الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح11, المجتمع كائن إنساني
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
2015 / 4 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المجتمع كائن إنساني
الحقيقة التي نتبناها في نظرية الإرادة أن المجتمع الذي نبحثه كائن إنساني بمعنى الإلتصاق الدائم لصفة الإنسان المريد به كمستلزم وصفي كامل ,فلا يمكن مثلا وصف قطيع حيوان أو مملكة النحل مثلا بالمجتمع برغم أنها تملك صفة التجمع لكنها تفتقد للإرادة الواعية ,وبالتالي كي نطبق النظرية صحيحا على أي شكل أو مسمى لا بد لنا أن نبحث عن فعل الإرادة المختارة والمتنوعة والمتطورة ,لا تلك الغرائز الحاكمة بثباتها ونمطيتها الواحدة على التجمعات الأخرى.
إنساتية المجتمع أذا مظهر مميز واحد وصفي قاطع له دون أن يعني ذلك أن هذا الوصف يجعل منه صورة واحدة على الدوام, المسألة تعود للإنسان ذاته بطبعه وتركيبته التكوينية بأختلاف موارده العقلية ومصادر الوعي الذاتي له, فهو وإن كان واحد في الماهية والجوهر لكنه متعدد بنتائج تركيب الماهية وتنوع إفرازاتها تبعا للواقع الذي تعيشه.
الإنسان عندما نقول عنه واعي إنما نقر بحقيقة أنه متنوع ومتبدل ومتطور وقابل للتغير بدرجات تتناسب مع وعيه وتخلف بالمؤديات وتتضح أكثر بالنتائج النهائية لوعية على صعيده الشخصي أم على صعيدة وجوده الأجتماعي ,ليس هذا تفريطا بمفهوم الوحدة الأجتماعية التي صغناها في النظرية ولكن تأكيدا لها وتجسيدا لحقيقة لا يختلف عليها إثنان أن الإنسان كفرد وداخل مجتمع واحد متشابه ونشأ تحت ظروف وعوامل مشتركة واحدة لا يمكن أن يكون واحد مطابق أبدا.
هكذا تنشأ المجتمعات حتى لو تشابهت ظروفها ومقدمات النشأة والولادة والأسباب والقوانين ,لكن يبقى العامل المحوري الذي يخلق بوجوده (مجموعة الأطر الأجتماعية ومنظومة القيم العرفية الضبطية) مختلف, لأنه كائن واعي وعاقل وخالق ومتطور ومستعد للتجربة أن تنتج له ما يثير لديه حق التغيير, فتخلف المجتمعات تبعا لهذه الحقيقية وهو ما يخرج نظرية الأنساق من دائرة التعميم الكلي إلى مجرد أطار تصوري نظري غير كامل وغير مستوعب للحقيقية الأجتماعية بأكملها ,إنها حقيقة الإقرار بالتنوع والأختلاف والتعدد بناء على أن الإنسان هو كذلك .
حتى في تناولنا لنظرية الوظيفية وما رافقها من تعديلات وتطوير بأصل الفكرة بقت عاجزة أن تتناول حقيقة أن المجتمع إنساني بالطبع التكويني الأولي لأنها تحاول أن تساوي بين الوعي وعدم الوعي إستنادا إلى قاعدة أن لكل موجود وظيفة وبالتالي هذه المساواة تلغي الفوارق وتعيد النظرية إلى مجرد نظر جزئي غير متقن فنيا وسطحي وهش لا يصمد أما حقيقة الفروق بين الإنسان كمجنمع مثلا وبين الحيوان كمجموع أو قطيع .
حقيقة أن الإنسان"ذكر وأنثى" هو المجتمع وبين حقيقة أن المجتمع ما هو إلا وعي إنساني أرادي متبلور من دوافع وشبكة من علاقات وروابط وقيم ومحركات وبواعت كلها تنقاد تحت مفهوم الصراع لأجا الأفضل والأحسن والأبقى ,إنما يخوض الإنسان هذا الصراع بوعيه ولم يكن في يوم من الأيام مجرد مقلد أو مكتسب لوعيه من خلال وعي أخر إلا في حالات محددة تتمثل في فكرة الدين والوحي ومن خلال العقل والوعي أيضا لأنه بلا هذين العنصرين لا يمكن له النجاح في التعامل معهما , ولا نتصور أن الدين بأي شكل من الأشكال مستغن عنهما .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه