الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هادي جلو مرعي رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية حوار عند عتبات الوطن

شيرين سباهي

2015 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



لا أحبُ السرد في الحوار ولا تناول المعتاد من السؤال ..وأرى ان ابدأ معك من حيث تجف الأقلام ..

هادي جلو مرعي ضيفي أعلامي عراقي من لبِ هذا العالم الملتهب من العراق ، نوقد حوارنا تحت أنين الوطن الموجوع ..أرض الرافدين ووطن الويلات

حللت أهلا وطبت سهلاً بين النقد الصريح وواقع الحال :

شيرين : كلانا في خندق الأعلام لكننا نختلف في وطئت القدم عَرفني عن الأعلام العراقي من الداخل,

هادي جلو : هو الإعلام العراقي من الداخل كما هو الداخل العراقي مضطرب ملتهب مشتت غائب بحضور المغترب، يبحث عن فرصة ليحاكي الحادثة فيعود الى الوراء دون هوادة. هناك إعلاميون وصحفيون وكتاب وحركة لكنها ليست واثقة.

شيرين سباهي : هل تعتقد هادي جلومرعي أن الأعلامي كانَ ناقلاً أميناً للحدث العراقي

هادي جلو مرعي : لا طبعا فالصحفيون والإعلاميون في بلدنا يعملون في مؤسسات ناقلة لما يريده ملاك تلك القنوات من سياسيين ودينيين وطائفيين وقوميين وتجار، وحتى لصوص كبار يملكون وسائل إعلام مبتزة.

شيرين : عندما كان المالكي في السلطة هل كنتَ من المحسوبين عليه اعلامياً؟؟؟

هادي جلو : كثر كانوا يحسبونني على معسكر المالكي، مع إني كنت من أكثر منتقديه والسبب يعود الى نوع الفهم، فهناك من يسمعني أتحدث بطريقة ما يتصورها لصالحه وآخرون يرون العكس ويحذرونني، حتى إنني أشتم من محبي المالكي ومن مبغضيه أيضا.

شيرين سباهي : ما الفرق بين المداح والرداح في الأعلام

هادي مرعي : المداحون كثر يبحثون عن فرصة، أو مال وهم موجودون يستخدمون الأساليب التقليدية البالية، لكن الرداحين هم الذين يكونوا جزءا من حزب أو سلطة أو جماعة فيتغنون بها ويطبلون ويزمرون ويرقصون بطرق فاضحة.

شيرين سباهي : هل يكفي الخبر لينقل الشعب رسالته وماهو البديل إن كان هناك بديل ؟

هادي : الخبر وحده لايغني خاصة حين يكون الناس يعرفون به مسبقا، والحاجة أكثر للتنوير في وسائل الإعلام، نحن بحاجة الى صناعة مختلفة والى توجيه الناس فهم يعانون من التضليل والعمى المتراكم بسبب الكم الهائل من الأخبار البائسة وهذه مهمة تقع على عاتق الصحفيين والإعلاميين المنصفين والمتمكنين من وعيهم وذواتهم ولايعانوا من العقد النفسية والإضطرابات.

شيرين : البعض يعتبرك أعلامياً ساخراً والبعض يراك صارما فكيف يرى هادي جلو مرعي نفسه ؟؟

هادي جلو مرعي : أنا أستخدم الكوميديا الزرقاء، تجاوزت السوداء بعد أن خلطتها بعدة ألوان أنتجت زرقة قاتمة، أحيانا أسخر في مقال أو في عبارة أطلقها وفي داخلي حريق، أنا لست ساخرا لكني أسخر كثيرا، ربما أتصنع، أو أمثل دور الساخر.

شيرين : البكاء وحده لايكفيني ...مقال لكم على مَن بكى هادي جلو مرعي ؟

هادي جلو مرعي : بإمكاني العودة الى المقال لأعرف ماذا كنت أريد وأعني لكني لن أعود بصدق، فأنا أعرف لوعتي المرة على أشياء كثيرة، في الحياة، في الذكريات، في الألم الذي يعانيه غيري، في كل معاناتي اليومية، وفي وجعي الذي عرفته عندما فجرت ثورة تنويرية بداخلي منذ الصغر وبسببها لم أعد اتحمل أو أصبر أو أتجاهل فصرت أبكي لكل ألم، وعلى كل أحد يعاني حتى لو كان يكرهني ويود التخلص مني.

شيرين سباهي : منذُ متى وأنا سكير قلمكم هذا فهل تكتب وأنت مخمور أم تكتب وتخمر ؟؟

هادي جلو مرعي : يعتقد البعض من الأصدقاء والمثقفين، إنني أمارس معاقرة الخمر، وهذا يضحكني، في مرة عند المساء زرت صديقا سياسيا معروفا في منزله ببغداد، سألني إن كنت أرغب بتناول شئ فقلت له، إنني لم أتعش حتى إنني لم أصل صلاة المغرب حتى اللحظة، فتعجب وسألني، وهل مازلت تصلي ياهادي وأنت الصحفي والكاتب المحترم المثقف، وهل مازلت لاتتناول الخمر، عجيب أمرك ياهادي.

شيرين سباهي : يُقال أنك زير نساء هل تُصحح أم تؤيد وهل كانت المرأة دافعاً في ولادة هادي جلو مرعي؟؟

هادي جلو مرعي : نعم أنا زير نساء، وحمقاء من ترفض عمل علاقة معي، لانها ستخسر تجربة لايعرفها غيري من الرجال الحمقى، حتى إنني أفكر فيك أنت أيضا.

شيرين سباهي : الأ تعتقد إن الأعلام العراقي إعلام زاني بكل مفسدات الأرض ؟؟

هادي جلو مرعي : الكثير من الزناة يحكمون العالم، في شؤون الدين والسياسة والإقتصاد، الصحافة في حقيقتها إمراة زانية كالتي وصفها باولو كويلو في رائعته ( الزانية) الإعلام نتاج علاقة محرمة أحيانا، وهناك شكل منه جاء بطريقة شرعية لكنه معتل ولم يتلق رعاية صحية كافية.

شيرين : تخلل الفساد في العراق الأجساد والقانون والدين ...أين تأتي مهمة الأعلام في هذا ؟؟

هادي جلو : في قلب العاصفة بل هو نتاج تلك التوصيفات وشريك لها ويعمل لها ومعها.

شيرين سباهي : المنافسة في الأعلام هل من الممكن أن تقود المرء الى الطعن بالذات الإعلامية ؟؟

هادي جلو مرعي : الجيل الذي سبق 2003 جيل مأفون، نتج عنه جيل منافق، نمتلك أجيالا من الصحفيين الباحثين عن المنافع والمكاسب الخاصة حتى لو كان ذلك سببا في إنحرافهم وغياب أي مشروع للمستقبل.

شيرين : مقتل الإعلامي البديوي الذي أراد أن يجعله لعبة مد وجزر مع الكرد لكن حكومة الأقليم كانت تعي بواطن غاية المالكي فتمكنت من فض الأمر لكن مع الاسف ذوي البديوي أستغلوا دم ولدهم في تجارة رابحة ...وقد أستلموا مبلغا ضخم من الأقليم وحسب تصريح السيدى الأ الطالباني كيف يقرأ هادي هذا المنعطف إعلامياً؟

هادي جلو : سؤالك يعاني من خلل في المعلومة، المالكي إستغل الحدث فعلا، لكن الكرد لم يكونوا متنبهين وصدموا به، وعائلة بديوي لم تستغل الأمر، ولم تتربح، ولم تحصل على شئ حتى اللحظة، وكل المعلومات مغلوطة، وهناك محاولات لنقل القاتل الى كردستان، لكننا نراقبه في سجنه ببغداد.

شيرين سباهي : عندما تنفض الريح أوراق النسيان مالذي لاينساه هادي الأنسان ؟؟

هادي جلو مرعي : المرأة لاأنساها منذ أول حب، أنا مدفوع بعقدة نقص في الحنان. لاأنسى طفولتي القاهرة ويتمي.

شيرين : الأعلام واجهة اي دولة في العالم فهل وئد الفساد الأعلام العراقي؟؟

هادي جلو مرعي : قد يكون الفساد سببا في هتك الدولة العراقية وهتك الإعلام فيها، لكننا نعول على الصحفيين الأحرار وهم اليوم في الساحة.

شيرين : هل ينسى هادي جلو مرعي أحلامه عند الوسادة عندما يستفيق ؟؟

هادي مرعي :لا بل أعيشها وأحملها معي، أحيانا أتمنى أن أضعها على كتف إمراة أو في حجرها أو على صدرها.

شيرين سباهي : فيكَ شيء يقول أن في الروح غصة ...على مَن وهل للعراق فيها حصة ؟؟

هادي جلو مرعي : نعم للعراق حصة، لكن الغصة سببها الثقافة الواعية التي جعلتني اتحسس الألم في كل مكان وأشعر إن حياتي فاشلة لأن فقيرا في الجوار أو جائعا أعرف إنه موجود لكن أين، وطفلا ينام بلاأمل.

شيرين : التغلل الايراني في العراق يراه الأعمى وكلنا يدرك احلام الدولة الشيعية التي تنادي بها طهران هل أكتمل هذا الحلم بالنسبة لهم في العراق؟؟

هادي جلو مرعي : الإيرانيون ليسوا بدوا مثلي، هم يفكرون في إيران، وليس في العراق، قد يرون إن هذا البلد مكان ملائم للنفوذ والهيمنة، ومماحكة العرب والتنكيل بهم، لكنهم يحلمون بالإمبراطورية، وليس بالدولة الشيعية. الدولة الشيعية قائمة وتكبر وتتوسع خلال العقود القادمة وستفاجئ العالم.

شيرين : الأ يتحمل الصحفي العراقي الجزء الأكبر من المسؤولية عما يعانيه الشعب العراقي ..في صحوة التغيير؟؟

هادي مرعي : الصحفي واحد من الناس له مالهم وعليه وماعليهم، يمتزج بهم ويعيش ويرتكب الحماقات ومسؤوليته لاتتعدى بالضرورة مسؤولية الآخرين، فالشعراء والكتاب والمدونون يعملون بطريقته الصحفي ينقل النور الذي يصنعه هولاء المختلون الذين نسميهم مثقفين.

شيرين : سقط العراق عندما سقط صدام حسين اقرأها لي ؟

هادي جلو مرعي : صدام كان يحكم دولة هي العراق ، فإذا قلنا إن العراق سقط مع صدام، فهذا بلد لايستحق الإحترام لأن الدول اكبر من حكامها.

شيرين : مالفرق بين الأعلامي في زمن صدام حسين واليوم ؟؟؟

هادي جلو مرعي : الإعلامي اليوم هو خليفة لذلك الإعلامي المأزوم والخائف.

شيرين سباهي : اثنان وعشرون: تم توزيع المناصب في العراق على اساس المحاصصة ومن يلغي هذا هو منافق ...حصة الاعلام كانت ايضا محاصصة خصوصا ان اللامي معاهم معاهم عليهم عليهم ... ماهي حصتك في هذا ؟؟؟ ام كنت خارج اللعبة ؟

هادي جلو مرعي : هل تصدقين إن مؤيد اللامي تمكن من قهر هذه المعادلة حين إستمال الهيئة العامة، وهو من أكثر المغضوب عليهم في حزب الدعوة، لكنه ماهر في ترويض رؤساء الحكومات المتعاقبة.واحمد الله غنني من الذين يكرهني السياسيون ويستهجنون وجودي ولايحترمونني

شيرين : مارأيك في سيناريو أمريكا من خلال ميدان داعش ؟؟

هادي : أمريكا سيدة العالم وداعش صبي عند معلمة في خان الخليلي.

شيرين سباهي : سقوط الرمادي غير سقوط الموصل ..فسرها للقارىء؟

هادي جلو مرعي : لذلك يجب الذهاب الى الأنبار قبل الموصل والسيطرة عليها، الموصل نهاية دراماتيكية، والانبار في القلب، وهو قلب معتل.

شيرين : هل كانت ألاعتصامات لعبة سياسية خاسرة ؟؟؟

هادي جلو مرعي : بإمتياز والسياسيون السنة خونة نفعيون، يمثلون دورين فاشلين يدعون تمثيل السنة المغلوبين على أمرهم وينتفعون من عطايا بغداد.

شيرين : هل نعتبر الأقليم نقطة بيضاء في تاريخ العراق لما بعد السقوط ؟؟؟

هادي جلو مرعي : إقليم كردستان هتك الدولة العراقية، وهو يستعد لخوض حروب مع السنة والشيعة ليسيطر أكثر ويقضم أكثر.

شيرين : هل تتحمل حكومة كردستان جزء من هفوات العراق الأقتصادية وكيف ؟؟

هادي جلو مرعي : الأكراد يفكرون بمصالحهم الخاصة ولديهم رغبة في دوام تهتك الدولة العراقية وضعفها وإستنزافها الى النهاية.

شيرين : هل ترى سياسيا إن الإقليم كان درع ضد داعش رغم المندسين بين الصفوف من حلفاء دول الجوار لغرض إسقاط العراق في وحل الإنقراض التاريخي والإنساني؟

هادي : الأكراد فرحوا بداعش لكنهم فوجئوا بحماقتها ونوع الخرافة التي تتحكم فيها، كانوا يعتقدون إن بغداد ستستسلم، لكن داعش خدمت بغداد بغبائها وتوجهت الى أربيل ولو ركزت على هدفها بإسقاط الحكم الشيعي لكان الكرد سعداء بإجتياحها لبغداد.

شيرين : الخيانة والعمالة وجشع السلطة أحد مقومات سقوط العراق ....كيف أجتمعت هذة اللعنات في جسد واحد؟؟

هادي جلو مرعي : الدكتاتورية وضيق الأفق، أسقطت بغداد بيد الأمريكان، حينها إنفتحت كل الأبواب وإكتشفنا إن كثير من العراقيين مختلون ويملكون صفات الجشع والحقد والكراهية والتحزب والإقصاء.

شيرين : أنت كاتب لعدة صحف ومؤسسات إعلامية هناك هالة حولكم بتقاضيكم مبالغ لغرض أخفاء بعض حقائق عن وضع العراق ...والحكومة السابقة ماردك ؟؟؟

هادي جلو : أبلغني صحفيون مصريون إنهم سيزورون بغداد، ويقيمون في فندق، كان اليوم الذي وصلتني فيه أسئلتك حزينا فقد عانيت من عدم توفر المال ولابد من دعوتهم الى مطعم والتوجه بهم الى بعض الأماكن، من يحصل على مال ليخفي شيئا نحتاج أن نبصق بوجهه جميعا، الهالة الإعلامية سببها النجاح، وأنا بعافية لأتحدى الجميع إن كنت أفعل ذلك، صدقي أو لاتصدقي إنني أعمل بمستوى من البؤس وأتغاضى راتبا تافها لكنني أختلف عن الآخرين بطاقتي الإنفجارية ولأنني أمارس كل فنون الصحافة والكتابة والتعليق والدفاع عن الحريات وحسن الإدارة والعلاقات العامة.

شيرين : من هو خصم الاعلامي الحقيقي ؟

هادي جلو مرعي : الإعلامي المزيف، والسياسي المأفون، والموظف اللص.



شيرين : هل ندمت لكونك إعلاميا في العراق ؟؟

هادي جلو مرعي : لا فالعراق بلاد صعبة تنتج الرجال، فحول الرجال، أنا فحل في الصحافة.

شيرين : لو واتتك الأقدار أن تنال منصبا سياسيا بعيدا عن الإعلام هل ستفرد الذراعين له أم تكتفي أن تكون مجندا في ميدان الحبر؟؟

هادي مرعي : ساأكون سياسيا عاشقا للصحافة.

شيرين : هل وصلت المرأة الإعلامية العراقية الى ان تقف كتف بكتف مع زميلها الإعلامي أم مازالت في طور التكوين ؟؟؟

هادي جلو مرعي : المرأة الإعلامية في العراق فاشلة لاحضور لها، بإستثناء بعض المواهب، لدينا عارضات أزياء ومنهن من يقدمن خدمات مقابل ثمن.

شيرين : أقلام يقرأ لها هادي جلو مرعي في عالم الإعلام اليوم ؟؟؟

هادي : لاأقرأ للعرب والعراقيين، إلا نادرا، وأخجل أن أقرا لنفسي لأنني أعد كتاباتي عارا علي.

شيرين سباهي : هل الاعلام فطرة ام خبرة ؟؟؟

هادي جلو مرعي : الصحافة والإعلام، تجتمع فيها الموهبة بالفطرة بالإستعداد الذهني والمران والخبرة،والثقافة والموسوعية.

شيرين : بأختصار صف لي التالي :

العراق: بلد

الدين: جنون

الأم : الجنة التي يجب ان نغادرها أو تغادرنا يوما.

القلم : سليني عن اللاب توب والحاسوب.

الثورة :شر لابد منه

السلطة :عار

التحدي: لحظة كافرة

الضمير: يحتاج الى منبهات ليست القهوة منها ولا العلاجات ىالطبية

النساء: دليل على عظمة الرب وقدرته الجبارة وحبه للرجال....

جفت الصحف معك الاعلامي العراقي هادي جلو مرعي ...على امل أن اكررالحوار معك من خندق اخر تحياتي لك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة