الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضرورة والصدفه وماجد !

ادم عربي
كاتب وباحث

2015 / 4 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الضرورة والصدفه وماجد !
تختلف اراء الفلاسفه في موضوع الصدفه والضرورة فينقسم الفلاسفه الى رايين ، فالاول يقول كل شئ في العالم ضروري ولا محل للصدفه ، والبعض الخر هو عكس الاول حيث يقول كل شئ في الكون صدفه . وباعتقادي كلا الطرفين مضحكين لكونهم يفصلون الصدفه عن الضرورة .

ولكن السوال : هل من رابط بينهما ؟ على انهما يبدوان متعاكسان الواحد ضد الاخر ، وللتوضيح فالضرورة هي ما يجب ان يكون كتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الارض حول الشمس، فهي ناتجة من الطبيعة الداخليه للظاهرة ، الصدفه تحمل معنيان ، فاما ان تقع واما ان لا تقع ، كان ان يقتل انسان نتيجة لسقوط شباك من احد الشقق في عمارة على راسه وهو سائر في الشارع ، وهي لا يمكن تسميتها ضروريه لان المجريات الداخليه لتطور هذه الظاهرة باكملها لم يؤد إلى ما حدث، الى ما قد تم.

الميتافيزيقيون يقولون ما هو صدفه لا يمكن ان يكون ضروري والعكس ما هو ضروري لا يمكن ان يكون صدفه ، وينسبون الصدفه للقضاء والقدر وغير ذلك ، لكن ما طبيعة الحال وانا لا اريد التعمق في هذا الموضوع ؟ ان في الصدفة والظرورة الكثير من المشترك في الحياة انهما في ارتباط وثيق فيما بينهما في واقع الحياة . ولا انفصام بينهما ، فوراء الصدفه توجد الضرورة ، الظروف التي تنمو على اساسها الصدفة فلذلك لا يوجد في الكون ضرورية وبس أو صدفه وبس ، ان كلاهما يوجدان معا في الواقع الحقيقي، متداخلتين معا، فالضرورة من الممكن نن تتمظهر في شكل صدفة . وحتى نثبت كلامنا نرى ما حدث لنادر في القصة ! .

ماجد رجل فقير الحال يعمل عند طبيب كسكرتير ، يقوم باستقبال المرضى وترتيب ادوارهم وتنظيف العيادة بعد انتهاء الدوام مقابل خمسة دنانير في اليوم ، نادر في احد الايام مرت في نفسه خواطر كثيرة ، فهذا الطبيب يجني يوميا من عمله الف دينار وانا فقط خمسة دنانير ، كيف استمر في هكذا وضع فالولد لامع في صفه ومتفوق واريد له مستقبلا كهذا الطبيب ، واستطرد وقال ولكن من اين؟ فالخمسة دنانير لمن ؟ لمصروف عائلة من خمسة افراد ام لدفع اجرة البيت ! . لا بد من مخرج لهذه الازمه التي اعيش فيها .

فكر ماجد في الامر كثيرا حتى قفز في احد الايام يصرخ وجدتها وجدتها ، تخيل نفسة في تلك اللحظه ارخميدس .......
ذهب ماجد بعد انتهاء الدوام الى المكتبه واشترى دفتريا ذو الحجم الكبير ابو الماتين صفحه وقلم بارقر اصلي ووضع خطته حيز التنفيذ في اليوم التالي ، فقد قرر ان يصبح طبيبا ويجني الف دينار يوميا .
الامر بسيط خاطب نفسة ، ساسئل كل مريض ياتي الى العيادة اثناء تنظيم الدور مم يشكي ، وعند خروجه اساله عن الوصفه متظاهرا بالتاكد من كتابتها ، وعند ذلك اسجل المرض في خانة على الدفتر وفي الخانه المقابله اسم الدواء .

ظل ماجد مواظبا على هذا الفعل مدة شهر كامل دون كلل او ملل حتى امتلئ الدفتر بالامراض والوصفات الدوائيه ، حينها قال في نفسه الان اصبحت طبيبا فجميع الامراض والوصفات في دفتري مع كتابتها الصحيحه ، الان في مقدوري فتح عيادة في مدينه اخرى .

بالفعل رحل ماجد الى مدينه اخرى وفتح عيادة تحت اسم الدكتور نادر ، وما هي الا بضعة اسابيع حتى باتت عيادته تعج بالمرضى ويجني الف دينار يوميا ، فقد كان يسال المريض مم يشكو وبعد التظاهر بمعاينته يفتح دفترة ليكتب الوصفه .

وفي احد الايام بينما هو جالسا على مكتبه دخلت امراة فلاحة ريفيه تصرخ ...الحقني يا دكتور ، رفع ماجد راسه وقد اخذته الدهشه وسالها : ما الامر ؟ ، فردت على عجل ومكررة زوجي زوجي رح يموت ، ارجوك ساعدني ، فقال لها ماجد ولكن مم يشكو ، فردت بالقول : كان زوجي ياكل السمك وشبكت سفيرة في حلقه وهو الان لا يقدر على التنفس ارجوك ساعدني ، فتح ماجد الدفتر فلم يجد شئ ، فشعر بالحرج ، ولكنه تدارك نفسه وفتح درج مكتبه فوجد لزقة جروح ، فاعطاها للمراة ، فانطلقت المراة مسرعة للعودة الى زوجها ولكنها قبل وصولها الباب استدارت وسالت ماجد : اين اضعها؟ شعر ماجد بالحرج والتلعثم مرة اخرى فما كان منه الا ان قال : ضعيها على خصيتيه ، فانطلقت المراة مسرعه الى بيتها ودخلت المنزل ومباشرة اتجهت الى زوجها وبدات بسحل سحاب بنطالة من اجل وضع اللزقه كما قال الطبيب ، عندها شعر زوجها بحيصة شديدة ، فما كان منه الا ان عطس واذا بالسفيرة تخرج من حلقه وعلى مسافة امتار .

سرت الزوجة وارادت ان تشكر الطبيب بطريقتها فاحضرت في اليوم التالي سلة من اقراص الزعتر عملتها جيدا ودهنتها جيدا بزيت الزيتون وذهبت الى عيادة الطبيب ، وبدات بالشكر والمديح للطبيب ، بارك الله فيك انقذت زوجي ، هذه هديه ارجو تقبلها ، ما في شيئ من قيمتك يا دكتور ، عندها التفت ماجد وقد اصابته الدهشه ، وقال لها : ما الامر؟ فوضحت له ما حدث معها البارحة ، فما كان منه الا ان فتح دفترة وكتب سفيرة في الحلق وفي الخانة المقابله ، العلاج لزقة على الخصيتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظه
ادم عربي ( 2015 / 4 / 17 - 18:34 )
بطل القصه ماجد ، لذلك لا وجود لاسم نادر مع المعذرة للخطا


2 - الصدفه والضروره ... وما بينهما!
عامر سليم ( 2015 / 4 / 18 - 05:38 )
السيد ادم
مقال جميل ..ولكن عندي سؤالين
الاول....هل هي صدفه ام ضروره ورود اسم نادر مرتين رغم ان نادر لاعلاقه له بالمقال! علما ان الصفحه الرئيسيه للحوار تحوي مقالين لكاتبين باسم ماجد في نفس وقت نشر المقال! !!
الثاني..جماعة علم الديالكتيك يقولون ان الصدفه هي نتاج تقاطع ضرورتين او اكثر....فهل يمكن ان تنتج ضروره من تقاطع صدفتين او اكثر؟ عزز اجابتك بالامثله!!!
خالص التحيه


3 - الرفيق العزيز الاستاذ آدم عربي
مهدي علوش ( 2015 / 4 / 18 - 14:50 )
الرفيق العزيز آدم عربي المحترم
احييك واستسمحك بالمساهمة في التعليق على السؤال الوجيه من قبل الاستاذ عامر سليم :
مجموعة من الصدف (المسببات الثانوية) وليس واحدة او اثنتين تقف وراء ولادة قادة الامم في لحظة تأريخية ومكان معين (لينين ، هوشي منه ، محمد بن عبد الله ...) . والقائد ينجح اساساً بمدى قدرته على قراءة الضرورة الموضوعية واستخدامها للتسريع بتحقيق ما هو ضروري اصلاً . هذه حالة من حالات الاختراق المتبادل بين الصدفة والضرورة، وبالتحديد تحقق الضرورة عبر مجموعة من الصدف .
مع فائق الود .


4 - عامر سليم المحترم
ادم عربي ( 2015 / 4 / 18 - 15:29 )
لا يوجد اشارة لاحد فيما ورد من اسماء صدفه .......
الماركسيه او الجدل الماركسي تقول ان الوحدة التي انفصام بينها بين الظروره والمصادفه ،الظروره الخالصه من الصدفه ، والصدفه الخالصه من الظروره ، لا وجود لهما ، في مثالنا الرجل الذي سقط على راسه شباك من عمارة ومات وهو يمشي في الشارع ، حدث هنا اجتماع وتداخل واندماج بين الظرورة والمصادفه ، اين الضرورة هنا ، انها في الفعل وناتج الفعل ، شباك يقع على راس شخص فقد يموت ، اي جسم يقع على راش شخص يمكن يقتله اذا كان الراس غير محمي ، انه من الضروري ان يقتل الرجل الذي كان يسير ولكن مصادفه ان يكون جمال مثلا


5 - 2
ادم عربي ( 2015 / 4 / 18 - 18:31 )
تنامى على مسامع ابن سينا ان رجل مريض ياخذونه اولادة الى ضفاف دجله من اجل الترويح عن نفسه ، واخذت صحة الرجل تتحسن باستمرار حتى شفي تماما ، ليكتشف ابن سينا ان نبته تنمو على ضفاف دجله سبب الشفاء


6 - الرفيق مهدي علوش
ادم عربي ( 2015 / 4 / 18 - 22:42 )
شكرا لمروركم الكريم وتضيح العلاقه الديالكتيكيه بين الصدفه والضرورة


7 - العزيز عامر سليم الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 4 / 19 - 08:23 )
تحية للزميل ادم عربي و لكل الزملاء و ارجو ان يسمح لي بأن ان اساهم في رد على ما تفضل
به الزميل عامر المحترم
هناك صدفتان في مقالة الزميل العزيز ادم عربي الاولى هي سقوط الشباك و الثانية هي مرور الشخص
و لو ندقق اكثر او نفكر ملياً في الصدفتين نجد ان لا وجود للصدفة في الاثنين نهائياً...و الصدفة هي تخريج للحيرة في تفسير الحدث و لا حتمال استمرار الجدل حوله ...اي الغرض منها غلق الموضوع لذلك صارت الصدفه حد قاطع...حتى عندما تغص في لقمة يمكن ان اقول لك انها صدفة
اما موضوع ماجد و نادر ....أسألك سؤال لماذا اختاروا اسم ماجد للمسلسل الكارتوني كاتبن ماجد؟هههههههه
ورود نادر مرتين افسره انا ان الزميل ادم اراد ان يخاطب ماجد و قرر ان يستعير عن الاسم بترميز نادر و هو في طريقة لصياغة هذه المقالة تبادل نادر و ماجد القفز بين الجمل و العبارات ليتبادلا الموقع.... الاولى في التالي
(ماجد رجل فقير الحال يعمل عند طبيب كسكرتير ، يقوم باستقبال المرضى وترتيب ادوارهم وتنظيف العيادة بعد انتهاء الدوام مقابل خمسة دنانير في اليوم ، نادر في احد الايام مرت في نفسه خواطر كثيرة) والثانية في
يتبع لطفاً،


8 - اكرر التحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 4 / 19 - 08:27 )
و الثانية في :
بالفعل رحل ماجد الى مدينه اخرى وفتح عيادة تحت اسم الدكتور نادر
هذه الثانية يمكن تبريرها في ان ماجد اراد ان يستعير اسم اخر وهمي له ليفتتح به العيادة
اما الاولى يمكن ان تُبرر ايضاً في معنى (نادراً ) اكرر التحية و الاعتذار
شكرا للزميل ادم عربي على هذه النافذه المعبرة و شكراً للجميع


9 - الصدفة هي ناتج التقاء ضرورتين
علاء الصفار ( 2015 / 4 / 19 - 09:08 )
تحيات الزميل ادم عربي
الشباك عملياً لا بد ان يسقط اما لخلل في بنائه واما امر القدم والتاكل لكن متى سيسقط انها مساألة وقت,اي بالضرورة سيسقط هذا الشباك, تبقى لِمَ مر الرجل من تحت الشباك,الرجل ربما يعمل هناك او جاء ليلتقي حبيبته, اي ان الرجل كان له دافع,فبالضرورة سيكون في ذلك الوقت هناك, فهنا اجتمعت ضرورتين من اجل الحدوث, فتفتقت عن حادث مؤسف.ماذا لو ان صدام حسين كان قد مر من تحت ذلك الشباك,وهو حين كان ولد صايع يجول الشوراع لمضايقة اليساريين في النهار واغتصاب الفتيات في الليل.الم يكن ذلك بامر مسر! إذ انه سيتخلص العراق من ابشع رجل في تاريخه.لكن في المقابل ان صدام حسين بعد تركه لتكريت ونزوله لبغداد وبتكوينه العائلي والشخصي والانحلال الخلقي والامية بالضرورة وجد علاقات وسخة قادته لامور الجريمة المبتذلة والى ان يلتقي برجال كانوا يدعون بحزب القحب..ة, إذ كان اعضاءحزب البعث من السفالة ان يدعون اعضائهم الجدد الى الملاهي لتقوية العلاقات الاجتماعية وتطويرها سياسيا,اي ان صدام كان مهيأ بالضرورة للانجياز للبعث كما البعث بالضرورة سيقبل تجنيد صدام حسين في صفوفة.فالتقاء ضرورتين ادت لتدمير شعب العراق!ن


10 - الصديق العزيز عبد الرضا المحترم
عامر سليم ( 2015 / 4 / 19 - 10:37 )
تحيه طيبه
سؤالي الاول للاستاذ الكريم ادم عربي كان على سبيل المزاح لاني استغليت خطأ الاسماء الذي اعتذر عنه لاحقا لاثارة موضوع الصدفه والضروره في متن المقال ! اما وانك قد خضت في حيثيات السؤال بروح المفتش كولومبو او بوارو فلا يسعني الا ان احيي فيك قدرتك الدقيقه في التحليل ولك مني كل المحبه والتقدير
والتحيه موصوله للاستاذ ادم عربي على حسن الاجابه على سؤالي الثاني والجاد وقد لبى الطلب مع الامثله كأستاذ اكاديمي..وتحيتي للاستاذ مهدي علوش لاتفاقنا ديالكتيكيا لمفهوم الصدفه والضروره !واخيرا اشكر الاخ علاء الصفار على مثاله الواضح لتدمير العراق بالتقاء ضرورتين واضحتين حزب فاشي ورجل هومن سقط المتاع!
سلاما للجميع


11 - الشكر مع المودة
ادم عربي ( 2015 / 4 / 19 - 14:44 )
الشكر العميق لجميع الرفاق في اثراء الموضوع

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري