الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلامي فرحة من أجل الحياة

مزوار محمد سعيد

2015 / 4 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كلامي فرحة من أجل الحياة


تبدأ الحكاية من الصرخة الأولى، من البداية الأولى، من الابتسامة الأولى، من الخطوة الأولى، من السجدة الأولى، من النبض الأوّل، من الشجار الأوّل، من الحبّ الأوّل، من الصدق الأوّل، من أوّل الأوّل وأوّل الأولى.
لقد تنبه الجميع لما جرى في حياته ما عدى الأغلبية التي تأبى أن تنظر إلى حالها من زاوية الجهل به، فكان من الممتع التحدث عن حياة للحياة، كمبدأ أوّل قبل البدء ذاته. وعلى أساس المودة والرحمة كان لكل منزل شمعته المضيئة التي تسيّر معاقل جواربها دون المساس بكومة القشّ الذي ينسج منه بومة التفكير عشّها الفلسفي؛ فكان من الجميل أن تعرّف الإنسان على ما لا يمكنه التفسير أو الأخذ به من باب أنّ لكل علامة دورها الأبجدي في تلقين الأحياء المادة الخام لكل سلسلة جريئة من التساؤلات.
ما من قدَر يحاول الإنسان الاشتغال عليه إلاّ وكان أمام البشر فرص يحاولون الأخذ بها، فتصبح مستساغة أمام الالحاح الكبير الذي يؤسس لما يبعث الراحة بين كل متأمّل بحياة أكثر حيوية مما سبق إليه من تجاعيد الأيام؛ وعلى أساس الذوق الخاص راح التعليم يسابق الزمن في كيفيات تكثيف التفاسير العامة التي لا تجد مساحة كافية لها إن ما تعلق الأمر بالإيمان الروحي العميق بكل ما له صلة بالمعطيات الفقهية الجريئة لكل فرد يحاول فهم حياته.
المسارات تختلف في نفس اطار الإنسان المعرفي، الإنسان العارف، وإنسان المعارف، كونها قائمة على التعاطي مع كل ما له الحق في تقدير القرارات الفصلية التي ما لبثت أن أصبحت حاسمة.
عندما يشهد التعريف بالإنسان إمكانية بقائه فإنه يأخذ من كل ما هو حامل لقيمة ما حسا يمكنه من البقاء فعلا، هذا ما هو قابل لأن يطبع الكثير من مؤسسات الذات العامة في اتجاه التعبير عن مكنونات تفسّر قدرات الفرد العميقة في شروط مختلفة التأثير والتكثيف؛ فلا يكون من المهم أن يتحوّل الإنسان إلى شبح بقدر ما يمكنه التأشير على كسب العوائل المستلهمة من تشارك الأحياء في الحياة.
في لحظات ذوبان الإنسان في العالم يتحوّل الناتج عنه إلى عطر يؤنس كل متأمّل في أيام الكون الأصغر؛ وكأنّ الذوبان ذاك هو غرفة انعاش تستولي على عبق التاريخ والزمن والجغرافيا الجسدية بكل ما حدس العذارى الذي لا قابلية له سوى من أجل تعليق أحكام البهاء على جدران المشاعر والأشعار في حضرة شعر المآثر الحاضرة بكل رونقها زفاف الفخر بالرجولة.
لا يحدث أن يتحوّل التلقين إلى عامل محرّض لكل قواسم التفسير، من غير المفيد أن يلهث الإنسان وراء فائدة لا تنبع من عمقه أولا، فما أبهى علوم القضاء في مواجهة تكبّر فلسفة الإعفاء، لكن في هذا تبقى الفلسفة أكثر من ضحية عندما لا يبقى للحكم من شرعية، عندما لا تنتبه التجليات إلى معاني المقولات، عندما يأتي الإنسان الحياة عاريا ثم يستهتر بكل عاري.
في ليلة دوّت فيها ثقافات الصراخ بأصوات المغنين، أعاد كل فيلسوف النظر في أحواله إن ما تعلّق الجميع بحالاته، لا أمل لمن لا يتشبث بالأمل، ففهي حقيقة الأمور كلها هناك مجال للمحاولة ولو كان ضيقا وصعب الاختراق؛ هذا ما يجعل الإنسان سيّدا بين سادة رفضوا حق السيادة.
ها قد عادة الأمور إلى معتقداتها الأولى، أين حاول الإنسان الاحتفال بالفرحة لكنه أخفق في الاحتفاء بها، أين كان لأوّل رصاصة تخترق صدرا بشريا رنينا مميزا أدى إلى تساوي الجبن بالشجاعة لتنقلب الموازين والقوى. فلا درب سوى ذاك المعبّد بالخصوصية التامة، ولا باب سوى لمن يملك معرفة بإمكانيات صناعة المفاتيح، لأنّ الإنسان لا يمكنه الاقتراب أكثر مما يرغب هو في ذلك.

ورد لدا مالك بن نبي، من أجل التغيير، دار الوعي-الجزائر، ص 72: ففي الواحة هناك حياة إنسانية، (...) هذه الحياة لها ألوانها الخاصة بها، والتي تتحدث إلى الشاعر وإلى الرسام.

ما يوجد في الحياة العملية التي يطوف بها الإنسان هو ما يمكن للبشر التحكم فيه عبر الكثير من المزايا والوصايا، ليصبح من السهل التنفيذ إن ما تعلّق الأمر بالتطبيق لما ورد في شقائق الكتاب العتيق. فحين دوى الطبل يزمجر فوق كل راية، أحب الإنسان مهالك كل غاية، وسافر بلا زاد إلى أرض الأحبة البعيدة، لا يملك في جيوبه سوى حبات معدودة من تمر، ولا يحمل في حقيبته الكبرى سوى مشاعر صغرى، لأنه يؤمن بأنّ هذه الحياة ما هي سوى مشاعر وشعير وشِعر وشعائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!