الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبار سلطان

جواد الديوان

2015 / 3 / 20
سيرة ذاتية


في 1941، وبعد هزيمة رشيد عالي الكيلاني والمربع الذهبي في استعراضهم امام قوات الحلفاء، وهروب الكيلاني (رئيس الوزراء) والصباغ (من القادة الاربعة) والشريق شرف (الوصي على العرش ابان حركة الكيلاني)، وترك العراق لاحتلال اخر. يلمح جبار سلطان علم العراق تحت اقدام جند الحلفاء (هنود وغيرهم) في خلال عودته لداره وقت المغرب. يخلو الشارع من المارة والجند، ويلتقط العلم. يلفه حول بطنه تحت قميصه العريض، ويعود مزهوا بالكنز.
يختفي لقب باشا وبيك في 1958، فقد انتهى عهد الملكية في العراق، ولعب العسكر دور المخلص والمبشر. وتستقبل الموانيء مديرها الجديد (مزهر الشاوي رحمه الله) باحتفال شعبي. ومع اهازيجهم، هتف بعضهم يسقط جبار سلطان. ومع حيرة الشاوي (لا يرتبط الاسم باي رمز من العهد الملكي) يمثل امامه جبار سلطان بنظرات زائغة، ودهشة بالغة، فمن يهتف بسقوطه من العرش! اولاد اخوانه واولاد عمومته. ينتبه الشاوي للرجل، وقد تبعثرت على قميصه وبنطلونه طيات فلم تمر عليهما المكواة، اضافة الى بقع زيت، وتخصر البنطال على الكاحل الايمن لاستخدامه الدراجة الهوائية. انه رئيس سواق الرافعات على ارصفة الميناء، لم يتساهل بايام او ساعات العمل فاصبح رمز لسلطة دولة. وربما مثل الملك او نوري سعيد باشا في نظر سواق الرافعات ومن بمعيتهم.
تسلم البعث الحكم في شباط 1963، لينتصر للامة العربية وغيابها عن سماء العراق طيلة حكم عبد الكريم قاسم رحمه الله. وان الوحدة العربية مطلب جماهيري، وللعرب دورا تاريخيا لم يمارسوه منذ 1958 وغيرها. وتناله قرارات الحاكم العسكري العام، قرقوش القرن العشرين (رشيد مصلح وتم اعدامه بعد 1963 لتجسسه لصالح اسرائيل) بالفصل من الموانيء. فقد كتب بعض سواق الرافعات تقارير واضحة بشعار وحدة امة العرب ورسالتها الخالدة، توضح بان جبار سلطان حمل صورة صغيرة لفهد (مؤسس الحزب الشيوعي العراقي) يوما ما ابان حكم قاسم. ونجح سواق الرافعات من التخلص من رمز سلطة لا يتساهل بايام وساعات العمل.
شهد جبار سلطان مدينته البصرة، تحتضن الجند والياتهم مرات عديدة خلال سنوات عمره. وفي اخرها في حياته الحرب مع ايران (الثمانينات من القرن الماضي)، تساقطت قنابل وصواريخ على احياء المدينة. ونالت التنومة (شط العرب) حصة الاسد من تلك القنابل، ربما لان كل سكانها من العسكر والجند، وكل دورها ثكنات عسكرية. ترك الدار الى مدينة لم يعرفها الا بالاسم. وفي دار لم يتعود تفاصيلها عثر وسقط ليرقد بعظم فخذ مكسور. غربة وعجز في وطن تشغله الحروب باضافات بسيطة اخرها لقب نازح. ولم يحصل على لقب نازح.
يرحم الله جبار سلطان، فقد توفي ابان ايام ذلك النزوح من الديار بدون لقب النازح، او منظمات مجتمع مدني تعتني به. يرحمه الله لم يشهد نهاية الحرب مع ايران واحتفال الناس باطلاق النار في الهواء! وباوامر السلطة وقادة الجيش المنتصر، ومقتل العديد من الناس بتلك الاطلاقات (في بغداد لوحدها 250 شخص). كما لم يشهد غزو الكويت، وحرب 1991 وسقوط قنابل ميسوري او بي فيفتي تو (القلاع الطائرة)، كما لم يسمع بطريق الموت من الكويت للبصرة. يرحمه الله لم يحتفل بالنصر الذي سوقه البعث بعد انتفاظة 1991.
وللاسف الشديد لم تكتحل عين جبار سلطان بسقوط صدام حسين والبعث في 2003. وربما تطمئن نفسه حيث شهد اعترافات قرقوش (رشيد مصلح) على شاشة التلفاز وشرح تفاصيل تجسسه لصالح اسرائيل، ثم خبر اعدامه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث