الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخميسات نقابة الأموي بين شطحات الجيلالي بوحمارة وخرجات قاسم بونعالة

الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي

2015 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الخميسات نقابة الأموي بين شطحات الجيلالي بوحمارة وخرجات قاسم بونعالة

لعمل النقابي بإقليم الخميسات يتسم في العمق بالانتهازية والوصولية المفضوحة وغياب القاعدة الجماهيرية التي تعد معيارا وقيمة حقيقية لمقدرة النقابات على توفير الجو الملائم لاستقطاب فئات عريضة من قطاعات متنوعة بتنوع الفكر والممارسة السليمة ، والملاحظ أن اغلب المكاتب النقابية لا يتعدى عدد منخرطيها عدد رؤوس أصابع اليد الواحدة مع بعض الاستثناءات القليلة لكن الاستثناءات يتحكم فيها المد والجزر وطبيعة الملفات التي تعالجها الاتحادات الإقليمية، وهذه الحقيقية تتجسد بواقعية في نقابة الأموي الهيكل الفارغ والمعتقل من قبل جماجم انتهت مدة صلاحيتها وقريبا ستصدح طيور (بلارج) في ردهات المقر المشمع من قبل المتحكمين في مصير الوعاء التنظيمي مند سنوات، فبعدما كانت الكونفدرالية في السابق أقوى نقابة على المستوى الإقليمي وتتصدر باقي النقابات محليا من حيث التنظيم المحكم وعدد القطاعات الممثلة والتي هاجرت بشكل جماعي بحثا عن الديمقراطية الداخلية والدفاع عن المطالب الجماعية وأخرها قطاع الجماعات المحلية الذي التحق بنقابة الاتحاد المغربي للشغل والإسهال مستمر بفعل الاختلالات واستفحال سلوكات غير تنظيمية تنهل من ثقافة المغنم وتفشي أسلوب الكولسة والبولسة فضل العديد من المناضلين العضويين الانسحاب في هدوء، والانسحاب يعتبر مؤشرا قويا على تهلهل العمل النقابي وسقوطه الفاضح في المحظور وتكالب وتناسل معيقات ومطبات ترجع بالأساس إلى العنصر البشري .
مشكلة نقابة الأموي أن قوتها المزعومة اقل من حجمها ميدانيا على مستوى المدينة وحجمها لا يساوي بصلة في المعادلة النقابية لقبول بعض أطرافها الدخول في مفاوضات سرية مع جهات متعددة للدفاع عن مصالحها الشخصية. فنقابة الأموي إقليميا لم تعد في مقدمة الصفوف وأصبحت خارج الأحداث بل أن الأحداث تجاوزتها لأنها لم تعد تهتم بالنضالات المطلبية ، ولم تعد تحتكم إلى القاعدة لاتخاذ قرارات تخدم مصالح النقابة بمعنى الأداء الجماعي وانحنى بعض البراغيث أمام المكاسب الشخصية ضدا على الخيارات الديمقراطية وضدا على الإرث التاريخي للنقابة المليء بالتضحيات الجسام.
لقد استطاعت فعلا بعض الحلقات الضعيفة داخل النقابة صيانة مواقعها لكنها بالقابل لم تستطع صيانة مواقع نقابة الأموي ووصلت أزمتها التنظيمية إلى الطريق المسدود وهذا ما تؤكده ظهور علامات حركة تصحيحية جنينية تحاول تجميع الشتات سعيا للانتفاضة والضغط في اتجاه انتزاع المظلة التنظيمية على بعض الجهات التي تشير أصابع الاتهام أنها تهدد مع سبق الإصرار والترصد ما تبقى من وحدة المركزية النقابية المفككة أصلا.
فأزمة النقابة هي أزمة أشخاص وليست أزمة علاقة بالمجتمع والتي انعكست بشكل جلي على الأداء الداخلي الذي افرز صراعات قوية قادرة على الإجهاز على ما تبقى من موارد بشرية التي غدت في المراحل الأولى من السطو على المسؤولية ونشر العداوات بين المتناضلين لينتقل إلى أمور أعمق وبقدر ما نتابع التطورات والمنزلقات الخطيرة والمنحدرات التي تدفع إليها نقابة الأموي بقدر ما سيكون الصراع الفكري قادر على إماطة اللثام عن الاكراهات الحقيقية التي ساهم ويسهم فيها ثلة من المنحرفين الذين يعتقدون أن ممارستهم ستخلق الإشعاع للمنظمة النقابية لكنهم رسخوا الوصولية والانبطاح للسلطات مما عزل المنظمة بشكل تدريجي عن الحلفاء الطبيعيين.
ولان البحث عن حلول كفيلة بإنعاش المنظمة يتم خارج الإطار بعقد تحالفات هجينة دون استشارة القواعد تحولت نقابة الأموي إلى بؤرة للخلافات العميقة والتشكيك والتفكك والتشرذم الذي يعزيه اغلب مناضلي النقابة إلى عنصرين أو ثلاثة ، هذا الإشكال الذي يسعى الغاضبون إلى قطع دابره للخروج من شرنقة الخلافات التي زجت بالنقابة في دوامة تلبية المصالح الشخصية بدل العمل على الملفات الاجتماعية الجماعية. وهذه العملية بالضرورة تحتاج إلى مقدار من الشجاعة والمواجهة اليومية مع الآليات المتقادمة التي لم يعد لها أي دور في المشهد العام للمؤسسة النقابية باستثناء التقرب والتزلف للسلطات المحلية والبحث عن الطبطبات.
وحتى لا نكون من دعاة الهدم والقصاص المبطن دعونا نقوم بعملية تشريح لأداء نقابة الأموي على المستوى الإقليمي عبر استنطاق مجال تدخلاتها التي تحوم حوله العديد من علامات استفهام بحكم أن النقابة الأقوى تاريخا أصبحت ملحقة تابعة لجهة ما بالعمالة ومصابة بالإعاقة وتخلفت تدريجيا عن القافلة وتبحث عن دور لكنه خارج التاريخ.

شطحات الجيلالي بوحمارة في حضرة المخزن
إن تسيير وتدبير نقابة لا يمكن أن يستقيم في يد من تكبر في وعيه المصالح الشخصية وهو ما يجسده الاسم الكاريكاتوري( الجيلالي بوحمارة) الذي أطلقه المصححون على احد أقطاب وأضلع هذه العمليات الساذجة والمخزية، إن الاختلالات المرصودة على مستوى نقابة الأموي بطلها بدون منازع شخصين فاحت روائحهما الكريهة ناهيك عن بعض أزلامهما الذين سقطوا ذات انشقاق من السقف وأصبحوا ينظرون ويهندسون خريطة تقسيم المغانم.
لعل ما ميز الربيع المغربي خاصة بالخميسات تخندق مجموعة من( المتحزبين والنقابيين والجمعويين) في خندق المخزن بحثا عن التوشيحات وأوسمة الاستحقاق،وتم رصد هذه العمليات المشبوهة وتوثيقها وحتما لن تمحى من الذاكرة الجماعية السياسية و النقابية والحقوقية والجمعوية لسنوات، فجل تدخلات هؤلاء المتناضلين لا تبرح الدفاع عن طروحات المخزن وهمها الأساسي اختراق حركة 20 فبراير عبر دفع بعض الأتباع لتوجيه تحركاتها وفق التصورات المرسومة سلفا وقد تمت مكافئتها عن دورها (العظيم) في تفكيك وحدة وصلابة حركة اجتماعية تسعى للقضاء على الفوارق الاجتماعية عبر إفراغها من الداخل ووسم بعض حلقاتها بالتحريفية والعدمية والظلامية وغيرها من المسميات...
وبدل أن تفتح بعض مكونات المجتمع المدني جبهات لمواجهة الخطر الأساسي الذي يتهدد الطبقات الكادحة والدفاع عن قضايا المواطنين والدفع في اتجاه محاربة الفساد والرشوة وغيرها من المنزلقات المعطلة للتنمية المستدامة مارست القمع والتشكيك والفرملة لطمس وخلط الأوراق لقتل دور المجتمع المدني الحقيقي عبر افتعال الخصومات الوهمية وافتعال التناقض لتضبيب الرؤيا لإصابة باقي المناضلين بالعمى ودفعهم في اتجاه خدمة مصالح الشرذمة المعلومة المنخرطة في السر والعلن في توافقات هجينة مع المخزن.
إن أقبح الشطحات التي تسجل في حق بوحمارة ارتباطه القوي بالأجهزة المخزنية ودفاعه المستميت على المصالح الشخصية بل انه أصبح يتأبط ملفات بعينها ويطوف بها في المصالح بحثا عن امتيازات، كما يسجل عليه التسبب في إقبار ملف شركة تارميلات وانسحاب قطاعات مهمة من النقابة ، وفي الجانب التنظيمي فبوحمارة قتل سريريا حلقات المؤسسة النقابية وعطل أجهزتها والأخطر من ذلك انه مند الانشقاق الكبير لم يتم تجديد هياكل النقابة التي حفظها باسمه دون علم الأجهزة المركزية المتورطة بدورها في العملية نتيجة الصمت والتواطؤ، والإشكال الكبير أن بوحمارة حصل على التفرغ لكنه بدل من الانكباب على وضع استراتيجية تعيد للعمل النقابي بريقه وإشعاعه المفقود نجده يقضي سحابة يومه في المقاهي وعلى أبواب العامل وانشغاله عن دفاعه المستميت عن ملفات عائلية أثارت تذمر وسخط رجالات التعليم.
فعدم التحرك مند سنوات لتفعيل الديمقراطية الداخلية للخروج من اللاشرعية أسهم في إعاقة المركزية النقابية محليا وعطل دورها في التعاطي بشكل مسؤول مع مطالب القطاعات المتبقية على قلتها ومحدوديتها، ونعتقد انه حان الوقت لقطع الطريق على أشخاص لم يعد لهم أي دور في المشهد النقابي اللهم تكريس ممارسات بائسة لا تساير مطالب التغيير لترسيم الديمقراطية والنزاهة والشفافية.
خرجات قاسم بونعالة المبطنة
الانتماء النقابي يعني في الفهم العام تقاسم الأفكار والأهداف والمرامي مع مجموعة من الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية الأخلاقية والنضالية في الدفاع عن مصالح شريحة معينة بطرق ديمقراطية وتنظيمية غير مشكوك في أهدافها ومراميها وغاياتها النبيلة، لكن عندما ينتفي هذا الشرط ونظهر العيوب والمطبات ويصبح الدفاع عن المصالح الخاصة حلقة أساسية في العلمية النقابية برمتها ،فان المصداقية والديمقراطية والأخلاق يقتضون احد أمرين: إما محاربة الجهة الفاسدة والتصدي لها بكل قوة وإما الانسحاب في هدوء، ولان قاسم بونعالة لا يحتكم إلى ضميره ولا يزن الأمور بميزان العقل فانه فضل أن يكون تابعا ويؤثث الفضاء ويتعايش مع الهزالة والخواء النقابي بدل الانتفاض ضد احتضار نقابة ويسهم من موقعه كمسؤول في إعادة ترميم غشاء بكارة نقابة الأموي في أفق التصدي الحضاري للتشرذم الذي يخاصم التقدم ويعطل مسيرة التنظيم العمالي .
فعندما نحاكم بونعالة على تواطؤه فهذا لا يعني أننا نستهدفه بل نستهدف الصمت الذي يكبل لسانه لأنه يشاهد الديمقراطية تذبح وتتلقى ضربات موجعة من قبل رفاقه في الوعاء الذي يرشح بالخزي والانتهازية المحطمة لأمال الطبقات الكادحة تحت ضرباتِ مطارق المنفعة والاستغلال
ما دور نقابة الأموي بإقليم الخميسات...؟
يتساءل العديد من المهتمين بالشأن النقابي بالمنطقة عن الدور الذي تضطلع به نقابة الأموي في ظل المتغيرات الدستورية والمطالب الواسعة بإصلاح المؤسسات السياسية والنقابية ومحاربة الفساد باعتباره آفة من الآفات المعطلة للتنمية، فالمنظمة العمالية التي لم يبق منها سوى الاسم لا تتوفر على ملف قانوني، ولا على أجهزة مسيرة قانونية منتخبة بشكل ديمقراطي ونزيه، فأي الأدوار التي تلعب هذه النقابة الميتة سريريا والتي تخنق المبادرات وتعمل بمعزل عن تطلعات ما تبقى من منخرطين خاصة منخرطي منجم الحمام الذين يشعرون بالتذمر الجماعي للأسباب السالفة وحتما سيغارون سفينة الأموي التي يدير دفتها بعض القراصنة الذين شوهوا العمل النقابي .
ان طبيعة العقليات المترامية على دفة التسيير منخرطة في أمور لا تستقيم إطلاقا مع تطلعات الطبقة العاملة ، فبعد دور الاطفائي الذي لعبه عضوان من النقابة الميتة لفرملة تحركات حركات 20 فبراير والحركات الاحتجاجية المطلبية للساكنة التي تنشط في الغالب أمام مقري العمالة والمجلس البلدي تم الانقضاض على جمعية دعم التعاون المدرسي بتزكية المخزن الذي مدد في عمر المكتب حسب الوثائق التي نتوفر على نظائر وهو ما يخالف ظهير الحريات العامة ويخالف جميع الأعراف والقوانين، ولا غرابة في ذلك فالمخزن لا ينسى المتعاونين معه في وقت الشدة، فنتائج امتحانات وزارة الداخلية فضحت المستور وعرت طبيعة المتناضلين الذين كوفئوا بمناصب شغل لذويهم وتستمر عمليات البيع والشراء في انتظار سقوط آخر أوراق التوت عن ( بلارج) النقابة..؟
الحسان عشاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان