الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربانة فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟

احسان العسكري

2015 / 3 / 30
الادب والفن


العربانة
فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟
قراءة في احداث الفيلم السينمائي (العربانة) للكاتب والمخرج والفنان هادي ماهود
حائط الطين الذي يحكي حكاية شعب عاش عبر الاف السنين قبل وبعد الميلاد .. تلك الشعاب التي وضعت اول ابوة للتوحيد هنا , هناك حيث ابراهيم خليلاً لله ..ذلك الشق في الحائط ربما ولجت منه ام ابراهيم واورثت هذه الصفة لبنت أسد فاطمة عندما انشق لها جدار الكعبة وكأن هادي ماهود يريد ان يقول نحن هنا اصحاب هذا التأريخ وصناعه ونحن اصحاب الوجود واصحاب الأمل وأهل الحياة .. ان ما يميز حائط الطين هو عدم اندثاره مهما عاث فيه الزمن والتقلبات فتراه صامداً باصالة يأخذ منه المطر والرياح مأخذهما فيحولان اعلاه الى سكين ويبقى اسفله راسخاً في الارض لا تتعدى عليه وكيف تتتعدى الأم على ابنها ؟ بل تحتضنه بكل حنين وتعانق خطوه بكل أمل و (راحة بال) رغم اكتسائها بالحزن الذي اجاد المخرج صياغته بتلك الاثواب السوداء النسائية المعلقة على حبلٍ بين نخليتين هما الماضي والمستقبل الذين ربطهما حبل الحاضر الذي حمل اثقال الالم عبر التأريخ المؤلم لهذا الشعب عبر مسيرته البطيئة التي تشبه كثيراً خطوة العربانة التي يجرها حصان ما بهدوء أو كما يعبّرُ عنه في ثقافتنا الشعبية لفظاً (يمشي برهدنه) . الحائط الذي تمسك بزمام قيامه النخلتين المربوطتين بذلك الحبل لم تأبه اي منهما لانكسار الجندي الذي يجلس خلف السايس (الذي أدى دوره الفنان جمال أمين ) , هذا السومري بامتياز يقود عربانته غير آبه بوجع الجندي الحاسر الرأس (الفنان طه المشهداني ) يجلس متربعاً على عرشه في حين تتدلى ساقا الجندي خلفه , ولا اعلم عدم نظر الجندي للنخيل سببه انكساره ام خجله من شموخه ؟ أم انه في غيبوبة النجاة التي يحلم بها كل انسان ؟
• أنا شخصياً اعتقدُ ان سبب انهياره هو شعوره الاشعوري بانهيار ذات المواطن وهي نفسها انهيار ذات الطالب الذي يتخذ من نخلة منبطحة سريراً يطالع فيه كتاباً للتأريخ الا ان هذا الطالب يجد في ما يطالعه شيء من الامل الذي اشار اليه الماهود في البالون الملون وهو اول لون يراه المشاهد في احداث الفيلم وان كان احمراً نوعاً ما (ارجح ان يكون هذا هو العشق الذي ينتظر هذا الطالب) والذي لايعرف هادي الماهود الانسان سيقول (هادي يغازل دموية الحياة) ومعروفٌ لنا جميعاً ان اللون الأحمر: يدل على القوة والإثارة، العاطفة، الحب، الطاقة، الخطرو حب المغامرة.
سيما وان البالون الاحمر يكاد يخفي وجه الطالب الذي ينظر بفضول للعربانة وسائقها الصامت وراكبها المنكسر فما ان تمضي العربانة بطريقها حتى تلوح للأمل بوادر باللون الثاني الذي يظهر في الفيلم وهو اللون الأزرق وهذا اللون ايضاً يدل على الثقة، الأمان، الإستقرار، النجاح، المهنية والإنتماء إلى العمل، الموثوقية، والهدوء,
يبدو هذا الطالب المفعم بالأمل هادئاً جداً وان التفت بغرابة ملاحقاً بنظراته الواثقة خطو العربانة
" أمشي وخطوتي الحيره
وبساتين الصبر كبرت بعين الشوكَـ
ولو ـانت مناهل راحتي زغيره
ماشوفن أمل وعيون كل الناس
تاخذ راحتي وي صفنة الديره
النخله اتدر عشـ وارواحنا تلف آه
لاهي الطالعه ولا تاركه الحيره "
مشهد مؤلم ذلك المضيف الي يمتليء فضاءه بقطيع من الأغنام ولا اعلم ماذا يمكن ان تجد الأغنام في مضيف مهجور ؟
إجابةٌ ربما يجيبنا عنها فنان يرسم شيئاً بـ لاشيء (ياسر البراك ) الممسك بلوحة الوانه الرمادية يطالع لوحة مفقودة لا وجود لها محاولاً الرسم عليها .. هو يرسم نعم ولكنه يرسم خلفه حب المغامرة عبر البالون الاحمر الذي يحمله طفلٌ ما يراقبه وهو يخلط الألوان تارة وينقل نظراته تارة اخرى بفضولٍ وتعجب الى العربانة القادمة والتي تخترقُ قطيعاً صغيراً من الجمال التي نادراً ما تشاهدها العين في بساتين النخيل الا ان التصحر فيها جذب هذا القطيع فهي اصبحت البيئة التي يعشقها ويجد فيها ضالته .. نظرات الرسام كانت هي الاخرى سومرية بلا فضول فالفنان غالباً ينظر للأشيءا بشيء مختلفٍ عن نظرات العامة لأنه يبحث عن فكرة في زحام الحياة الممتلئة بالايحاءات المشتابكة الباحثة دوماً عن حلولٍ لمعاضلها والمنتمية رغماً عنها لخيال الشعراء والفنانين , باب (المضيف) الذي اتخذه الرسام مكاناً يؤرخ فيه فراغه الجمعي بوحدةِ فرضتها عليه آهات عزلته عن مجتمعه التواق حصراً للعيش بأمان وكأن قطيع الاغنام الذي يملأ باحته يقول نحن في زمن فقد كلشيء فيه قيمته ولم يتبق الا القيم التي وجدت ضالتها في نفوس المثقفين اصحاب الحيرة الابدية .
ما ان تتلاشى خطوات العربانه حتى يعود اللون الاحمر بالثارة والعاطفة ومحاولة ياسئة لاعادة الروح الى الطريق ولكن هذه المرة على شفاه امرأة وفي غطاء راسها وهي تمسك بنفسها على شكل مرآة صغيرة وكانها تغازل الشباب المتجه نحو هاوية الهلاك غير آبهة بـ تنور الطين الذي بعد عن مجلسها متراً او اقل . اكثر بقليل ولم تعر اهتماما لذلك الشيء الاسود الذي يشبه الهرم ’عجوز ربما لأنها تنتظر الأنطفاء لحريق ما على مقربةٍ منها دون ان تشعر لعلها تترقب حبيباً او زوجاً جاءها منكسراً قلباً وقالباً . وصوت ناصر حكيم كان لسان حالها (على درب اليمرّون اريد اـعد ونادي)
كل حركة ومشهد في الفيلم له ايحاءه الخاص ودلالته العميقة جداً والمؤثرة . تلك الفتاة المرتدية للزي المدني كيف تمكن هادي ماهود من ان يجعلها تتسلق نخلة مستخدمةً (فرود) وبدلالة لونية حمراء ايضاً لكنها هذه المرة تجسد ، الخطر و حب المغامرة بشيءٍ من جمالٍ أخاذ والملفت للانتباه انها لم تعبأ بالعربانة التي مرت من تحتها ولم يك من فيها يكترث لجسد هذه الأنثى المعلقة على ذلك الجذع وشعرها الاسود الناعم يتدلى لمسافة غير قصيرة مغازلاً قوامها الجميل ..فتاتة تردي بنطالاً وقميصاً احمرا سومرية الشكل بابلية الهيئة مدنية الطلعة تستخدم اكثر الأدوات خطراً لتسلق نخلة سيما وهي ليست في بيئتها ..ما الذي يرديه الماهود من هذه الحركة ؟ انا اتصور انه يريد ان يقول ان هذه البساتين هجرها اهلها وسكنوا المدن او انه يحاول قلب معادلة الواقع ؟!
ان الذي يعرف هادي ماهود عن كثب لا يستغرب كل هذا الوجع فهو الأنسان المحب للانسانية المحترِم لوجودها المؤمن بقدسيتها والساعي لتنمية هذا الاحترام فهو يعتب كل التقلبات الاجتماعية انتقالة ويجد في الانتقالات ايجاب وان اتشح بالسوداوية نوعا ما بعض الاحيان الا ان رسالته التي يحاول ان يجسدها في السينما هي باختصار (التغيير) فإن كان بمحض ارادة فهو خير وان كان برغبة القدر فهو ليس شراً مطلقاً طالما ان الانسان موجود كان يكون موجوداً في مطربٍ يتغنى بحب الحياة او بصوت ناعٍ ينعى الم العصور بمجريات نفسه .
حين ينتقل الفيلم للشيخ الناعي الذي جسده واجاد (الفنان نجم عذوف ) تتضح قصة ربما تختلف عن الرؤية الاولى له وهنا يعود اللون الأحمر الخفيف ولكن هذه المرة يجسد الخطر وهذا الخطر له أوجه متعددة من الصعب ان يصلها المشاهد لأن ماهية الفن السابع لا تتلخص بمقال او تتجرد كما نجرد القصيدة من خيالها ونضعها على طاولة النقاش ان النعي الذي يشبه كثيراً الحزن العاشورائي وتناثر (التوابيت) هنا وهناء والخرق الحمراء اللون لها دلالت عديدة قد تحتاج لأكثر من بحث لنلم بجميع تفاصيلها سيما وان المخرج يصر على ان يبرز اللون الاحمر ومرادفاته مجرداً في فيلم بالاسود والابيض لذا ففيلم القصيدة هذا اصبح يتجه نحول لوحة تشكيلة مزجت المدرسة الواقيعة بسريانية القدر او على العكس فجمع المتضادين في لوحة واحدة لا يأتي من فنان هاديء يرسم وهو مدركُ تماماً لما يفعل وان ادرك هادي ماهود ماذا يفعل فهو بهذا قد تخطى حاجز الانتماء المحدد لصفة الفنان ودخل مساحة من الروحانية الفنية لايصلها اياً كان . البالون الاحمر والتابوت الذي كُتب عليه وقف لجامع الرسول الأعظم واجساد الموتى الغائبة كلها تدر على ان الأمل موجود حتى في المقابر لأن الحلم لا يفرق بين الطفل والشيخ ولا تحده محددات ولا تتعلق به اصول .
المجتمع الذكوري جرده هذه المرة هادي ماهود من صفته وحصره في خانة العاطفة المفرطة لدى امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وحبيباتنا وليس غريباً فهادي ماهود ابن بيئته وكل ما ابدع فيه في هذا الفيلم هو عبارة عن صراعه مع ما يعتقد انه سيء اجتماعياً .تخفي المرأة الثكلى وجهها ويظهر القاريء ما يحلو له في حين يُخفي الماهود كل ملامح الجثة في التابوت حتى الوجه , نعم انه الدفن حياً .هكذا هي المرأة عليها ان تتبع الرجل حتى في الحزن فلا استقلالية عندها حتى في الحزن فتراها وهي طفلة ممتلئة بالامل والحب والحرية وقد اوضح المخرج هذا في قميص وبالون الطفلة التي تجلس على تلة اعلى المقبرة .
هاهي العربانة مرة أخرى وقطيع الغنمام الذي غادر المضيف والبالون الاحمر والناعي والنساء الباكيات كلهم يلتقون في مقبرة القرية في مشهد انا اعتبره شخصياً سايكو درامي وإن اراد به المخرج شيئاً آخراً كأن يكون كوستو دراما او شيء من هذا القبيل .
ان انتقالات العربانة عبر الاماكن له دلالاته الدرامية ايضاً فالجندي الذي يحمل الم المعركة وانكسارات الهزيمة وهزائم الانكسار في ذاته لما يزل يزوال القتال مع نفسه ومع مجتمعه حتى تتجلى له كل ادوات العمل على شكل بندقية ويتحول خرير الماء في الجدول الى صون رصاص انه مثقل بالألم فحتى صوت القطار كان بوق حرب وسكته كانت مسيرة الموت اعادت مشاهد المعركة لهذا الجندي هذه المشاهد التي كلش شيء فيها رمادي اللون الا لون الدم لم يفقد صبغته
.فزاعة الموت التي بهيئة امرأة تنتصب كأنها كاميرا مراقبة تسجل مشاهد (اللطم ) الجنوبي في ترنيمة (اليوم الوالي مشيعينة) في الحقيقة هو ليس (والي) واحد انهم مجموعة (وليان) شيعتهم الصدفة وقتلتهم القضية التي يؤمن بها هادي ماهود وهي قضية الانسان .
ان المثير في المشهد القادم بالنسبة لي كمشاهد اركز على التفاصيل هو مقام (السيد) ذلك البناء القديم الذي يشبه كثيراً واقعنا فالذي اخذ على عاتقه اعادة تأهيله وضع له باب من الالمنيوم والزجاج في حين حتى ابواب اضرحة الأئمة تُستخدمُ فيها الى الآن الابواب الخشبية ! نعم انه الاعمار في العراق يركز على الشكليات ويتجاهل الاسس وكذا اعمار الانسان عندنا ينطبق عليه كثيراً قول الشاعر "
تجمّل بالثياب تعش حميداً ... فإن العــــــين تنظر باعتبارِ
فلو لبس الحمار ثياب خّزٍ ... لقال الناس : يالك من حمارِ
• ان التكوين التيارجري (ان جاز لي القول) للفيلم يجعلك من جهة متمسكاً بالمشهد الاول ومن جهة اخرى تتوق لمشاهدة المشهد القادم فحين تتجاوز مشهد المقبرة تتفاجأ بنعش يحمله الناس على الاكتاف وذا الشيخ يتقدمهم مردداً نشيد الحالة متقاطعون ومسيرة العربانة التي خرجت من البساتين واخذت من الطريق المحاذي لغابة القصب التي تنمو في جدولٍ قديم ممراً لها .. سيما حين توضع الجنازة الملفوفة بعلم العراق على قارعة الطريق امام مقام السيد قاطعة طريق العربانة ومجبرة الحصان المنهك الذي يجرها على التوقف والانحناء . الشهادة التي يتوقف عليها كل شيء حتى الحياة نفسها فهي التي تأخذ روحاً لتنقذ بهذا الاخذ ارواح عدة تركتها على الطريق وامصرفت عنها تزاول الحزن مع ذاتها .
كلنا يعلم ان اللون الأصفر: يدل على البهجة، السعادة، المرح، التفاؤل، الإبداع، والفضول . مالذي دفع الكاتب والمخرج لأن يزرع طفلاً في مخيلة الجندي المنكسر وسائق العربانة الحزين بدل النعش المغطى بالعلم ؟ هل هو فضول الانسان في البحث عن البهجة ؟ أم انه المل الذي يأتي غالباً بعد دفن شهيدٍ ما ؟
تذكرني هذه الحادثة بقصة استشهاد الرمز الشيوعي العراقي (فهد) التي رواها لي ولبعض الادباء في جلسة خاصة الاستاذ الفريد سمعان : قال حين سألته إذا رأيت الشهيد فهد الان امامك ماذا تقول له ؟ قال: أصمتُ ربما لانه حين اقتادوه للمشنقة قال : " اودعكم احبتي وأنا ذاهب لأموت لأجل قضيتي سامحوني بحقوقي عليكم واعلموا اني ان متُ ستعيشون وستجدون ما ارهقتم انفسكم لأجل ان تروه "
انه الامل هذا الذي يبحث عنه هادي ماهود وسائر المثقفين ونخبة الشعب المتحضرة فهم الوحيدون الذين يجدون للأمل صحوة في يوم ما . ان مشهد الضريح الذي قطع الطريق على العربانة والذي لم يشاهده الجندي اعاد الى ذاكرته مشهد انفجار نفذه (داعية اسلامي عربي) في سوق شعبي مكتض بالابرياء فتراه يعيد شريط الذكريات لتلك الاجساد المتفحمة بعد حادثة الانفجار ويبقى في هذا الحلم المر الى أن تقاطع مسيرة عربناته مجموعة (عربات ) صغيرة يدفعها بعض العمال وهي تسير بالنسق بعد ان وصل به المطاف الى الطريق العام حاملاً معه على العربانة نعش الشهيد حيث كل شيء كان يسير معاكساً اتجاه العربانة الا سيارات الجبيش الامريكي (الهمر) سوداء اللون والتي الصقَ على ابوبها العلم الامريكي بألوانه الحقيقة حتى (المشاية) زوار الاربعين كانوا يسيرون عكس اتجاه مسير العربانة . وفجأة تظهر الشموع الحمراء السابحة في النهر والتي تتوسطها شمعة بيضاء وتلك المرأة المتوسطة في العمر ذات الشعر الرمادي لم يكترث لمشهدها الثلاثة الجندي والشهيد وسائق العربانة فهم يمرون بـ عربانتهم نحو الافق والليل ارخى سدوله معلناً عن رحيل النهار باتجاه بستان آخر وقد احتضن الجندي نعش الشهيد بيده اليسرى كانها يخشى ان يطير كما طارت البالونات الثلاثة (الاصفر والازرق والاحمر) التي حلقت نحو السماء تاركة تحتها المهشد الملون كلياً والاطفال الذين يلعبون ويترنمون بالأغاني الشعبية ممسكين بأيدي بعضهم تارة ومصفقين تارة أخرى ويتراكضون عبر بستان النخيل فوق العشب الاخضر يحمل بعضهم بالونات لم يسمحوا لها بالطيران تجعلك تبتسم وتقول (الله) نعم هو هذا كل ما اراده هادي ماهود في ملحمته السينمائية هذه وكأنه يقول للوطن
دللول الوطن بويه دللول
الشامت ذليل وساكن الــول
يا وطن روحك روح الايتام
تمشي النعوش وانت ـدام
مثل الغفه بفي واهس احلام
وان ـان حــك دوم ماكول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا