الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرا أيها الرفاق ...... - لست متناقضا و لست مستقطبا و لست برجوازيا لكنى عداليا -

ابو الحسن بشير عمر

2015 / 5 / 6
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


أصبحنا جميعا نرى ان الصراع الايديولوجى الذى يطل برأسه منذ استفتاء 19 مارس 2011 " غزوة الصناديق " مازال يتصاعد بين مختلف الايديولوجيات فى المجتمع المصرى و خاصة الفصائل الثورية التى تتبنى تلك الايديولوجيات و التى شاركت و تشاركت فى ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 و توافقت جميعها على قيم موحدة , فكان محور الثورة حينها هو الصراع القيمى و كانت تلك القيم " العيش – الحرية – العدالة الاجتماعية – الكرامة انسانية " هى افراز لضمير الشعب المصرى مجتمعا بكافة فصائله الفكرية و الايديولوجية بغض النظر عن التباين بين تلك الايديولوجيات و اعتقد أن هذا هو سبب نجاح المرحلة الاولى من الثورة المصرية و التى تمكنت فيها مختلف فصائل الشعب المصرى من فرض التغيير على النظام و إسقاطه و تحويله إلى مجرد أنقاض لنظام بائد يحاول الظهور مجددا من خلال نظام هجين كالنظام الحالى .

- صراع الايديولوجيات " اليسار و التيار الاسلامى – أزمة الثورة المصرية "

تظل أزمة الثورة المصرية تكمن فى استمرار الصراع الايديولوجى او بمعنى أخر " صراع الهوية " و تعميمه على كافة مستويات الصراع السياسى و الاجتماعى فى الدولة و قد ترتب على إعلاء راية الصراع الإيديولوجى و تفضيله على الصراع القيمى فيما بين اليسار المصرى و التيار الاسلامى و إعادة تشكيل القوى الفاعلة على أساس أيديولوجى و ليس على أساس قيمى و الذى تسبب فى تمكين النظام القديم و شبكة المصالح المدعومة و المرتبطة بالنظام الاقليمى من عرقلة و إجهاض الثورة المصرية و تمهيد عودة النظام القديم من خلال نظام هجين فى إطار اصلاحى يعمل على إجهاض الثورة و مكافحة قيمها و ترويض فصائلها و تعمل كمنظومة حاضنة لمحاولات إعادة بنية النظام القديم , و يظل هذا النظام الهجين الاصلاحى فى مأمن طالما ظل صراع الهوية الذى تقوده الايديولوجيات يطغى على الصراع القيمى و يحيده عن الصراع السياسى و الاجتماعى .

- الاشتراكيون الثوريون و حزب مصر القوية " أمل و ألم "

أصبح التقارب بين حركة الاشتراكيين الثوريين و حزب مصر القوية مثار جدال و نقد من أغلب فصائل اليسار التى تنمى اليها الاولى و قد وصل الامر عند البعض الى رفض الفكرة تماما و مهاجمتها بل هناك من ذهب إلى ابعد من ذلك و كايل الاتهامات بالخيانة للمبادئ الايديولوجية , و لم ينظر هؤلاء إلى هذا التقارب من منظور الامل و من منطلقات و ثوابت قيم ثورة الخامس و العشرين من يناير بل نظر لهذا التقارب من المنظور الايديولوجى الجامد المتبنى لأفكار الصدام و الصراع الايديولوجى مع التيار الاسلامى مستندا الى مبررات تاريخية ظلت حائلا دون حدوث أية تفاهمات أو تقاربات بين الفصيلين عدا ما حدث فى الخامس و العشرين من يناير 2011 و هو الاستثناء الوحيد الناجح بغض النظر عن بعض المحاولات التى فرضتها عمومية قمع و اضطهاد الدولة للفصيلين معا فى فترات معينة , و على الرغم من أن التجربة أثبتت نجاح التحالف و التعاون بين الفصيلين فى مواجهة فساد و قمع النظام إلا ان اغلب التياريين لا يتقبل تكرار هذا التحالف أو التوافق , و مازالت ايديولوجيته تقف عائق فى مسار الثورة و تحول دون استكمال هذا المسار .



- عبد الناصر و تروتسكى بين الواقع و الحلم "أزمة اليسار المصرى "

يظل اليسار المصرى له خصوصيته و طبيعته التى قد تأثرت حتما مثلها مثل أية افكار أو ايديولوجيات قادمة الى مصر بتأثير المورث الحضارى و الفكرى و العقائدى للشعب المصرى و لم يتبنى اليسار المصرى وجهة واحدة او مدرسة واحدة بل تنوعت فصائله الفكرية ما بين الماركسيين و التروتوسكيين " الاشتراكيين الثوريين " و الناصريين و كانت الأزمة التاريخية لليسار المصرى هو عدم تمكنه من التجمع تحت مظلة واحدة أو حول محور واحد بل ظلت جميع فصائل اليسار فى صراع و تنازع فيما بينها , و الكل لا يرى فى الاخر سوى التناقضات التى تصطدم مع الرؤى الجامدة للنظريات فالاشتراكيين الثوريين لا يرون فى الناصرية سوى الستالينية و الناصريون لا يرون فى الاشتراكيين الثوريين سوى الثورة الدائمة التى تهدد استقرار قوميتهم و الحقيقة أن كلا الطرفين قد أبتعد عن الجوهر و الغاية المشتركة و هى العدالة الاجتماعية التى مازلنا نراها فى عبد الناصر كواقع تحقق تذوقنا معه طعم الاشتراكية و التعاون و العدالة الاجتماعية , ربما لم تكن النموذج المثالى لكنها شئنا ام أبينا هى النموذج الوحيد فى تاريخ أمتنا و شعوبنا فلم تكن قومية عبد الناصر سوى جزء من كل و هو أممية اليسار , و سيظل تروتسكى الحلم الذى يجب على اليسار أن يتنفسه فهو قمة التطور الإنسانى للاشتراكية ربما لم يكن النموذج الواقعى لكنه النموذج المثالى فالضمان الوحيد لعدم تكرار الاخطاء التاريخية و عدم تبريرها هو السعى الى المثالية حتى و إن لم نحصل عليها فلن يتحسن الواقع بدون حلم و لن يتحقق الحلم بدون واقع .

- يسار موحد " شعاع نور وسط صراع مظلم "

حلم ظل مسجون داخل تناقضنا و مفقود من ضمائرنا أطلق سراحه مجموعة من عظماء اليسار المصرى الذين يمثلون ضمير هذا اليسار على رأسهم الدكتور محمد دوير , و هم الان يزرعون ما سنحصده نحن غدا , انهم يستعيدون مشروع اليسار الكامن و يحققون ما نراه مستحيل و يقفزون على حدية التباين النظرى منطلقين من ثوابت الاشتراكية العلمية , إن حملة يسار موحد قد بعثت لنا الامل فى يسار يحتضر بعد أن أرهقته و أتعبته اعراض مرض الفرقة العضال فهو سرطان الافكار الذى كان سبب رئيسيا فى تهميش اليسار المصرى منذ نشأته و حتى الان و على الرغم من صعوبة و استحالة تحقيق حلم الوحدة إلا ان مؤسسين حملة يسار موحد قد بدأوا فعليا فى تحقيق هذا الحلم و تحويله لواقع يمهد للحلم أكبر أراه يلوح فى الافق أنها الأممية الخامسة قد يرانى البعض حالما متفائلا لكننى أراها واقعا مع حملة يسار موحد .

- الخلاف فى الايديولوجية لا يفسد للوحدة قضية

و فى النهاية قد لا يتفق معى أحد قد يرانى الجميع متناقضا أحب واقع الناصرية لكنى لست برجوازيا , و انتمى إلى تروتسكى فكريا لكنى لست حديا و أحلم بيسار موحد لكنى أسعى لوطن موحد بكافة فصائله الايديولوجية لكن سيسأل الجميع ما هو معيار هذه الوحدة هناك من يراها فى تعميم ايدولوجيته و لكنى أراها فى تعميم العدالة و الموضوعية و إعلاء الضمير الجمعى الانسانى على الذاتية الحدية ...... فعذرا أيها الرفاق لست متناقضا أو مستقطبا او برجوازيا لكنى فى النهاية " عداليا "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا