الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروض المجانية.. وداعا !

طه رشيد

2015 / 3 / 26
الادب والفن


نقطة ضوء ...
عندما تسنمت مسؤولية قسم العلاقات والإعلام في دائرة السينما والمسرح، ابتداء من الشهر السابع في العام الماضي، قدمت مذكرة، للمدير العام شرحت له فيها أهمية أن تكون العروض المسرحية التي تقدمها الدائرة مدفوعة الثمن، اي عبر شباك التذاكر. وبررت، حينها، طلبي هذا بأسباب ثلاثة: أولها أن النظام السابق الذي اطلق مبدأ العرض المجاني لم يفعل ذلك رغبة في خدمة الجمهور بل كان غرضه الأساسي هو ترويج فكر الحزب الحاكم انذاك، ومحاولة لتبييض وجهه باعتباره راعيا للثقافة! (كانت الفرق المسرحية الاهلية قبل ذاك تعتمد على شباك التذاكر من اجل تأمين مستلزماتها المالية من خلال تقديم مسرحيات شعبية غاية في الروعة والتهذيب مثل فرقة المسرح الفني الحديث والمسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم)، أما السبب الثاني فهو عدم استيعابي فكرة أن يبذل الفنان جهودا كبيرة لانجاز عمله ثم يقدمه مجانا. وكان السبب الثالث إدراكي أهمية إسناد الدائرة بموارد مالية باعتبارها تعتمد على التمويل الذاتي في انتاجاتها الفنية.
وقد وافق المدير العام آنذاك على ما جاء في مذكرتي، علما اني اقترحت سعر تذكرة الدخول ب 5 آلاف دينار ومنح وزارة التربية سعرا خاصا لتشجيع الطلبة على المجيء إلى المسرح.
ولكن جابهتني حينها أصوات بعض الفنانين الذين صعب عليهم استيعاب التغيير الكبير الذي حصل بعد زلزال 2003 الذي قوض الكثير من مسلمات النظام الشمولي وفتح آفاقا كبيرة لكي تعلو كلمة ثقافة ويزدهر الفن باعتباره مبعثاً للجمال وليس بوقا لرأس نظام أو لحزب بعينه.
للأسف لم نفعل ما تمنيت وراح المقترح يغط في نوم عميق في إدراج مكتبي حتى دخولنا هذه السنة التي لم تبشر الثقافة بخير يذكر رغم التغيير الكبير الذي حصل في قمة الوزارة وفي بعض دوائرها المهمة. إذ أن موازنة 2015 خفضت من حصة وزارة الثقافة، والأخطر في الأمر هو توقف السلفة التشغيلية، على ضآلتها، الممنوحة لدائرة السينما والمسرح والمخصص جزء منها للنتاجات الفنية سينمائية كانت أم مسرحية.
وهكذا تجد الدائرة نفسها اليوم مضطرة الى أن تعتمد شباك التذاكر وسيلة لتقديم مسرحياتها وافلامها وفنونها الشعبية لأن وزارة المالية كما قلنا، ألغت نهائيا المعونة الإنتاجية التي تسمى السلفة التشغيلية، خاصة أن الاجور اليومية تدفع من تلك السلفة. ليس هذا فقط بل بدأ البحث جديا عن موارد مالية أخرى كالتنسيق مع شبكة الإعلام العراقي وطلب موافقتها على شراء الأعمال الفنية للدائرة ودعوة الجهات المستثمرة في الدعاية والاعلان للتفاوض معها من أجل خدمة الطرفين ماليا.
وهكذا.. سيكون آخر العروض المجانية في يوم غد الذي يصادف يوم المسرح العالمي والذي سيجرى فيه احتفال كبير بهذه المناسبة تتخلله الموسيقى والرقص وعرض مسرحي جديد.
سيكون احتفالاً بالمنجز رغم الشح المالي.. وإذا ارتاحت النفوس غنت ..أما إذا توافقت من أجل إبداع حقيقي بعيدا عن المصالح الشخصية فإنها ستقدم الكثير للناس أصحاب المصلحة الحقيقية في الجمال والفن والثقافة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا