الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الحوار .. مدخل للتعايش السلمي

فانينج وليم

2015 / 4 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



* ما يحدث للمجتمع الجنوب سوداني من ممارسات مصبوغة بالعنف يجعل المرء في حيرة قد تستمر لفترة الى ما لا نهاية ، نتيجة لصعوبة الخروج من هذا العنف الذي اصبح يلازمالحياة اليومية بشكل دائم سواء من داخل المنزل او خارجه، لكن هذا ليس تاكيداً على صعوبة وضع حلٍ لهذا العنف الذي اصبح متفشياً وسط المجتمع، انما نحن في حوجة فقط لتغيير نمط التنشئة الاجتماعية القائمة على تكريس ثقافة العنف واستبدالها بـ"ثقافة الحوار" التي يفتقدها المجتمع.
*اصبحت ثقافة العنف في الفترات الاخيرة وسيلة وحيدة لحسم اي خلاف ، حتى ولو ان هذا الخلاف لا يقود الى العنف او لا يحتاج للعنف لحسمه، لكن نسبة لغياب ثقافة الحوار بيننا،اصبح العنف اقرب سلاح لسهولة استخدامه، لذلك اصبحت المجتمعات الجنوبية في حالة لا تعايش سلمي فيما بينهم، العنف يولد الكراهية بين المجتمعات، وهذه الكراهية تسبب العديد من المشاكل التي قد تبقى جزء منها في ذاكرة تلك المجتمعات، لكن لا يحل اي شيء من تلك المشاكل انما تكرس لديمومة العنف.
* على رغم من ان المجتمعات الجنوبية تأثرت كثيراً من هذه الثقافة إلا انها مازالت تستخدمها دون ان تتعلم منه دروس، على رغم من أن الموت متكرر بسبب انتهاج هذه الثقافة، اعتقد اننابحوجة في الوقت الراهن لاستبدال ثقافة العنف، بثقافة الحوار حتى نوقف مسلسل القتل والموت غير المبرر.
* تجسيد ثقافة الحوار في مجتمعات اصبح العنف جزء لا يتجزء من ثقافتها ليس بعمل سهلة يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها، انما يتطلب مجهود كبير يساهم فيه الكل من الفرد والعائلة والمجتمع ومن ثم الدولة التي تضع رؤية لتجاوز ثقافة العنف واستبدالها بـ"ثقافة الحوار" ، وهنا تقع على عاتق الدولة مسوؤلية وضع مناهج تربوية تنبذ العنف وتشجع ثقافة الحوار.
* لثقافة الحوار فوائد كثيرة منها التعايش السلمي بين المجتمعات ، واتاحة الفرصة لتطوير القواسم المشتركة التي تظهر عندما تعطى الفرص للحوار بين المكونات الاجتماعية ، كذلك من خلال خلق نسيج اجتماعي قوي اساسه الحوار وليس العنف الذي يقود الى تفكيك ذلكم النسيج الاجتماعي.
هنالك مؤسسات تلعب دوراً في تكريس ثقافة الحوار منها، المدرسة ، والاسرة ، المجتمع ، ووسائل الاعلام بمختلف انواعها، لكن تلك المؤسسات هنا لا تعمل على تكريس ثقافة الحوار انما على تكرس ثقافة العنف، لذلك طبيعي ان نجد استاذ او طالب او مربي او صحفي وهو يفضل استخدام ثقافة العنف بدلاً من الحوار، طالما اننا في حوجة لثقافة الحوار حتى ننقذ مجتمعنا من إنهيارٍ وشيك علينا إعادة النظر في تلك المؤسسات،لان تلك المؤسسات لها القدرة في إحداث تغيير وسط المجتمع.
*في خاتمة هذه السطور على الحكومة والفئة المثقفة و المتعلمة من ابناء هذا الوطن العمل ليلا ونهاراً من اجل تكريس ثقافة الحوار بدلاً من ثقافة العنف التي حصدنا منها الكراهية التي ادت بدورها الى عدم قبول الآخر المختلف عنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية