الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هروب الارقام

جواد الشلال

2015 / 5 / 20
الادب والفن


هروب الارقام
..
..
كلما تمر الفراشات امامي .. استيقظ مبكراً ... اشعر اني استمع الى نشيد جميل من الحروف ... الكلمات .. جملاً سحريةً رقيقةً عذبةً .. الوانها الرائعة ... تذكرني بزخارف البديع باللغة ... هكذا اتخيل ... لا باس دعونا نتخيل الامر مثلما ارى .. الجمال تراه كأنك تسمعه ..كل مفردة شبيهة بحيوان ... ربما اللغة ليست سوى غابة حيوانات مختلفة ... تبدأ كماهي طفولة .. صبا .. شبابا ... شيخوخة.. ربما تبدأ مصابة بداء الشيخوخة مبكراً ... مبكراً جداً .. قد ارى الديدان تحت الارض سمينةً جداً ... فالحروف نحيفة جدا فوق اللسان .. وتمر دون معرفة على سياج العقل المنشغل على مدار الوهن ... كذلك حين ارى تحت كل وردة قطرة دم ... اشعر بذات الشعور النحيف ...حينها تصبح الحروف حيواناً كسولاً ..لا يجيد الا التنفس ببطء ،
للحرف وزن ... مثل الدموع ...
اذرف الدمع لاصبح اخف ثقلا
للصمت وزن ... بقدر الفجيعة ....
الفجيعة كلام ... بعضها يلتهمك كأسد والاخر ينوء على صدرك مثل لغة مندرسة تشبه الديناصور ، الحيوانات مورد مهم للانتاج ..
الحروف مورد مهم للانتاج الانسان الحضاري
كان انفي كبيرا بما يكفي ليشم كل انواع الحروف ... وللحروف نكهات مختلفة بعض الحروف ناعمة ومعقدة (((تزحلقك))) بفسلفة لا ريب انك لاتجيد السباحة بشطانها
.. ربما تتعلم حين تقف بمنتصفها ... .................. ................. ................................................... ربما انا هكذا بدأت ... او ولدت بغابة معدودة الاشجار والحيوانات ... كنت اعد الاشجار بابهامي .. لم استخدم السبابة الا لمرة واحدة
... كنت حينذاك اروم وزن شحرة بما يعادلها من حيوان ضال ...
كنت هكذا ابحث عن سر الارقام والاشجار والحيوانات وانا
... لماذا حين اكتب المدرسة الكوفية او البصرية اقول بالقرن الثالث او الرابع الهجري ... من منعني لاكتب القرن 3 او 4 هجري او اكتفي بالهاء دلالة على الهجري......... ((لماذا ))تعلمت على الاطناب والشرح بالتفصيل .. ربما لاني لا احب الايجاز حين يكون الامر لي ...واحبه عندما يكون لغيري ... لماذا هل انا واحد او اثنان ... وكيف لا اقول 1او 2 .......هل ستستجير اللغة بالبلاغة ... او اوقف استهتارها بالمعنى ... ربما انا ثقيل متشدق او انا اذلل من صعابها او اخبط خبط عشواء
فانا افكر احيانا بالديدان المجاورة لي دائما ... بعضها اصبح سمينا حين يأتي من باطن الارض ... لم اعد استطيع عدد الجثث بباطن الارض...
الاعداد ترهقني ...
لذا اتكأ على باطن اللغة المحترقة بالمجاز والانزياح والتورية ... ولما انا لا اعرف عدد قطرات الدم الغائرة بالارض ... وكم عدد الوردات التي نبتت عليها ...حتى باتت لكل وردة قطرة دم ... وضاع علي العدد ... واصبح من المجدي
ان استخدم سبابتي للعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع