الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمر العجوز ...بريقٌ على وجنة قراءة في لوحة سومرية ل حيدر سالم حسن الشاعر المنتفض

احسان العسكري

2015 / 3 / 25
الادب والفن



(إلمن تشكي وخصمك قاضي ..وبالتالي : انت المحــو)
*مذ عرفته صديقاً تستأنس به النفس وتطيب معه الرفقة *حيدر الدبوس الذي خاصم القاضي ولم يكن منتظراً لرأفة من عدوٍ هو الحكم والخصم اصبحت لديه رؤية بسرعة البرق وكانه انسلخ من تاريخٍ لم يك راضياً عنه يوماً وهو الشاعر الانسان الناضج الذي يحمل في خلجات نفسه اوجاع وطن ومحنة جيلٍ من المثقفين الذين ما وجدوا الا ما يسيء لكرامة الثقافة ابان الحكم الشمولي المريض بالأنا والتشبه بالمتحضرين وهم منه براء .
أوجاعه التي :
"ربضتْ على مرج الهباء سنيننا
والحلم مُبتز الرموش ضريرُ
قمرٌ عجوزٌ في صباح عاطل
شمسٌ الى إستِ التلال تسيرُ "ُ
*ماهي الا انعطافة خطيرة نحو مجهول بائن ,تلك التلال الغريبة هناك رسمها ابن المدينة التي تعانق الاهوار شرقاً والصحراء غرباً وتغرق حد التشفي باكاليل الحضارة وخطو الثوار فمنها انطلقوا وبها مروا وعلى ارضها ساروا حاملين احلامهم بالخلاص لكن هذا الخلاص لا يستوِي فيه بصير عين بأعمى قلب لأنه وبكل بساطة واصرار يروي محنته .حيدر الدبوس كان ومازال ذلك الأنسان الذي يتقن ببراعة وبروح رياضية استنشاق الحرية فهو بين الرياضة والمامه بخفاياها والشعر وابداعه والأنسانية وقيمها النبيلة هو ايضاً الوطني الحر العاشق لتراب وطنه الذي ارضعه الكبرياء والهمه الحب وساقه راضياً نحو التألق في العشق فتارة تراه حزيناً لما يعاني منه ابناء شعبه وأخرى تراه متفاءلاً بالنصر وهو يشد عزم جند الحق فعلاً وقولاً فهو القائل :
" الشفاه التي تطير في السماء الآن
رغم بياضها ، لكنها ليست حمامات ابدا
هي حشد من الأدعية ، أطلقتها الأمهات لتستدرج بها رحمة الله
هكذا : تنزل رحمة الله مضرجة بالنصر
على جباه جنودنا "
*نعم هذا هو السومري الأصيل والأكدي المحنك والعراقي الشريف الحاضر في كل المحافل البعيد عن ابواب الطغاة الغارق بالجمال والحب بكل اشكاله : للوطن , للانسان , للطفولة ,للبراءة , للمرأة , للجندي وللنصر .. متسامقاً وعظمة ـلــامش متواضعاً ومجرى الفرات وان كان على يقين بأن :-
أكلت° مفاتننا الحروب عشية"
ووضيع أشباه الرجال أميرُ
منذ اندلاع الآه نحنُ وفودُها
ألمٌ يرفرف والدموع سفيرُ
صِغنا على رحم المواجع إسمنا
في كلِّ جرحٍ يستفيقُ نفير"ُ
*النفير الموجع لتألم الشاعر الدبوس ما هو الا نتيجة حتمية لما تؤول اليه حال المفاتن عندما تأكلها الحروب عشية السفر نحو الغسق الدامي لتقدم فروض الطاعة والولاء مكرهةٍ لظل رجل نصّبته الصدفة أميراً على نبلاء الحياة ارباب المسلات وصناع الأمل وعُمار الزقورات وأوتاد المعابد . نعم إنها الاه التي يجيد الهام صمتها شاعرنا بجدارة الممتحن بأسى التأريخ ومنغصات الحضارة التي اكاد اجزم انه لايتوانا لحظة في منحها بأكملها للذكرى مقابل ابتسامة سلام ترتسم بشكل عفوي على شفتي طفلة سُلبت منها براءتها بأسم الحضارة والدين والدفاع المقدس عن الذي لا أحد منا يعلمُ ما هو ,والارحام التي تقافزت فيها الحياة لو أدركت ما سيجري بعد الوضع لما حملت بين جدارنها بذرة لحياة ربما ستختطف دون مبرر يذكر فهذا القادم ربما سيترأس وفداً رسمياً لموكب الآه أو يعينُ سفيراً للغربة في داخله
" لمّا قرعنا الود ، شذّب خيبة
وبدا على باب الحبور صريرُ
يا أيها الحضن الدؤوب فما جرى
قد غارَ دِفئك والظنون حصيرُ "
*كم من باب قرعتها ذكرى الشاعر وعادت بالحزن العميق ذلك الحزن الذي يألفه ويعرفه جيداً فهو شريكه الأوفى والاقرب لنفسه دون كل صداقاته القديمة والجديدة وكان الخيبات التي يعانيها ما كانت الا انشيداً يترنم بها منتصراً على الخسارة التي اورثها له الود المغيّب وأبوب الحنين حبلى بالمفاجئات التي يتوقع انها تكونت نتيجة لتشذيب الزمن وارهاصات الواقع المرير وتلك الاحضان التي غادر دفؤها مكامن الراحة واصبحت راحتها محض انفصال بأسفين الضنون حين افترش حصيراً من الوله المتنامي بين جفني الشاعر
ان الشاعر حيدر سالم حسن صورة شعرية متكاملة متطابقة تماماً مع مجريات الاحداث الانسانية البحتة فهو المثقف المميز بين الغث والسمين ولكن بطريقة المرِح المبتسم فهو شاعر الابتسامة وان اتقدت اشعاره بالأنين والحنين للغائب في داخله وهذا ليس غريباً فهو ابن بيئته المدنية الماروسية القادمة من هناك حيث سُن في اشنونة المصير وانطوى تحت اسوار اور الاستعباد واشرقت من خلف ابراج اريدو المحبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع