الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس لدى البشير ما يفتخر به

محمد مهاجر

2015 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ليس لدى البشير ما يفتخر به

-

الرئيس البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب والابادة الجماعية، إتبع نصائح مستشاريه الجدد ونفذ إنتخابات اضيفت إلى ركام خيباته الهائل. وقد كانوا يحسبون انهم سيجنون من بعدها دعما دوليا، ولكن هيهات. أما المعارضة فقد أصبحت أكثر تصميما على إقتلاع النظام من جذوره بعد أن رسخ الانطباع السيئ عنه، فهو نظام فاجر مراوغ نكاث والغ ملوث. وألانكى من البرود الدولي أن الحزب الحاكم نفسه بهت وأصبح يتخبط كمن أصابه مس شيطاني .

بعد عقدين ونصف من الحكم لم يجد البشير من يدبج له خطابا يتنمر به، فارقام الإنتخابات أفحمت كل مؤيد ومتردد. وصحيفة الحكومة ليست خالية من الانجازات فحسب بل مليئة بالمخازي. واعداد ضحايا الحرب والفقراء والمشردين تزداد كل يوم. وحسب تقارير منظمة اوشا فإن زهاء الخمس ملايين ونصف يحتجون إلى مساعدات إنسانية منهم أربعة ملايين يحتاجون إلى الغذاء والدواء على وجه السرعة. أما البنك الدولي الذي يعتمد كثيرا على البيانات الحكومية فقد قدر بان 46,5 % من أهل السودان يعيشون في فقر مدقع، أي مايربو على 15 مليونا، كذلك فإن متوسط العمر لا يزيد على 62 عام.

وفي حالة مغايرة تماما لتلك المأساة نجد أن هنالك شريحة تعيش في غنى فاحش. ولا غرو فإن حكومة البشير تتسامح مع المجرمين والمحتالين ثم تكافئهم، فانتشرت جرائم إغتصاب الفتيات والاطفال وأصبحت البلاد مرتعا لمن أراد أن يغتني من تجارة المخدرات أو التهريب أو غسل الاموال.

تقرير مؤسسة بيت الحرية لهذا العام لم يعطي السودان سوى الدرجة السابعة وهي الأخيرة، بل وضع القطر ضمن أسوأ 12 دولة تنتهك الحريات السياسية والمدنية، والقائمة تضم دولا مثل اريتريا وكوريا الشمالية وسورية، فقس على ذلك وحدث ولاحرج. أما منظمة هيومن رايت ووتش فقد اوردت في تقريرها لهذا العام بان وضع حقوق الانسان في السودان قد إزداد سوأ بعد إضافة حلقات جديدة للحرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق. والنظام في عام 2014 أقدم على إضافة قوات الجنجويد إلى الآلة الحربية الرسمية وسمح لقادتها بالتنمر علناً، كذلك جند ميليشيات قبلية أخرى لكي يزيد من سعير الحرب ويزيد من ضحاياها. وأضحت النتيجة ، حسب تقارير المنظمات الدولية ، تشريد 450 ألف في دارفور في عام 2014 ، إضافة إلى 200 ألف في كردفان والنيل الأزرق.

مسرحية الإنتخابات لم تستطع، تماما كما كانت تأمل المعارضة، بان تختم على أفواه الفرقاء الدوليين، فقد زاد البعض من تشدده على النظام . الدول الغربية المؤثرة قالت أن الإنتخابات لا تعبر عن إرادة الشعب السوداني ومن قبل جددت الامم المتحدة التفويض لبعثة اليوناميد والمبعوث الخاص لحقوق الانسان ولقواتها في ابيي. أما دول الخليج فهي مازالت تحكم الخناق حول عنق البشير رغم أنه أراق ماء وجهه وأنكر علاقته بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين .

ماذا تبقى للبشير لكي يفتخر به في مستهل الدورة الرئاسية الجديدة ؟ الناتج المحلي الاجمالي يبلغ 66 ونصف بليون ، وللمقارنة فهو في مصر 271 بليون وفي انقولا 124 بليون. معدل الأمية لم يتحسن رغم الملايين التي يدفعها البنك الدولي والمانحين الآخرين، فهنالك 30% من الأطفال لا يدخلون المدارس. والجهات الأجنبية التي تدعم الرئيس تريد أن تستخلص من جعبته كلما تتمناه وتريد مصالح إقتصادية. المثل السوداني يقول : قلنا لهم أنه ثور ، قالوا أحلبوه . وقد أرسل هؤلاء أعوانهم لحلب الثور ، فبئس الحلب .
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان