الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البترول العربي والتخلف

حسين عوض

2015 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



جلب البترول العربي للأمة العربية الويلات والهزائم والتخلف لعدم تمكن الحكومات العربية من إستخدام البترول بالشكل الذي يطور الوضع الإقتصادي الذي ينعكس إيجاباً على الوضع السياسي, ويعتبر البترول عامل من عوامل الإنتاج إلى جانب العمل ورأس المال.
إن التواجد الأمريكي في الخليج العربي يخفي ورائه اطماع أمريكية للسيطرة على منابع البترول العربي, بدلأً من أن يستخدم البترول كسلاح قوة في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية, وهي أداة ضغط رئيسي على الولايات المتحدة الأمريكية, ومن خلال السيطرة الأمريكية على بترول الخليج العربي تتحول هذه الدول في المستقبل من دول مصدرة للبترول إلى دول مستهلكة ومسيطر عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, وانعكس البترول الخليجي سلبا على المجتمعات العربية وخلف التفكك وانعدام الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واضعف دور الجامعة العربية في انهاء الخلافات القائمة والمستمرة بين الدول, وساهمت بعض الدول الخليجية بالتآمر على ثورات الربيع العربي من خلال دعم الأنظمة المستبدة والثورات المضادة للتغيير.
إن الأساطيل الأمريكية التي تمركزت في الخليج العربي إنطلقت فيما بعد لإحتلال دولة عربية تمتد حضارتها إلى سبعة الآف عام (العراق).
لقد أستخدم العرب سلاح البترول في حرب تشرين عام 1973, وكان هذا السلاح هو إنذار للولايات المتحدة الأمريكية, وللغرب بسبب دعمهما المستمر للكيان الصهيوني, وجاء هذا القرار من الملك فيصل ملك العربية السعودية, ولكن الإدارة الأمريكية طلبت من عملائها ضرورة تصفية كل من يخالف مصا لحها, وبناء على ذلك تم إغتيال الملك فيصل في 25 اذار 1975, وحتى يتمكن العرب من إسترداد هيبتهم وكرامتهم السياسية والحفاظ على البترول الذي يعد أداة إقتصادية ضاغطة في إيديهم, وسلاح قوي يمكن أستخدامه لإلزام أعداء العرب بالتراجع عن مخططاتهم وتآمرهم على مستقبل العالم العربي, وما تجنيه الحكومات العربية المنتجة للبترول الفتات مقابل تصدير البترول.
إن السعر الحقيقي للبترول يختلف عما يعلن عنه, ونتيجه لهذه المهانة على الحكومات العربية المنتجة للبترول أن يطالبوا برفع سعر البترول ويتحكموا في هذا الأمر الهام, هذا إذا علمنا أن إحتياط النفط العربي يبلغ 653,3 مليار برميل وهو مايمثل 61,1% من الإحتياط العالمي المقدر بــ 1068,8 مليار برميل.
يحتل إنتاج النفط العربي أكثر من ربع الإنتاج العالمي ومايزيد عن 40% من التجارة العالمية للبترول, يصل دخل الدول العربية النفطية من تصدير البترول نحو 200 مليار دولار سنوياً.
إن الضعف والتفكك العربي أضعف إرداة الأمة, بالإضافة إلى ماجلبه البترول من نقمة ( لعدم قدرة الحكومات العربية في إستخدام البترول على الصعيدين الإقتصادي والسياسي). فبدلاً من أن يكون البترول مفتاح لثروة قومية كبيرة تحمل التقدم والتطور للأمة, إلا أنه لم يجني إلا الويلات والهزائم المتتالية لهذه الأمة.
تعلم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرأسمالية الأوروبية أن الموقف العربي غير موحد وضعيف ومتذبذب, والعالم هذه الأيام لايقدر ولايحترم إلا الأقوياء, ولو علم الغرب أن العرب لديهم القدرة والقوة التي تدعم مواقفهم سيجبروا على إحترام إرادة الأمة العربية ويدعموا القضية الفلسطينية.
يجب أن نعلم أن إنتاج البترول ليس بيد الغرب ولكنه بيد الحكومات العربية, وعلى هذه الدول أن تنسق مواقفها وبدون هذا التنسيق ستسير الأمور من السيئ إلى الأسوء إقتصادياً وسياسياً على الأمة العربية.
يمكن تدعيم هذا الموقف من خلال توظيف نسبة عائدات البترول في مجالات إقتصادية بالزراعة والصناعة بدلاً من بذخ عائدات البترول في مجالات لاتخدم مصالح الأمة ولا مستقبل الأجيال القادمة وإن الطلب المحلي للبترول سيفوق الإنتاج الحالي بعد عقدين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي