الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الأحمر والأسمر

مزوار محمد سعيد

2015 / 4 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع





آخر حكم إسلامي في بلاد الأندلس كان لبني الأحمر، لكنني لطالما صببت غضبي عليهم كونهم فرّوا من تلك الأرض، فأصبحت من المحرمات علينا نحن سكان شمال أفريقيا، إلى أن وقفتُ على فرارهم، ووجدتُ نفسي أمام نفس المصير، لكن ليس أمام الأحمر، وإنما أمام الأسمر.
ما جعلني أكتب هي أغنية اسبانية جميلة، فكان تصويرها للذوق الاسباني بارزا جدا وملفتا، فأخذتني فتنة الجمال، ورحت أزغرد بكلماتي التي لا أجد أنقى منها في حضرة القداسة الجليلة.
لقد كبر الإنسان منذ زمن طويل عندما جعل من الفن لغة كاملة، وعنها أخذ يرسم بكل طاقة يحملها عنفوانه لوحات الحياة بشكل جعل منه أقرب إلى الأرواح من غيرها، هذا ما ألزم البشر أن يكونوا أكثر من يقظين حين يتعلق اليوم بما جال في كل الأزمان، دون ذكر لتفصيل لما قد يحدث بعيدا عن الإنسان.
فلما سمع الفرد قصته أبى إلا أن يكون راقصا على أرضية زجاجية الاعتبار، كان لامعا وهو يؤدي أجمل ما لديه من حركات، حيث بدأت الأمور تستهوي خياله، وهو يحاول بكل ما يمكنه من قدرة على حيك للحكايات وحكيها.. إنها تصرفات أفراد في الحياة: النجاة.
على تلك الرقعة القريبة من كل نفس بشرية أمر سلطان الحياة أن يرى أمامه الجمع مقبلا على سواره الذهبي بلا تردد، فاصطفت المشاعر أمام قيصرها، وراح يسرد هذا الأخير كل معاني الابهار في لحظة لم يتسن للجميع المشاركة فيها، كان القمر مضيئا للغاية لدرجة أن السيّدة التي تسمى بـ: الفلسفة، لم تتمكن من التمتع بضوئه، لترفع بعدها لتحجبه بواسطة مروحتها اليدوية، محتمية بأفكار عقلية جعلتها أسيرة سياج ثوبها الأحمر، لكن العلوم التي خرجت من بطن السيدة الفلسفة، أبت إلا أن تزور القمر وتقيم حفلة سيادة أمريكية عليه؛ مما جعل سلطان الصحراء غاضبا فراح يسب الحياة ويدعوا إلى الممات، .. ؟؟ .. لم يستجب له أحد من ذوي الحدس الحيّ، فتقدّم من آمن بالحياة نحو المعاناة، بينما فضل البعض الآخر الشهادة في سبيل النجاة. ما أعجبني في هذا كله، أنني أعيش كل هذا، حملت شبه جزيرة ايبيريا لغة كانت جميلة جدا ورقصات كانت أجمل وهي ملتحفة بالأحمر، بينما أنا حملتُ في الضفة المقابلة أو جزء منها دعوني أكون صريحا، حملتُ سمراء اللون وإن لم ترقص لي استحياء مني، بينما أرادت وتريد مضاجعتي بشدة فكفلتها أفكارها بأفكاري في هذا المجال. إنّ من يعبر معابر أنفاق الخيال لا يعاني أبدا من حالات فترات العقل بعد الاستعمال من شدة الاعمال.
ما جعلني مشاركا في حفلة الأبدية هي بشريتي، جعلتني أخطئ، جعلتني أكون أسمرا في جلد أبيض، أسمر المشاعر والأحاسيس الجارفة، وهذا ما يمكنني أن أعبّر عنه في حضرة السيّدة الفلسفة بـ: الإنسانية، إنسانيتي.
لقد ترجّلتُ في صحراء المحبة من فوق جملي الفلسفي، فصرتُ كأي مسافر بين الرمال أزداد عطشا بمفاتن المناظر السمراء أمامي، أبحث عبثا عن ماء يروي ظمأ عذبا، أبحث في كل ما أحمله من كيان عن سوقية نسق أبى وتجاهل السوقية كلما نظرتُ إليه، نظر هو إلي محدثا: يا محمد أنت أكبر وأعلى من أن تكون أصغرا صغيرا.
ما حاولتُ معالجته منذ بدايتي هو أن الذوق هو توأم الشوق، وهذا الأخير لا يسكن سوى موطنا اعتاد على المحبة والرجاء، حيث أنّ سلالم الأشواق ما هي في حقيقتها سوى علامات وأيقونات تفيد التلميح بالاشتياق من بعيد، شوق إلى قرطبة، شوق إلى لياليها، شوق إلى كل سمراء من المشاعر الحنطية، تلك التي تصنع وترعى العشق.
في كل مرة أقف فيها أمام الشجرة المباركة تلك، آخذ نفسا عميقا، وأتذكّر أن لي بهجة لا تقاس بها الأيام ولا الحيوات، لا الأرقام ولا المساحات، أحمل تواضعا كبيرا في قلبي لمن دفعني إلى الثقة في المحبة من جديد، دفعني إلى حرارة الحديد بعقل من جليد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا