الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خطوط كاظم السلوم غير المنتهية

احسان العسكري

2015 / 5 / 20
الادب والفن


"على خط المدار
استقرت
عارية
بلا خطوط طول أو عرض
كان الخط
يمتد بعيدا الى حيث النهايات"
*اي نهاياتِ ستوقف هذا المد الجميل واي استقرارٍ يمكن ان ينتج بعد هذه الثورة التي تفجرت من خط المدار لتستقر عاريةً بما لايشتهي متجاهلةً كل اصول الاستقرار ومقاومة كل ذوبانٍ عرفه العشق ومر بمخيلة الهيام بلا توقف . وليس بقريب من اثر او مقتربٍ من تأثّر هو هكذا كاظم مرشد السلوم (الشاعر) دائما تجدهُ حيث النهايات فهو لايتوقف عند حدٍ مرسوم أو مسافة محددة لانه :
" في اخر الخط
لم تكن سوى قبرة
ترتجف
خشية ان تصاد "
*تبيض وتصفر تلك القبّرة ولم يكن آخر الخط لها سوى انتقالة بسيطة عبر قفزاتٍ متعددة تشبه كثيراً مسير الراحلين لكن بتصرف وبلا دراية مترقبةً بارتجاف العاشقة بطش الصياد الذي تأرجح هناك قبل قليل ولم يشغله الندى عن اكمال ما بدأه لأن الاصرار على النجاح في شخصية الشاعر مورد البحث هنا يعدُّ سمة يتميزُ بها فهو الناقد التلفزيوني وصاحب الرأي الادبي والكاتب والصحافي المتميز والانسان الحنون الذي جمع بين طيبة العراق وعنفوان رجاله فهو دائماً يكمل ما بدأه ايا كان ثقافياً ام اكاديمياً لأنه يعرف تماماً اين يقف ولم يأخذ مجالاً غير مجاله الذي يبدع فيه سيما وإنه مبدع في كل مجالاته . انا الآن اكتب بحذرٍ فهو رفض ذات مرة ان اقول له ايها الشاعر . كاظم مرشد السلوم شاعر له رؤيته الخاصة وطريقته الخاصة واسلوبه المتميز في الكتابة ولم يكن في هذا النص :
" قلق
يرقب خط البياض
الذي تمادى في الامتداد
رضي خشية من سواد ثقيل
اصبع يشير الى خط يؤدي اليها
قلب لا يعرف معنى الاشارة
جسد يعاني من اثر موغل بالخطوط
*الاجساد الموغلة في الخطوط معروفة لدى كل من ينظرُ لهذا النص نظرة عابرة اما من يريد ان يسبر اغواره سيقف متحيراً حقاً ربما هي الخطوط التي كونت الدوائر او الخطوط التي افرزتها الآم السنين وسني العمر سيما وانه وضع المعاناة سبباً لابرازها وربما كانت معاناة الحرمان لا معاناة المشيب لأن القلوب التي لا تعرف معنى الاشارات غالباً تكون القلوب الفتية غير المتحررة والتي تنظر للنضوج على انه بادرة لخطر الذبول , ترى ؟ مالذي يريد ان يقوله السلوم في ما يبدو كالاصبع الذي يشير ايضاً الى خط يؤدي اليها ؟ اهي الذكرى ؟ ام انها جسدٌ غاضب او رغبة ثائرة ؟ ولمَ القلق المتمادي في الامتداد ؟ اهو الرضا ! ام ان ثقل السواد اجبره على شيءٍ لايريدُ ان يبوح به علناً ؟
تساؤلات كثيرة يتركها شاعرنا هنا وليس بالشيء الغريب فهو ابن مكانه , السلوم ابن بغداد التي تمتد وتمتد حتى آخر الخطوط وكان اللانهاية في الامتداد اصبحت ديدنها فبغداد لاحد لتألقها مثلما لاحد لحزنها وفي ذات الوقت اوقفت الكثيرين عند حدودهم واجلستهم حتف انوفهم في الاماكن التي تليق بهم وان تسلقوا خسلة لما لم يستحقوه .
"لسنين
كان
يرسم خطوط على جسد
من قماش
انتبه ....!!!!
كان ثمة من يوقع عنه
بائع الورد"
ان الرسم بالكلمات هو اصعب انواع الرسم واكثرها تعقيداً حينما يقوم به شاعر يشعر جيداً بما يقوم به , وبعيداً عن رسام هذه اللوحة وماهيتها وفكرتها انا ارى ان الرسام الشاعر كاظم مرشد السلوم كان واعياً جداً لما يوقوم به وما هذا الانتباه المفاجيء الا انتباه لقرب مرحلة التوقيع على اللوحة لأن باعة الورد عادةً كثيروا الحركة تلاحظة على ثيابهم غير الزاهية الالوان اثار نقط الماء وهذا ما اشرتُ اليه في بداية حديثي في العلاقة بين الندى والصياد فاصطيادُ الفكرة وتحويلها الى لوحةٍ مرسومة بالكلمات التي تجاوزت مدى الروعة والتألق .
وقعها كاظم مرشد السلوم ثم وقف متأملاً وانصرف يحتسي بقايا فنجان قهوته وهو يستمع لترنيمة فيروز ((وهديتني وره فرجيتا لصحابي .. خبيتا بكتابي .. زرعتا عالمخدة ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا