الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة المطار وسيد القرار

سمير الأمير

2015 / 5 / 5
كتابات ساخرة


ذكرتنى حادثة سيدة المطار وضابط الشرطة بحكاية قديمة حدثت فى مطلع التسعينيات فى قصر ثقافة المنصورة ، كان المخرج عبد الغفار عودة يصطحب فرق مسرحية تقدم عروضا مختلفة كل يوم وكان الإخوة اليساريون و(نحن منهم) يشعرون أن من الواجب عليهم دعوة الجمهور لمشاهدة العروض لأن عبد الغفار عودة برأيهم كان مخرجا تقدميا مناضلا- المهم نشب خلاف بين عودة وبين مصطفى السعدنى الذى كان شاعرا وطنيا ( أى من رجال الحزب الوطنى الديموقراطى) - كان جوهره الخلاف أن السعدنى يريد أن ينهى عبد الغفار عروضه ويغادر المنصورة لأن هناك نشاطا منصوريا سيبدأ وطبعا ( كل سبوبة ولها ناسها)
ساقنى حظى أن أدخل والخلاف محتدم و كان الدكتور أمير عزيز فى قلب الحدث وهو من الشباب الاشتراكى الذى لا يتكلم إلا بقوانين الجدل والصراع والحتمية وكل المفردات التى كنا نحفظها عن ظهر قلب وحين شاهدنى أدخل لقصر الثقافة نادانى وأخبرنى أننا لابد أن نتخذ موقفا لدعم عبد الغفار عودة ضد مؤامرة الحزب الوطنى متمثلة فى الشاعر مصطفى السعدنى الذى يريد أن يوقف نشاطا مسرحيا يساهم فى رفع وعى الجماهير لصالح أعمالا تافهة وقال أمير أن علينا كيساريين أن لا نفلت تلك الفرصة لنصرة الفن المقاوم والملتزم -- أطرقت برهة وأنا أتأمله وأحاول أن أجد مبررا للدخول فى معركة واجهتنى بمجرد دخولى من البوابة الرئيسية ، قولت " يا دكتور أمير الأستاذ عبد الغفار هو رئيس قطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة ومصطفى السعدنى هو وكيل الوزارة لقطاع شرق الدلتا و وأنا وأنت لا نملك مفتاحا للحل باعتبار هؤلاء ينتمون لبيروقراطية واحدة اسمها وزارة الثقافة ، وإذ بأمير يتهمنى بأننى متخاذل كبقية عائلتى وبأننى أهرب من المعركة واتهامات ضخمة تصل لخيانة الطبقة العاملة - رغم أنه دكتور وأنا كنت مدرسا ونحن كنا فى مكان ليس به عامل واحد إلا عمال النظافة الذين لا يشغلون أنفسهم لا بعبد الغفار ولا بعبد الستار- دقائق مضت قبل أن يأتى أحد هؤلاء العمال ليخبر السعدنى أن الوزير على التليفون - أو ربما كان مسئولا بالوزارة أكبر من عودة والسعدنى فوجدتهما يسرعان الخطى إلى المكتب وكأنهما صديقان وبقيت أنا وأمير بالممر ولكن بعد أن نشب خلافا بيننا لم تمحه حتى الآن سنوات مضت على هجرته لأمريكا بسبب ما نعتنى به من صفات منها على سبيل المثال لا الحصر- المتخاذل- البرجوازى الصغير - وغيرها- المهم لم نعرف ما قاله المسئول لكليهما ولكنهما خرجا مبتسمين وأصدر المناضل عبد الغفار عودة أوامره لفرقه أن تفكك الديكور-- ساعتها ضحكت وأنا أنظر لأمير الذى صار موقفه بائسا-- ألم أقل لك تلك خناقة عائلية لا شأن لنا بها-- وهذا ما شعرت به تماما حين شاهدت سيدة المطار فى الفديوهات التى تردح فيها لضابط الشرطة وحين قرأت كيف ردت الشرطة بموضوع تجارة الحشيش و حكاية راقصة ساويرس- و الحق أنه بعد أن علمت أنها ابنة رجل أعمال وزوجة رجل أعمال وهى نفسها سيدة أعمال وزوج أمها وزير سابق- تأكدت أننى كنت على حق حين أدركت أنها مجرد خلافات بين أبناء العائلة الواحدة وأنه لا شأن لأمثالنا من عباد الله الغلابه بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا