الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى

خلف علي الخلف

2015 / 3 / 10
الصحافة والاعلام


عاد "مجتهد" للتغريد. ربما لا تعني هذه العبارة أحداً غير متابعٍ للشأن السعودي، لكنها بالنسبة للسعوديين والمهتمين بالشأن السعودي على شبكات التواصل، وتحديداً تويتر، خبر عاجل يعاد تغريده بتنويعات مختلفة عشرات آلاف المرات. بل إن وسائل إعلام كبرى بثته كخبرٍ عاجل.

عندما أوقفت إدارة تويتر قبل أيام، حساب المغرد الذي تتبع اسمه صفة "الشهير" عادة، أصبح هذا الإيقاف قضية ساخنة؛ في وسائل إعلام عربية، وعالمية أيضاً؛ وأنشأت على عجلٍ حسابات شبيهة بحسابه تزعم أنها حسابات بديلة أو مؤقتة لمجتهد، لتحصد المتابعين مستفيدة من فترة تعليق حسابه التي لم تستمر طويلاً. وأحد الحسابات المزورة أصبح متابعاً من حوالي 270 ألف مغرد خلال فترة وجيزة. لكن مجتهد نفى أن يكون قد أنشأ حسابات أخرى بعد عودة حسابه.

إيقاف حساب مجتهد وعودته أصبح مادة إعلامية في وسائل إعلام رصينة كـ بي بي سي والديلي ميل والجزيرة... وفتح مجالاً للتحليلات والتكهنات عن سبب إيقاف حسابه على تويتر، ذهب بعضها إلى أن السبب الحقيقي لإيقافه هو ضغوط مورست على شبكة تويتر قبيل زيارة كيري للسعودية! لكن المؤكد أن قناة الجزيرة الفضائية حذفت من موقعها الخبر الذي نشرته عن عودة "مجتهد" للتغريد، وهو مؤشر واضح على ضغوطٍ مورست على القناة. ذلك يعكس الحجم الذي يشغله هذا المغرد.

هذا الأمر سيكون مفهوماً لو كان "مجتهد" ناشطاً حقوقيا، أو شخصية عامة، في أي بلدٍ من البلدان، لكنه مجرد حساب مجهول الهوية يغرد على تويتر في الشأن السعودي! ويقوم بتسريب معلومات عن الأسرة الحاكمة السعودية، تتناول قضايا تتعلق بشؤون الحكم، والاصطفافات داخل أجنحة العائلة، إضافة لتسريب معلومات تتعلق بقضايا الفساد في السعودية.

وقد أعلن هذا المغرد على سبيل المثال وفاة العاهل السعودي الملك الراحل عبدالله قبيل ساعات من الإعلان الرسمي عن وفاته. مما يعني أنه يحوز على مصادر موثوقة، ذات صلة بشؤون العائلة الحاكمة في السعودية.

كل هذا يجعل "مجتهد" ظاهرة فريدة تستحق الدرس والمتابعة، وتسلط الضوء على القوة التي شكلتها وسائل الإعلام الجديد وخصوصاً شبكات التواصل الشهيرة. فبحسب المحتوى الذي ينشره، ما كان له أن يظهر لولا وجود هذه الشبكات، فمهما كانت دقة المعلومات التي يحوزها، سيكون من شبه المستحيل على وسائل الإعلام التقليدية نشرها، ذلك أنها تخضع لحسابات معقدة في النشر ليس أبرزها مصداقية وموثوقية المعلومات. لكن شبكات التواصل التي أوجدها تطور النشر على شبكة الأنترنت جعلت كل فردٍ ناشراً ووسيلة إعلام؛ بل إن "مجتهد" تحول من خلال تغريداته على تويتر إلى مصدر موثوق لوسائل إعلام شهيرة و رصينة، وتنقل عنه تسريباته التي تغطي في الغالب شؤون الأسرة الحاكمة في السعودية وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

وفقاً لإحصاءات منشورة في العام 2014 فإن عدد مستخدمي تويتر النشطين في السعودية يبلغون 2.4 مليون مستخدم يتابع مجتهد منهم حوالي 1.8 مليون! وهو ما يمثل أقل بقليل من 10% من السعوديين! ذلك إذا استثنينا النسبة القليلة من متابعيه من غير السعوديين.
ذلك أمر فريد في تاريخ وسائل الإعلام المكتوبة، إذا علمنا أن جريدة مترو البريطانية المجانية تطبع حوالي 1.3 مليون نسخة في دولة عدد سكانها أكثر من ثلاثة أضعاف السعوديين.

ما من شك أن غياب الشفافية في شؤون الحكم، وحجب المعلومات، في دولة صنفتها منظمة مراسلون بلا حدود ضمن قائمة "أعداء الأنترنت" هو حجر الأساس في صنع أهمية "مجتهد"؛ لكن ذلك يعكس أيضاً القوة التي منحتها شبكات التواصل للأفراد، لكي يصبحوا صانعي أخبار، وينافسوا مؤسسات عريقة، يعمل فيها جيوش من الصحفيين للوصول إلى المعلومات ونشرها، وميزانياتها تتجاوز في بعض الأحيان ميزانيات دول. هذا مسار مستمر بدأه النشر في فضاء الإنترنت، سيهدّم شكل ومسار وهيكلية وسائل الإعلام بشكلها التقليدي.

@alkhalaf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE