلِتَيَّارِهِ الْجَارِفِ امْتِدَادٌ
وَسَطَ الْأَحْيَاءْ
فِي الْقَرْيَةِ تَرَاهُ بَعِيداً
يَحْمِلُ مَعَهُ أَشْبَاحاً
تَمْشِي عَلَى عَجَلَتَيْنِ
أَوْ عَجَلَاتٍ،سَوْدَاءْ
تُصْدِرُ صَوْتاً مُزْعِجاً
وَدُخَّاناً يَلُفُّ الْفَضَاءْ
وَعَلَى جَنَبَاتِ الْوَادِي دَوْماً
تَتَرَامَى الْأَشْلَاءْ
وَيَسْقُطُ ضَحَايَا أَبْرِيَاءْ
*******
وَسَطَ الطَّرِيقِ طِفْلٌ صَغِيرٌ
يَصْرُخُ بَاكِياً
وَ لَيْتَ الْجَدْوَى فِي ذَاكَ الْبُكَاءْ
بِجَانِبِهِ دَرَّاجَةٌ مُتَنَاثِرَةَ الْأَطْرَافْ
يَبْدُو فِي رَأْسِهِ جُرْحٌ غَائِرٌ
تَغْمُرُهُ الدِّمَاءْ
وَرِجْلُهُ الْيُسْرَى تَنْزِفُ
الْتَفَّ حَوْلَهُ رِجَالٌ كَثِيرُونَ،وَنِسَاءْ
يَهْتِفُ بَعْضُهُمْ بِالْإِسْعَافْ
وَالأَكُفُّ مَرْفُوعَةٌ
نَحْوَ السَّمَاءْ
********
تَمْضِي سَاعَةٌ وَنِصْف..ثُمَّ سَاعَتَيْنِ
فَتَهْدَأُ أَنْفَاسُهُ شَيْئاً فَشَيْئاً
وَعَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُ
تَتَّسِعُ بُقْعَةٌ حَمْرَاءْ
لِتَصُبَّ فِي سَيْلِ وَادِي الدِّمَاءْ
نَفْسٌ جَدِيدَةٌ تَسْقُطُ أَمَامَ عَيْنِي
وَأَعْيُنِ الْحَاضِرِينَ هَذَا الْمَسَاءْ
وَحَصِيلَةُ الْيَوْمِ
تَسْتَعْصِـي عَنِ الْإِحْصَاءْ
*******
نِدَائِي لَكُمْ جَمِيعاً
يَا مَنْ تَسْمَعُونَ النِّدَاءْ
أَنْتَ يَا رَاكِبَ الدَّرَّاجَةِ
وَ يَا عَابِرَ السَّبِيلْ
أَيَّتُهَا الْحَافِلَةُ الْمُسْرِعَةُ
فِي طَرِيقِكِ الطَّوِيلْ
يَا سَائِقَ السَّيَّارَةِ الصَّفْرَاءْ
وَأَنْتِ أَيَّتُهَا الشَّاحِنَةُ الْعَظِيمَةُ
نِتَاجُ صُنْعٍ وَعَنَاءْ
يَكْفِينَا عَبَثاً
فَلْنَكُنْ عُقَلَاءْ
*****
مَا هَذِهِ غَزَّةُ يَا أَصْدِقَاءْ
وَلَا هِيَ بَغْدَادُ أَوْ كَرْبَلَاءْ
أَوْ مَوْضِعٌ يَكُونُ فِيهِ الْمَوْتُ فِدَاءْ
كَفَانَا ثَمَالَةً عَلَى الطَّرِيقْ
فَلْنُطْفِئْ بِأَيْدِينَا
هَذَا الْحَرِيقْ
كَفَانَا نَوْماً،كَفَانَا اسْتِهْزَاءْ
فَنَحْنُ الضَّحَايَا
إِذَا حَلَّ الْقَضَاءْ
فَلْنَكُنْ عُقَلَاءْ
وَلْنُوقِفْ جَمِيعاً
سَيْلَ وَادِي الدِّمَاءْ
حَتَّى نَعِيشَ فِي أَمْنٍ وَهَنَاءْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن