الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة تحرير الأرض

رحمن خضير عباس

2015 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


معركة تحرير الأرض
رحمن خضير عباس
غبار المعارك مازال يضبب البصر ولكنه لم يحجب البصيرة . ذالك الغبار الملوّن برائحة الدم ، والملوث برائحة الموت والذي يحيط بمدن صلاح الدين وقصباتها . ذالك الموت الذي فرضته عصابات داعش ، باجتياحها الأرض وفتكها بالإنسان وتدميرها لكل شيء ، وفرض الموت كخيار وحيد ولاشيء غيره ، الموت على الآخر ( سواء كان من ديانات غير اسلامية او مذاهب غير سلفية ) . وفرض الموت على الإرث الحضاري الإنساني متمثلا بالآثار العراقية في الموصل ، والتي تعتبر من اللبنات الأولى في بداية الحضارة البشرية ، والذي يشكل تدميرها من قبل قطعان داعش عارا على البشرية جمعاء ،وعلى المجتمع الدولي ، بإعتبار ان هذه الحضارة لاتعود للعراقيين فقط وانما هي إرث إنساني.
العراقيون اليوم مصرون على استرداد الأرض والكرامة ، وذالك من خلال المشاركة الكثيفة للحشد الشعبي ولأبناء العشائر وهم يؤازرون الجيش والشرطة في معركة شرسة . يتأسس على نتائجها مصير الوطن . ومن خلال سير المعارك في محور صلاح الدين ، يبدو أن هناك نضجا واضحا في إدارة دفة الحرب يجعل المراقبين يعتقدون ، بان العراقيين بجيشهم وحشدهم قد إختاروا التوقيت والمبادرة والمكان لذالك فهم يتقدمون بحرفية عالية توحي بأنّ هناك ستراتيجية محكمة ، يحييطها الإصرار على التحرير. وذالك من خلال الكفاءة في القيادة والتعبئة ونوعية الأسلحة المستخدمة يضاف الى ذالك الحماس المنقطع النظير من قبل متطوعي الحشد الشعبي والجيش والشرطة ، إضافة الى العشائر المحلية التي إنضوت تحت راية الدولة العراقية من أجل سحق عصابات القتل من داعش ومناصريهم . ومع حلول تطهير المدن الرئيسية ، ومنها تكريت . يُفترض من الجيش أنْ يُثبت لأهالي المنطقة ، بان الحرب على داعش من أجلهم وليس ضدهم . وهذا يتم من خلال برنامج إسعافي وإنساني وذالك بتوزيع ما يحتاجه الناس من المواد الغذائية والطبية والمساعدات االإنسانية ، وخلق حالة من تبادل الثقة بينهم وبين المحررين من الجيش والحشد الشعبي . ان السلوك المنضبط سيطيح باية محاولة من العدو الداعشي ان يعيد الكرة في حربه . ويستبيح المدن العراقية وذالك لأنه لايجد حاضنة أخرى.
ورغم ان متطوعي الحشد الشعبي جاء اغلبهم من جنوب العراق ، ولكن المفرح ان الكثيرمن عشائر شمال بغداد واعني العشائر السنية قد انخرطت في الحشد الشعبي لمقاتلة عصابات داعش . وهذا الإنضمام سيجعل مثيري الفتنة المذهبية عاجزين على تمريرها . فكلمات وعبارات مثل ( الجيش الصفوي وميليشيات الروافض ، والهجوم الإيراني ..الخ ) قد اصبحت شعارات هزيلة ، أطاح بها التلاحم الحقيقي لشعبنا بكل أطيافه وهو يطهر أرضه من رجس عصابات القتل والتدمير .
كل التقارير عن ساحة المعركة تشير ان هناك انتصاراً نوعيا في محافظة صلاح الدين ، وان هزيمة داعش مجرد مسألة وقت ليس الا . لذا أتمنى على مقاتلينا الأبطال أن يتحلوا بأعلى درجات الإلتزام والإنضباط والمسؤوليةالأخلاقية ، مع أهالينا في المناطق المحررة . لأشعارهم باننا اخوة في الدين والوطن . كما اهيب بكل مثقفينا ان يتخلوا عن الخطاب الطائفي واستبداله بالخطاب الذي يؤكد على اللُحمة الوطنية التي لابديل لنا عنها. وذالك لأنّ الإنتصار الحقيقي ليس بتحرير الأرض فقط وانما بتحرير الإنسان الذي يعيش هناك . عنذاك سيكون هو السد الأول ضد الإعداء ، لأنه قد أدرك بأنّ اخوته العراقيين باختلاف مذاهبهم قد لبوا نداء الوطن مضحين بالغالي والنفيس في سبيله .
إنّ الإنتصار في صلاح الدين سيكون جسرا للنصر النهائي في الموصل . وذالك لأن الأرادة الحقيقية في التغيير قد بدأت ولن تتوقف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست