الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيدر ششو أو الإيقونة المزيّفة

رائد محمد نوري

2015 / 4 / 19
القضية الكردية


بين لحظة اعتقال حيدر ششو من قبل أسايش دهوك التابعة لحزب البرزاني؛ واتّهامه بالخيانة!، وبين لحظة إطلاق سراحه مسافةٌ لا يمكن قياسها بغير سرعة التّحوّل من المبدأ إلى نقيضه ثم الانقلاب مجدداً على هذا النّقيض بأسلوبٍ نفعيٍّ انتهازيٍّ سمج.
هل كان حيدر ششو صادقاً مع مواطنيه الإيزيديين حين قال في هنوفر / ألمانيا بأنه استقال من حزبه /الاتحاد الوطني الكردستاني-؟!
وهل كان صادقاً حين ترك ألمانيا وعاد ليشكّل في شنكال قوةً من الإيزيديين تحمل السلاح، وتأخذ الدعم من بغداد لتدافع عما تبقى في نفوس الإيزيديين من أمل؟!
وهل كان صادقاً حين قاوم محاولات السلطة في إقليم كردستان التلويح له ولرفاقه بالجزرة والعصا حتى تم اعتقاله؟!
ربّما كان صادقاً حين رفض أن تقاتل القوة التي شكّلها تحت راية البيشمركه، بدلاً من القتال تحت راية إيزيدو خان.
ربّما كان صادقاً في حميّته، لكنّ الحميّة وحدها لا تصنع ثائراً.
الحق يقال إن حيدر ششو طرق أبواب وزارة البيشمركه أكثر من مرةٍ، ولما لم يجد منهم استجابةً توجّه لبغداد وليس لجهة خارجية كما يروّج الجهاز الإعلامي للحزب الديمقراطيالكردستاني!، ثمّ إنّ الأراضي التي قاتل ويقاتل حيدر ورفاقه في سبيل تحريرها لا تزال إداريّاً ضمن محافظة نينوى وليس ضمن إقليم كردستان.
فهل يعدّ تلقّي الدعم من بغداد للقتال في سبيل تحرير الأرض خيانةً؟!
وهل يتحدّث الجهاز الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني عن دولتين تعادي إحداهما الأخرى؟!
إذن، لماذا لا يزال للإقليم حصّةٌ في الميزانية الاتحاديّة لجمهوريّة العراق؟!
ولماذا يأخذ عناصر البيشمركه رواتبهم من بغداد إذا كانت بغداد جهةً خارجيّةً؟!
وكيف أمكن لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن يوصل أطناناً من الأسلحة للذين يقاتلون في كوباني، وعجز عن إيصال طنٍ واحدٍ للذين يقاتلون في سنجار؟!
يبدو أنّ شعبنا في إقليم كردستان لا يزال يعاني من أحزاب سلطةٍ لا تزال أقرب إلى المراهقة السياسيّة، والاستبداد منها إلى النضج، والتّحضّر، والديمقراطيّة.
المشهد الختامي لم يكن قاسياً، بل كان أكثر من شديدٍ في قسوته على الإيزديين ومن يناصرهم. فقد هوى الرجل الذي كاد أن يكون إيقونةً إيزيديةً. فجأةً تحوّل إلى إيقونةٍ مزيّفةٍ؛ لا قيمة لاها!.
لم يمنح حيدر ششو أبناء جلدته فرصة أن يضمّدوا جراحهم بشجاعته وثباته في مقاومة الاستبداد المسؤول عن التفريط في بناتهم وأرضهم!.
لقد سقط حيدر ششو في دهوك حين أعلن بعد إطلاق سراحه بأن قوة حماية جبل سنجار ستقاتل تحت راية البيشمركه! ثم أتم سقوطه حين عقد في مقر اللجنة المركزية لحزبه الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية /متلفّعاً بعلم الاتحاد الوطني الكردستاني- مؤتمراً صحفيّاً أعلن فيه أنّه سيعود ليقاتل من أجل شنكال، وأنّ قوته ستقاتل تحت راية البيشمركه مع الاحتفاظ براية إيزيدو خان!.
حيدر ششو /إذن- لا يزال عضواً في اللجنة المركزيّة للاتحاد الوطني الكردستاني؛ الحزب الذي تنازل عن مناطق نفوذه في سنجار لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني بغية الحصول على مكاسب في مناطق أخرى، الحزب الذي نفّذ عناصره بأمر من مام جلال وانوشروان مصطفى مجزرة باشتاشان ضد الشيوعيين، الحزب الذي فشل في ترشيح رئيسلجمهوريّة العراق فلجأ إلى القرعة لئلا يزعل البعض الحزب الذي يتقاسم قادته الثروة والنفوذ في الإقليم مع أخوتهم منقيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ وكأننا في إمارة من إمارات القرون الوسطى، الحزب الذي لا تزال بنيته إقطاعيةً قبليّةً كبنية أخيه الأكبر الديمقراطي الكردستاني.
ماذا يعني هذا غير أن الثّورة لا تولد من رحم الشوفينيّة المزوّقة بديمقراطيّةٍ مشوّهةٍ مريضةٍ لا تصلح لغير الإقطاعيين!.
*الثورة لا تولد من رحم الشوفينيّة*
إنها لحقيقةٌ على الإيزيديين وعلى كلّ الأحرار ألا يغفلوا عنها، وألا يتناسوها*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش