الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر إيران على الشيعة والسنة والعالم الديمقراطي.

الحايل عبد الفتاح

2015 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


خطر إيران على الشيعة والسنة والعالم الديمقراطي.
هو علي بن أبي طالب المزداد بتاريخ رجب 23 قبل الهجرة ( مارس 599) وتوفي بتاريخ رمضان 40 هجرية ( يناير 661) رابع الخلفاء بعد الرسول محمد ( ص). حكم لمدة 5 سنوات وثلاثة أشهر. له مع فاطمة الزهراء بنت محمد الرسول ( ص) ابنين ذكرين الحسن والحسين...
الحـسـن بن علي المزداد في 15 رمضان سنة 3 هجرية ( 4 مارس 625 م) وتوفي بتاريخ 7 سفر 50 هجرية ( 9 مارس 670 م)...تولى الخلافة بعد مقتل أبيه...لكنه تنازل عن الخلافة لمعاوية...وذكر المؤرخون والفقهاء أسبابا كثيرة لهذا التناول (سنة 41 هــ_ 661 م ). ولعل أهم وأكبر سبب في تنازله عن الخلافة هو فهمه وحسه السياسيين الواقعيين. فعلا، تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان في العام الذي سمي ب "عام الجماعة" ونجي من بطش الأمويين العسكريين واستغل فرصة ضعفه العسكري والسياسي لفرض مفاوضات مع معاوية بشروط وامتيازات لفائدته وفائدة مناصريه من أهل البيت والقرشيين وغيرهم، واستطاع ايضا التخلص من شر الخوارج الناقمين عليه بآلة الحرب العسكرية الأموية...
أما الحــــســـــيـــــن بن علي فهو أخو الحسن وأحد الشخصيات التاريخية في الثقافة الإسلامية العربية وأيضا في الثقافة الفارسية الساسانية الإيرانية. فهو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وأمه هو أيضا هي فاطمة الزهراء بنت النبي محمد ( ص). ازداد بالمدينة المنورة بتاريخ 3 شعبان سنة 4 هجرية ( 8 يناير 626 م) وتوفي مقتولا بكربلاء بتاريخ 10 محرم 61 هجرية ( 10 أكتوبر 680 م)...اي أنه عاش ما يقرب من 56 سنة. وخلف مع امرأة فارسية اسمها شاه زنان الإمام زين العابدين حفيد الرسول محمد ( ص) وحفيد كسرى امبراطور الفارسيين والساسانيين...رفض الإمام الحسين الإعتراف بخلافة معاوية بل أنه أخطأ في تقديره لقوة معاوية فقبل مواجهته عسكريا فكان مصيره القتل...
الإشكاليتين المطروحتين للنقاش هما : ما هو سبب تعلق الشيعة بشخص الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل البيت ؟ وما هي العلاقة بين الشيعة والحسين بن علي وزوجته شاه زنان الفارسية ؟
للجواب على هذين السؤالين لا بد ، ولو بعجالة، من الرجوع بالفكر للأحداث والوقائع التاريخية المستقات من مصادر إسلامية موثوق منها...
فكل المراجع التاريخية تؤكد أن الكاهن الزردتشي ساسان هو جد أول ملوك الساسانيين (أب أردشير الأول ) مؤسس الإمبراطورية الساسانية أو الإمبراطورية الفارسية الثانية ( 226-651)... وهذه الأخيرة كانت تسيطر سياسيا واقتصاديا على محيط جغرافيي واسع بما فيه إيران والعراق وأجزاء من أرمينيا وأفغانستان...
والمعروف تاريخيا أن الإمبراطورية الفارسية كانت متاخمة لحدود سيطرة الخلافة الإسلامية...وحين بدأت المشادات السياسية بين الإمبراطورية الساسانية والخلافة الراشدية كان من اللازم الحسم في العلاقة بينهما...وفعلا تتالت الحملات العسكرية على الإمبراطورية الفارسية منذ عهد أبي بكر الصديق الذي فتح أو غزى العراق سنة 11 هجرية بقيادة خالد بن الوليد (ثُمَّ نُقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الرومانية بالشَّام لاستكمال الفُتوحات أو الغزو). فاستعاد الفارسيون قواهم فاسترجعوا العراق.
وبعد زمن بدأت معركة أخرى بين المسلمين والفارسيين سنة 14 هـــ ( 636 م) . فشن الجيش الإسلامي العربي، أنداك تحت قيادة سعد بن أبي وقَّاص، هجمة أخرى سنة 14هـ المُوافقة لِسنة 636م. فانتصر المسلون نصرا حاسما في المعركة التاريخية المسماة معركة القادسيَّة . فأصبحت الحدود الطبيعية بين الدولة الإسلامية الفتية والإمبراطورية الفارسية المنهكة هي جبال زاكارس (زاغروس، سلسة جبلية تقع غرب إيران وشرق العراق. تسمى بالفارسية رشته كوه زاگرس.
ورغم كل ذلك فقد أعاد الجيش الفارسي الكرة ليهاجم في مناسبات عديدة بلاد العراق...وبما أن هذه الغارات كانت تشكل خطرا على الدولة الإسلامية فقد أعطى عمر ابن الخطاب أمره من المدينة المنورة بغزو بلاد فارس بأكمله ما بين سنة 21 هـــ 23هــ ( 642م 644 م).
هذه الإنتصارات التاريخية أدت إلى انحسار الديانة المجوسيَّة في بِلاد فارس وإقبال غالبية الفُرس على اعتناق الإسلام على مضض أو فهما عاميا، أي اعتناق دين الأقوياء المنتصرين.
بعد فهم هذه الأحداث يمكن لنا أن نعود لشخص الحسين بن علي لفك لغز الإشكاليتين السابقتي الذكر :
ما هو سبب تعلق الشيعة بشخص الحسين بن علي بن أبي طالب وآهل البيت ؟ وما هي العلاقة بين الشيعة والحسين بن علي وزوجته شاه زنان ؟
للجواب عن هاتين الإشكاليتين لابد من تسليط الضوء على شخصية تاريخية مهمة جدا هي زوجة الحسين بن علي أي شاه زنان.
شاه زنان هي بنت يزدجرد بن أنوشروان أميرة فارسية، واسمها يعني باللغة العربية "ملكة النساء" ولقبت بـ "سلافة" وغيرها من الألقاب، وهي ابنة آخر أكاسرة الفرس.
وقعت في الأسر هي واختيها بعد انتصار الجيوش العربية على الجيوش الفارسية في الفتوح الإسلامية وقد تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، وانجب منها ابنه علي زين العابدين.
ومن المعروف أن بعض أهل المدينة كانوا لا يرغبون في "نكاح الجواري حتّى ولد الإمام زين العابدين (عليه السّلام) فرغبوا فيهنّ ( كما يحكى) ، وكان يُقال للإمام السجّاد (عليه السّلام) : ابن الخيرتين ؛ فخيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم فارس..." (المصدر : كتاب بحار الأنوار للشيخ العلامة المجلسي ج 46 / ص 8).
وروي في عدة روايات وقصص حادثة سبي شاه زنان وأختيها ودخولهن برفقة فارسيين آخرين إلى المدينة في حالة عبودية. فعلا يروى أنه حين أحضر أسرى الفرس ومن ضمنهم بنات يزدجرد بن أنوشروان هم عمر بن الخطاب ببيع النساء، وجعل الرجال عبيداً ، فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : (( إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : أكرموا كريم كلّ قوم )) . فقال عمر : قد سمعته يقول : (( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم )) . فقال له أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام ، ولا بدّ أن يكون لي فيهم ذرّية ، وأنا أُشهد الله وأُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله )) . فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك . فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( اللّهمّ اشهد على ما قالوه
وعلى عتقي إياهم "...فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء ، فقال علي (عليه السّلام) : (( هنّ لا يُكرهنَ على ذلك ، ولكن يخيّرنَ , ما اخترنه عُمل به ))
هنا في هذه الحكاية أو القصة، المروية من عدة مصادر، تبدو قدرة التجديد والعدل الإجتماعي وسداد العدل والمساوات لدى على بن أبي طالب وعمر ابن الخطاب، وسداد الرأي لدى الرجلين والعلاقة الطيبة بينهما...على خلاف ما يرويه بعض الشيعة من عداوة وقهر بينهما...
باختصار شديد، توفيت شاه زنان في الخامس من شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة ، وذلك خلال نفاسها، أي بعد مدة قليلة من ولادتها للإمام زين العابدين بن الحسين...وتزوج الحسين بنساء أخريات وأنجب معهن الكثير...
إذن فمن جهة فشاه زنان بنت يزدجرد بن أنوشروان جمعت في شخصها زوجة الإمام الحسين، وأُمّ الإمام زين العابدين ، و جدّة ثمان من الأئمّة وحفيدة كسرى ملك الفرس. وهي بمقامها ونسبها هذا تمتعت حسن معاملة خاصة من طرف الحسين بن علي واستمتعت بما يليق بمقامها وسمعتها كأميرة الإمبراطور الفارسي الساساني. وهذا الترف الذي ذكر في بعض المصادر جر على الحسين بن علي بعض الألسنة الغيورة وتقول بعض الحاقدين...
ومن جهة أخرى فهذا يعني في عقول الفارسيين الإيرانيين أن زين العاردين بن شاه زنان هو الحلقة الذهبية الأساسية في فهم التاريخ الفارسي الساساني والعربي الإسلامي... فهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي هو ابن عم الرسول الكريم، وهو سبط الرسول محمد ( ص) وحفيده، كما أنه في نفس الوقت حفيد فاطمة الزهراء وبالخصوص حفيد يزدجرد بن أنو شروان آخر أكاسرة الفرس.
وهنا نقف مدهولين أو مستغربين أمام الفكر الفارسي الإيراني والعربي الإسلامي. والسبب في هذه الغرابة هو عدم قدرتنا الفكرية والدراسية ( كباحث) على استجلاء فكرة تاريخية مهمة في الفهم العام لسياق التاريخ الفارسي - المجوسي. وهذه الفكرة هي عبارة عن سؤال : " هل الفارسيون أو الساسانيون كانوا كلهم يؤمنون بالتوريث الذكوري كما عند العرب والمسلمين أم انهم كانوا كاليهود يؤمنون بالتوريث النسونجي ؟ أو هو تغير فكري بحكم الظروف المحيطة بانهيار العظمة الساسانية الفارسية ؟
باختصار شديد فشاه زنان بنت يزدجرد ستكون شخصية حاسمة في لحظة تاريخ فارقة لدى العرب المسلمين من جهة والفارسيين الإيرانيين من جهة أخرى. فهي الأخرى (بزواجها بالحسين بن علي) حلقة وصل أساسية بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الفارسية الساسانية... وسيستغل هذا التزاوج من طرف العقل الفارسي الإيراني عبر العصور المتعاقبة كأداة لمحاولة خلق شرعية في تملك الإسلام والمسلمين وفي إحياء الإمبراطورية الساسانية الفارسية...كما أن شاه زنان قد تكون في نفس الموقع والوقت هي الحلقة المشرعنة لمحاولة احتواء الفكر الفارسي الساساني من طرف العرب المسلمين سابقا ولاحقا...
وفي الأدبيات الثقافية والفقهية الإسلامية يروى أن الإمام علي (عليه السّلام) سأل شهربانو بنت كسرى حين سيقت أسيرة برفقة أختيها إلى المدينة : " ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ " . قالت : حفظنا عنه أنّه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلّت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدّة كان الحتف في الحيلة. فقال الإمام علي (عليه السّلام) : " ما أحسن ما قال أبوك ! تذلّ الأُمور للمقادير حتّى يكون الحتف في التدبير " .
وهنا لا ندري لماذا يسأل الحسين بن علي عن "موقعة الفيل" رغم أنها حكاية أو واقعة لا علاقة للفارسيين بها...فهي حدث أو واقعة بين أهل مكة وأبرهة الحبشي ( يقال له أيضاً أبرهة الأشرم وباللاتينيةAbramus آبراموس وتعني إبراهيم ) هو قائد عسكري من مملكة أكسوم وأعلن نفسه ملكا على حِميَّر. حكم بلاد اليمن والحجاز من الفترة مابين 531 أو 547 وحتى 555 أو 565[1][2] ذكر أبرهة في المصادر البيزنطية والسريانية ونصوص خط المسند ونُسجت حول شخصه العديد من الروايات والأساطير المتضاربة ...
ما يهمنا هو أن أطماع الفارسيين وغيرهم من الأمم ( مثل أبرهة الحبشي) والقوى الحيطة بمكة في الإستيلاء على الكعبة بدريعة أو أخرى، أنذاك، يرجع إلى ما قبل البعثة النبوية. فكلما اشتدت قوة الفارسيين أو غيرهم عبر التاريخ إلا ووجدوا سببا لغزو الآخرين وبالخصوص غزو الكعبة المشرفة وإخضاع ساكنتها...فلا غرابة الآن في سنة 2015 أن يكون من المحتمل أن يطمع الشيعيون الفاريسيون الإيرانيون في الإستيلاء على حكم العربية السعودية لأن لهم مبرر تاريخي وعقائدي يقنعهم بشرعية هذه الفكرة ولأن أهل البيت هم مالكوا الكعبة وهم أحق من السعوديين بتملك البنرول والكعبة قبلة كل المسلمين. والإسلام الفارسي بدون السيطرة على الكعبة المقدسة هو إسلام ناقص... لأن الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة...
.فلا غرابة في أن يجد أهل فارس (والإيرانيون الآن) في الحسين ظالتهم...بل هذا يفسر تشيعهم له...فلو لم يتزوج الحسينشاه زنان لما كان هناك فكر شيعي...لولا هذا الزواج المختلط الجريئ لوجد الفارسيون الساسانيون فكرة أخرى لإحياء الإمبراطورية الفارسية الساسانية...
وما يزيد في تفسير الإهتمام المبالغ فيه بشخص الحسين بن علي هو إحباطهم من طرف الحسن بن علي. فهذا الأخير استمر ولو ظاهريا خليفة على الحجاز واليمن والعراق وخراسان وغير ذلك نحو سبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل ستة أشهر. فعلا، الحسن بن علي أحبط ليس فقط الفارسيين المعادين لبني أمية بل العديد من الخوارج...
كل هذا يعني أنه لو كان الفارسيون الكسرويون صادقون لكان الحسن بن علي أولا وأحق بالإهتمام من الحسين لأنه هو أول أبناء الزهراء وبكر الإمام علي بن أبي طالب...
فالحسين في عمق أفكار الفارسيين ك "مسمار جحى في حائط الغير". فهم يدعون بوعي أو بدونه أن المسمار في ملكهم مهما احتج الغير عليهم بملكية الحائك الذي دق عليه المسمار.
فالفكر الإيراني له ظاهر وباطن يتجلى فيما يلي :
أولا : الحسين بن علي هو الرابط بين الدين والجنس الفارسي، لأن سلالة الحسين بن علي تحمل من بين ما تحمل جينات الرسول الكريم وجينات شاه زنان بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس.
ثانيا : تملك الدين الإسلامي بحجة أنهم أدرى الناس به لمجرد أنهم ينتسبون لأهل البيت من جهة الحسين بن علي وشاه زنان...
ثالثا : أحقية الحسين بن علي في الخلافة تعطي عن طريق النسب للإيرانيين الفارسيين أحقية الخلافة على المسلمين...
رابعا : نسف الموروث الثقافي الإسلامي السني من الداخل والخارج...
خامسا : إيقاع حجر على الفكر الإسلامي بل حتى الإنساني...لأنهم يعتقدون اعتقادا تطرفيا راسخا بأنهم على حق وأن باقي البنيات الفكرية الإسلامية وغير الإسلامية باطلة وفي الغلط...
سادسا : إحياء الإمبراطورية والقومية الفارسية عبر الدين الإسلامي الشيعي
سابعا : قيادة العالم الإسلامي سياسيا وتنظيميا وبعده العالم قاطبة بتيقراطية لا تدع مجالا لمن هو غير مسلم وغير شيعي...
فبالإضافة إلى استعمال الإيرانيين حاليا للدين الإسلامي الشيعي المتناسق ظاهريا مع الفكر الآل بيتي ومع الفكر العنصري القومي الساساني الفارسي...تحول ما هو أدبي تاريخي عقائدي إلى ما هو إديلوجي سياسي، وأصبحت عملية البحث في تفكيك وفرز الأفكار سواء السياسية أو الأدبية صعبة المنال...
وما كتبه الأستاذ هيتم الجرادي في مقاله المعنون بالمجلة الإلكترونية "أخبار اليوم" "إيران.. الانتقام من الإسلام وحلم عودة الإمبراطورية الفارسية " صحيح وفي الصميم.

ما يمكن استخلاصه هو أن الثقافة الشخصية أو الجماعية هي بناء من مجموع أفكار قديمة وحديثة مكتسبة... والثقافة الفارسية كالثقافة العربية الإسلامية وغيرهما لهن بناء خاص يستمد جذوره من مجموعة من الأفكار التاريخية والعقائدية والعنصرية ...
قد يتساءل البعض عن أسباب اختيار الكتابة في هذا الموضوع البسيط والعميق. وما الداعي للقيام بهذه الدراسة العجالية في هذه الفترة بالتحديد ؟
الجواب، من جهة، هو أن العديد من العرب والمسلمين سواء شيعة او سنة، عرب أو فارسيون إيرانيون أو أمازيغ أو أكراد أو غيرهم لم يستوعبوا محتوى الربيع العربي وفرصة ناقوس الخطر المرن حاليا...لم يفهموا كل هؤلاء أن التاريخ له مسارات متعددة لا يمكن توقع تسربانه من هنا أو هناك ولا يمكن مقاومته بالقوة والعسكر والقمع لمدة غير محدودة... التاريخ يؤدي لا محالة إلى مصب واحد ونتيجة حتمية، هي : الديمقراطية. الديمقراطية هي الحل لكل التوجسات والتخوفات الأمنية. فبدون ديمقراطية وطنية وإقليمية وعالمية فالفوضى وعدم الإستقرار ستستمر...فمن رضي بالديمقراطية خرج من مستنقع الصراع الإجتماعي الإقتصادي العقائدي الشخصي العنصري وخطر الإرهاب بكل أشكاله وكسب الشرعية ودولة الحق والقانون ولو نسبيا...ومن يعطل مسار التاريخ فمصيره الزوال عاجلا أو آجلا بطريقة أو أخرى...فالديمقراطية بمستوياتها الفهمية وبعناصرها العلمية هي الحل الذي توصل له العقل البشري للتخلص من الشر ومن الإرهاب والإستبداد والدكتاتورية السياسية والعقائدية...والشعوب المتقدمة والمتحضرة حاليا تؤمن بالديمقراطية كحل وحيد...
من جهة أخرى فالخطر الإيراني الفارسي الساساني ولو بإديلوجية الإسلام يساهم لا محالة في خلخلة الإستقرار السياسي والإقتصادي والعقائدي المصطنع بالدول المنتمية للعالم العربي أو الإسلامي. مفيذ خطأ الدولة الإيرانية في اتخاذ قرار دعم شيعة اليمن....خطأ يفهم الخاص والعام مصالح كل تكثل من أي نوع كان...فهو فوق كونه خطأ خطيرا فهو سيعمل على تنوير الفهم العامي لمجريات الأحداث وسيوقظ النوم الدامس على الحكام العرب والمسلمين...
وجود خطر إيراني على الدول العربية الإسلامية لا يمكن تجاهله فهو حقيقة لا مجرد توجس أو تخيل خاصة أن غالبية الحوثيين الشيعيين اليمنيين موالون لإيران الفارسية ومسلحون من قبلها وغيرها...لكن هذا الخطر الحقيقي فيه منفعة للشعوب العربية الإسلامية المقهورة ووخزة لاستيقاض النائمين من الحكام العرب والمسليمن الذين يتكتلون حاليا في مواجهة عسكرية ضد دولة إيران التيقراطية بواسطة "عاصفة الحزم"...والفوضى بدولة اليمن هو النقطة التي أفاضت الكأس فوق رؤوس الحكام العرب والمسلمين...
المهم أن من لا يؤمن بوجود ربيع عربي حقيقي وبداية مرحلة جديدة وعميقة وشديدة الفهم على المتغيبين سياسيا وفكريا، فهو في الغلط ولا يعي ما هو قادم من الأحداث والوقائع...
تحت جميع التحفظات
كتب المقال : الحايل عبد الفتاح ويهديه بتواضع لأخيه الحسين الحايل والمؤلف السيناريست المغربي الجاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل