الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تعيد تقسيم دول الشرق الأوسط في -البلاي استيشن-!

فهد المضحكي

2015 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت مروة سلامة في روز اليوسف 15-9-2015 تقول: لم يتخيل احد ان احدى العاب "البلاي استيشن" التي يتداولها الاطفال والمراهقون والشباب تحمل السيناريو الأسود للمنطقة العربية والمخطط الأمريكي الكامل والمشروع الصهيوني للشرق الأوسط الجديد في اشاعة الفوضى في المنطقة.
وحقيقة ذلك كما تبينها سلامة ان لعبة call of duty أو "نداء الواجب" احدى اشهر الالعاب الامريكية التي نالت شهرة واسعة حول العالم الصادرة في 2007 والتي تدور احداثها حول الحروب الامريكية والصراعات داخل منطقة الشرق الأوسط واشتعال الأحداث في اوكرانيا وروسيا واليمن والعراق ومصر ايضاً.
هذه اللعبة التي لاقت رواجاً كبيراً في الوطن العربي ومصر على وجه التحديد لم ينتبه إليها احد، هي لعبة خبيثة كما وصفتها سلامة لانها تناولت المنظمات الارهابية التي تسيطر على هذه المنطقة، وهو الأمر الذي يدعو للدهشة، فكيف للعبة تم اصدارها في 2007 ان تسرد السيناريو الكامل لما نعاني منه اليوم في المنطقة؟.
وبشيء من التفصيل تقول الكاتبة: يظهر في اللعبة انتشار الميلشيات الارهابية على شاكلة القاعدة وداعش والتي تسيطر على المنطقة العربية، علاوة على انتشار القوات الامريكية ودخولها لعدد من الدول العربية، وانتشار الفوضى والخراب واقتحام المساجد وحرقها ووجود الاسلحة في ايدي الجميع لتظهر الدول العربية كقطع بركانية مشتعلة ومدمرة بالكامل.
وتقول عن الأحداث في هذه اللعبة انها تبدأ بتدمير العراق وانتشار القوات الامريكية في الدول المجاورة ويظهر مع بداية اللعبة صوت يبدو لاحد الزعماء في منطقة الخليج يتحدث بلهجة عربية قائلاً: "اليوم يقف الجميع في وجه القيادة والفساد.. لن نكون عبيداً.. يجب ان نحرر اخوتنا من الاحتلال الاجنبي".
فاللعبة تفترض قوات اجنبية وبالتحديد امريكية داخل المنطقة العربية والخليج وتصور قادة العرب على انهم اصحاب تصريحات رنانة وقوية وحماسية، الا انهم لا يقدرون على تنفيذ شيء، في المقابل فانها تجسد كعادتها الجندي الامريكي والقوات الامريكية على انهم اصحاب قدرات خارقة لا يضاهيهم فيها احد من حيث القوة الجسمانية والعسكرية والتخطيط واستراتيجية الحرب، وكانه الجندي الامريكي الذي لا يقهر.
فالمشاهد التي تضمنتها اللعبة تصور البلدان العربية في حالة خراب، فالجو مكدر بغبار الحرب والسماء مليئة بالطائرات الحربية التي تقصف البيوت والمواقع الاستراتيجية بشكل عشوائي، كما تصور اطارات السيارات المشتعلة واطلاق النار بشكل جنوني من قبل المسلحين والملثمين الذين يرددون عبارات "الله أكبر" وجميعها اقرب للمشاهد التي نراها اليوم في العراق وسوريا على ايدي التنظيم الارهابي "داعش".
وعلى صعيد آخر تقول سلامة: "ان اللعبة التي صممها اليهودي الامريكي "بن شيشوسكي" خططت لوجود صراعات داخلية وفتن بين ابناء الوطن الواحد من خلال اثنين من الشخصيات الخيالية التي تظهر في دولة عربية وهما "ياسر الفولاني وخالد الأسد" احداهما موال لروسيا والآخر لأمريكا وتشتد الصراعات بينهما ويقتل انصار الطرفين بعضهما البعض بطريقة همجية ووحشية، في النهاية فان هذا الأمر يصب في مصلحة امريكا وانتشار قواتها داخل المنطقة، وهو الأمر الذي يحدث حالياً في الوطن العربي، حيث تشعل امريكا الصراعات الداخلية وتحرض جماعات بعينها وتمولها بالمال والسلام مقابل اشاعة الفوضى واستمرار هذه الحالة تحت مسمى "الفوضى الخلاقة" والتي دعت إليها كونداليزا رايس في عام 2005 وقت ان كانت وزيرة الخارجية الأمريكية، تحت مسمى نشر الديمقراطية في العالم العربي، وبدأ تشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، من خلال رؤية الإدارة الامريكية واعادة رسم بلدان المنطقة بمنظور امريكي!.
وفي هذه اللعبة تذكر سلامة من اللقطات المتكررة على مدار اللعبة والتي يتطلب من اللاعبين القيام بمهمات عسكرية لضرب وقتل وتخريب مواقع مهمة في البلدان العربية، هي بمثابة تدريب للاطفال والشباب على تخريب بلدانهم والتجرؤ على سحق الوطن بأيدي الغرب واستمراء لرؤية نزيف البلدان العربية والتعود على رؤيتها في أبشع صورها!.
وتظهر في اللعبة خريطة المنطقة ومصر على وجه التحديد، من خلال تصوير لقطة عامة على خريطة مصر والبحر الأحمر ومحاصرة البلدان المحيطة بها لتوريطها.
خلاصة اللعبة يتم تصوير البلدان بطريقة اشبه بخرائط "جوجل إيرث" والتي تستعرض كل شبر على وجه الأرض وتصور بدقة الخرائط والابعاد والتضاريس للمباني والشوارع الملتقطة عبر القمر الصناعي، في رصد حي للبلدان التي تدور بها أحداث اللعبة التي تحتوي على دمار وخراب ودخول قوات امريكية إلى قلب القاهرة وتصويرها للافتات الاوستراد وشارع الجيش والعباسية واحراق دبابات الجيش المصري وتحويلها إلى مكان خرب متأجج تكاد ان تظهر بعض ملامحه من بين الدخان الكثيف المتصاعد من اثر الحرائق، الا ان احداً لم يتوقف إلى خطورة ما تضمنته اللعبة. كما تخطط اللعبة للصراعات بين امريكا وروسيا ومحاولة ضرب عدد من الدول العربية والأفريقية مثل جنوب افريقيا والصومال والإمارات التي تحولت إلى مدن خربة وتحديداً مدينة دبي، وتابعت اللعبة المخطط الامريكي في القضاء على القوى الاقتصادية الصاعدة التي تهدد كيانها مثل الصين.
واخيراً تقول الكاتبة: لعل هذا السيناريو وترتيب الأحداث والأولويات بهذه الدقة هو ما يجعلنا ندقق في الأمر حيث لا مجال لحسن النوايا هنا.. فالقصة اكبر من كونها مجرد لعبة للتسلية فهي مكتوبة وفقاً لأجندات خاصة، كذلك فان السيناريو المكتوب في اللعبة يسبق الأحداث التاريخية التي تسير بدقة عليه دون ان يدري مستخدموها بهذه الكارثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE