الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح12,المجتمع الإنساني منتج بالضرورة

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2015 / 4 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كل ما في المجتمع وحسب النظرية إنساني ينعكس عن الإنسان ومنه وبه وله دونما أن ننسى الواقع وأستحقاقاته ولكن حتى هذا الواقع بدون وجود الإنسان وتفاعله معه يبقى مجرد أثر بلا صدى, فهل نتصور مثلا أن الوجود هذا الذي نعيش فيه ممكن أن ينتج أثره على الفراغ الذي يمثله الإنسان بلا وعي وبلا عقل, نقول فراغ لأننا نعتبر غياب هذان العنصران يجعل من وجود الإنسان جزء من الفراغ الأكبر الذي يمتليء شيئا فشيئا دون أن نلحظ أثر مهم ,سيكون مجرد قطعة من الحجارة أو كحيوان يخضع بدون مقاومة مفهومة ومعلومة ومختارة للواقع.
إن أطلاقنا أن المجتمع إنساني بالطبع لا ينسينا حقيقة أن هذا المجتمع عرضة أيضا لكل الإنفعالات التي تقودها قوى النفس الإنسانية بمراتبها الأربع من نباتية نامية إلى حسية سبعية إلى ناطقة قدسية إلى كلية إلهية ,وبالتالي أي صفة نفسية غالبة ستكون بالضرورة هي صفة المجتمع وعلامته الرئيسية.
في عالم الأفتراض الذي صاغه أفلاطون في جمهوريته نجد أن النفس الثالثة هي التي تقود المجتمع وتتمركز في اللب والمحور المحرك من خلال الفهم والحلم والعلم والتذكر والنباهة لتعط صفة مجتمع يسير بالقوة نحو الكمال البشري, أي أنه في سيرورة أنتقاله حقيقية من النفس الناطقة إلى النفس الكلية التي مبعثها من الله وإليه تعود .
في مجتمع أخر وهو مجتمع حي بن يقضان الذي سردت أحداثه قصة أفتراضية نجد أن النفس النباتية هي الطاغية وهي التي تقود الإنسان إلى عالم النفس الحسية فقط والتي صور قواها تتمحور حول السمع والبصر واللمس والشم والذوق لا تهتم بعالم النطق والعقل والتفكر ,لعدم وجود دوافع أكثر في واقعها كي تبرز القوة النفسية الناطقة, هكذا عاش الإنسان الأبتدائي كمجتمع واقعه بالحس المجرد من دافع أخر, مقتديا بقوى النفس الحسية كعامل يصنع الوعي ويقوده فيما بعد .
إذن من هنا يمكننا أن نفهم المجتمع أيضا ككائن واع ومتغير ومتبدل وقادر على التطور والأرتقاء وأيضا متأثر بالذات العامة له وبالذات الخاصة فيه, وهذا يقودنا للتفسير والقياس والتعليم على أهم المولدات التغيرية فيه والتي تقوده في الحركية بأي أتجاه ,الصراع الأجتماعي الداخلي يمكن فهمه على أنه صراع إرادات فرعية يعيد للحركة المجتمعية قدرة تحكم وفرز وأنتماء بوعي المجتمع لتعكس للخارج ملخص الإرادة, هذا ما فهمه ماركس وإن لم يقوله حقيقتة ,الصراع البيني ليس صراعا طبقيا مبني على قاعدة منفردة بل هو صراع إرادة مبني على أختلاف في الروى ويتبع ذلك أختلاف بالإرادات.
قد يكون الباعث طبقيا متعلقا بوسائل الأنتاج والملكية وتوزيعها أو الأستحواذ عليها مرة ومنه تنشأ قيم ومعتقدات وقوانين تعكس هذه الحالية وتعبر عنها في منظومة سلوكية أجتماعية إنسانية,أو قد يكون الباعث حضاريا أو معرفيا مرة أخرى مدفوعا بتنازع قائم على شروط المعرفة وقوانين تطور الحضارة وسلوك يعبر عن وجه من تلك الوجوه المذكورة.
وأيضا من البواعث الرئيسية قد يكون مصدره جنسيا أو مبنيا على قواعد تبرزه كعامل رئيسي ومهم كما في بعض القبائل البشرية التي تحتكم في أنتظامها للسلطة الأمومية, التنازع الجنسي واحدا من الصراعات الإنسانية الطبيعية كما هو الحال في النزاع الطبقي أو التنازع الحضاري المعرفي وأحد ,لكن دوما نؤشر أهم أشكال التنازع البيني هو النزاع الديني كما في مجتمع مكة بعد ظهور الإسلام وتطوره في عصر الرسالة الأول كمثال حي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار