الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكراتُ مقاتلْ

جواد وادي

2015 / 5 / 12
الادب والفن



مذكرات مقاتل

سأمكثُ هنا وسطَ هذا الأزيزِ
طارداً وجعَ الكراسي
الموزعةِ بينَ القتلِ
وكاتماتِ الضجيجْ
أتنكبُ سلاحاً قديماً
وأصنع كاسحاتٍ
من غيومٍ لا لونَ لها
خلفَ السواترِ البعيدةِ
وبلا استئذانْ
فيباغتُنا الوقتُ
حيثُ تزحفُ التباشيرُ
دونَ مسحةِ فرحٍ
غيرَ زغرودةٍ لامرأةٍ
فاضَ بها الكيلُ فالتحفتْ ليلَها
بمواويلَ باهتةٍ وصوتٍ أجشٍّ
لئلا تفاجئُها الفضائحُ
من قمرٍ لا ينامْ
مدّى اليّ ببعضِ ما تخبئينَ
يا حبيبتيْ،
فأنا كما أنا
ما توسعتْ برئتيْ الوخزاتُ
نعم...
أعترفُ أنها ذاتُ النوافذِ
التي مكثنا خلفَها طويلاً
ونحنُ نفاجئُها بمنادماتِنا
وما علّقت غيظَها نحونَا
كانتِ الأبوابُ لا تحبُ العنادَ
وأنتِ تلجينَها بغنجٍ
كنا في احتضارٍ موزعٍ بينَ
ما رتبّنا له من حكايَا
وهسهساتٍ لحشرجاتِنا
ونحنُ نعاندُ بهذا المروقِ
أشرعةً ما كنّا نريدُها أنْ تحملَنا
ضداً على رغباتِنا
وما كنّا طائعينَ لها
نعمْ أعترفْ...
أنني أنا من أدارَ ظهرَهُ
بذاتِ نكبةٍ على المهاناتِ
ففرتْ مني الجيادُ
مطهمةً برممِ الأدعيةِ الزائفةِ
ولم يعدْ يطاوعُني الكلامُ
المفضضُ بالغيّ كما عهدتِنيْ
أعددنا أثواباً تليقُ بقاماتِنا
المطوقةِ بالرغباتِ
وأنا وأنتِ ممسكَينِ
بسجلاتٍ قديمةٍ
نتأبطُ أسرارَنا
ونعرفُ أنها لمْ تعدْ
خافيةً على أحدْ
نطليْ الخيزرانَ بألوانٍ قزحيةٍ
فرحَينِ بسقوطِ النيازكِ الملفعةِ
بأتربةِ الحروبِ وغبارِ الندمِ القديمْ
لكنّنا لا نعرفُ كيفَ نرتّبُ أسرّتَنا
ومن أينَ نأتي بباقي المتاعْ
لم نعدْ نسمعُ
غيرَ صهيلٍ ولا نرى جيادَنا
التي تركناها خلفَ الربوةِ البعيدةِ
عندَ حافةِ النهرِ
الفرائسُ الموزعةُ على امتدادِ
الرؤيا هي من يمنعُنا
للعبورِ للضفةِ الأخرى
كم قلتُ لكِ...
انتشلينيْ من تلكَ المتاهاتِ
وأنا الكسيحُ من سقطةٍ لا خلاصَ منها
دعينَا نفجّرُ شهوتَنا
مثل الأيائلِ الناهضةِ من كبواتِها
أو تلكَ الحساسينِ التي
ما غادرتْ وكناتِها
وندعُ الريحَ تعبثُ بسوالفِنا
اليستْ تلكَ كانتْ رغبتُك أنتِ أيضاً؟
حينَ ناديتُك من خلفِ الستائرِ المذهبةِ
وأنتِ تزوقينَ جسدَك بالحناءِ والياسمينِ
كنتِ منشغلةً ببعثرةِ الآسِ على حافةِ سريرِكِ
فانا لا أحبُ آن يمضيَ عُمري هباءً
باحثاً عن خباياكِ
وأنتِ توزعينَ كلَ هذا البهاءَ
لمنْ لا يعرفُ طريقَه للعشقِ
أعرفُ أنَ صبايا الرذاذِ المقدسِ
تجثوْ عندَ قدميكِ
فذلكَ هوَ المنالُ العظيمْ
وأعرفُ أننيْ
قابَ قوسينِ من صبواتِكِ
أيتُها المائعةُ،
الرافلةُ،
المزنّرةُ،
ببركاتِ الملكوتِ المقدسِ
لستُ أنا من يبحثُ عن فتنٍ
لتهربَ منهُ العصافيرُ
وتسحُ من تحتِ وسادتهِ الأحلامُ
وأنتِ بهذا السنا والضياءْ
لستُ أنا من أثقلَ كتفيهِ بالنياشينِ
وزيّنَ صدرهُ بالأوسمةِ
ولستُ أنا من أشعلَ حروبَ الفتنِ
بيدٍ واحدةٍ
وعينٍ معطوبةٍ
وفمٍ أهدلْ.
فلا مانعَ إذنْ
أن تأخذي بيدي المكبلةِ بالمحنِ
لأجمع أنا وحدي
من دونِ عشاقِك الماجنينَ
كلَ أصصِ الأرضِ
وأصنعُ منها
أكاليلاً وتيجاناً
لفرسانِك اللائذينَ بالخيبةِ
وحروبِك الضالةِ
لترجعي ثانيةً
من حيثُ جئتِ
وأنتِ تسقطينَ من نيزكٍ
لا نعرفُ من أينَ أتى
وكيفَ لا يهتدي لي
دونَ أن يضلَ الطريقْ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج