الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إقامة الدولة الكوردية في أقليم كوردستان العراق ستؤدي الى تفتيت العراق

صباح محمد أمين

2015 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان شعوب العالم تمتلك دولا تفتخر بها وتعيش بحالة الاستقرار النفسي ، موجهة نحن البناء والتطور البشري ،الا الشعب الكوردي يصعب عليها أن يفتخر بإن له تأريخ عميقا لا يقل عن عن تاريخ وعراقة الثقافات الاخرى ويكفي أن أول تجمع بشري في التاريخ بدأت من حضارة الگوندائية السومرية وتعني الگوند gond-القرية باللغة الكوردية ، ولابد له بما يمتلكه لمثل هكذا تأريخ ان يعمل على تكوين نفسه وإعادة المعنى الحقيقي لوجوده بعد تعرض الأمة الكوردية بثقافتها وتاريخها للتشويه والابادة ، و في خضم التحول الديمقراطي يتطلع الإنسان الكوردي الى أن يتمخض عن ولادة أعظم حدث في القرن الواحد والعشرين وهو ميلاد دولة كوردية في المنطقة ، وأن يخرج من عصر تعليبه في قمقم ليتنفس نسيم الحرية والديمقراطية ، فالذي كان من قبل قرن مستحيلا أصبح اليوم أمراً لا مفر منه فالأمم الحرة حلفاء للشعوب التواقة للحرية والديمقراطية ، فإقامة الدولة الكوردية في أقليم كوردستان العراق لاتؤدي الى الصدمات أو تكون منبعا لبحر من الدماء كما يعتقد و كما صرح به البعض والذين هم السبب الرئيسي في ضياع وهدر كرامة الانسان العراقي ، لابل ستفاجئ الأنظمة والشعوب العربية بإعلانها ، فعلى الذين يشككون او يضدون إمكانية إقامة الدولة الكوردية أن يرفعوا أقلامهم ويغلقوا أفواهم ويشعروا بالخجل ويضغوا للأمر الواقع وأن يتركوا تلك الإطروحات على أن الدولة الكوردية ستواجه الفشل بسبب جغرافيتها وإنعدام منفذ بحري فيها ، أو كونها تجاور تركيا وإيران اللتان تعاديان وترفضان فكرة الدولة الكوردية ، ويدركوا بأن الواقع مُحتفٌ بتغيير السياسية العالمية ، ويتأكدوا بأنها ستكون دولة قوية سياسيا وإقتصاديا وإستراتجيا ، كما دلّٓ-;---;-- على ذلك الكثير من الخبراء والساسة والمثقفين الإستراتجيين ، وحتى رؤساء الدول ومنهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر .. وغيرهم
وبعبارة أدق نشير الى أنه سوف تكون كوردستان دولة يشار اليها بالبنان في الديمقراطية والتكنولوجيا ، للإدارتها من قِبل حكومة راشدة تختلف بسياستها عن سياسات كل دول المنطقة ، كما أن العراق العربي سيكون أكثر أمناً وإستقرارا لإنه سيجاور دولة كوردية تعزله عن أطماع الدول المجاورة في الشرق والشمال ، فضلاً عن الروابط التاريخية والإجتماعية والإقتصادية التي تربط الشعبين الكوردي والعربي التي ستعكس ايجابا على العلاقات بين الدول الحديثة المتجاورة ،اضافة الى أنه لدى الكورد أجندة وشخصيات تتصف بالدبلوماسية لمواجهة العواصف السياسية ،
كما أن إقامة الدولة الكوردية منطلقة من أقليم كوردستان العراق وخلافا لبعض التكهنات سوف لاتؤدي قطعا الى تفكيك العراق بل يتم تصحيح الخطأ التاريخي لشكلية تأسيس الدولة العراقية 1921،
فرغم الخطابات الكاذبة وتمسك البعض ومحاولة البعض التمسك بضرورة وحدة الوطنية العراقية فإن كل الأحداث التي رافقت منذ تأسيس الدولة العراقية من فشل بنيان الدولة الممتلئة بالأحداث والنكبات لحد يومنا هذا والمتصفة بالثورات والانتفاضات وحملات التهجير الجماعي والتطهير العرقي لمختلف مكونات الشعب العراقي والعداء الطائفي المتمثّلة بالوضع العراقي الراهن بإنتهاج السياسة الخاطئة ، من قتل وتهميش ، لابل وصلت لحد التهادن في الحفظ على حدود أراضيه وتسليمها لقوى الشر الدواعش ومن ثم التباكي والتضاحي من أجل إستردادها كما يحصل في نينوئ والأنبار، وسابق تينك النكبتين وحاليها الحرب الأهلية الصامتة والقاتلة ، والنكبة الكبرى عدم وجود جيش وطني يمثل العراق وإنما حشود متمسكة بعرف الأحقية بالخلافة، معدومة الحس الوطني .. كل تلك الأمور كانت دافعا وستكون الدافع القوي برسم جغرافية العراق الجديد القديم ، فلذلك أثبتت تلك الأحداث بأن عراق كونفدرالي ، مكون من دولتين أو ثلاث دول ، الأقل مساحة من العراق الكبير المتهالك ، ستكون أقوى إقتصاديا وإجتماعيا، وسيعيش المواطن بكرامته متحررا من الذل والفقر اللذان يعانيهما العراقي حاليا.
أما بالنسبة لقضية الكوردية فأصبحت اليوم قوة هامه في معدلات المنطقة وقد تحولت الى محور رئيسي لكثير من الأحداث والتطورات ,فمسيرة الكورد سواء إن تطرقنا تطلعات شعبه أو سياسة حكومة الإقليم ، ونضال المقاتل الكوردي ضد قوى الاٍرهاب الداعش أثبتت مدى حرص الشعب والقيادة الكوردية على مسايرته وتعاونه حيال النظام العالمي الجديد ، فالتعاون الأوربي والأمريكي بتسليح قوات البيشمركة إضافة الى العلاقات الاقتصادية والسياسية وسياسة الإقليم الناجحة ماهي الا دلائل على توافق بين سياسة النظام العالمي الجديد والتطلعات الكوردية ، فمن الخطأ الإعتقاد أنه بمقدور الأنظمة المهيمنة سواء تركيا او ايران او عراق أن تفكك تلك الخطة السياسة المقيمة على أساس العلاقات والتعاون مابين القيادة الكوردية والولايات المتحدة الامريكية كما كانت تفعلها في السابق كون تركيا الحلف الاساسي في الناتو ، أو اللعب بالورقة النووية من قبل ايران وتمردها مع النظام السوري على كل ماهو أمريكي ، أو السياسة الخاطئة لسياسيين العراقيين المتباكين على الوحدة واللحمة الوطنية، في حين البلاد يغرق في بحر من الدماء وتسليم أكثر من نصف مساحة الدولة لقوى الشر داعش و قبل أشهر ُهدرت أرواح وأسلحة من أجل إسترداد الثلث والمخاوف اليوم على الربع الخالي
فالسؤال الذي يطرح اليوم من كل شفاه هو ..
هل أن أمريكا تنتظر المزيد من الاختناقات العراقية ؟ وكيف تنظر الى الهوة الواسعة بين الإقليم والمركز ؟ وما مصلحة القوة العظمى من هذه الأزمة الاوسطية ؟
ما علينا الا أن نجيب بعد وضوح الوقائع بان أمريكا أدركت ان الخلافات الموجودة في الساحة السياسية مابينها من جهه ومابين ايران وتركيا من جهة اخرى هي ليست مظاهر خلاف بل تعتبر من العرف السياسي أزمة مستقبلية ، تستدعي تغيير خارطة الشرق الأوسط لتجاوزها ، فأمريكا لابد ان تضحي بأحد الطرفين ، أما بالشعوب المناهضة أوبالأنظمة البالية ، ومن الطبيعي أن تكون التضحية بالأنظمة التي أصبحت كالرجل المريض وعبئا. على العالم المتحضر مقابل إحتضان الشعوب وتنفض عنها غبار الماضي ، كما بدؤا يدركون المخاطر من إمكانات العرب البترولية التي يمكن أن تَخَلَّق في المستقبل قوة كبرى إذا ما تفاعلت مليارات الثروات البترولية مع الثروات الزراعية والمائية من جهة اخرئ وإذا ما استغلت تلك الموارد الضخمة من قبل التيارات الإسلامية المتشددة ،ومن يواليها ويؤيدها سرا والتي تملأ مساحة واسعة من الوطن العربي منهم تكاد أن تكون كالخزان البشري للجهاديين وبالتالي سيصبحون فوهات مدافع الحقد والكراهية والدمار وإطالة الاٍرهاب بشكل مخيف ضد كل من يخالفهم ،او ماهو غير إسلامي، وبعبارة اخرى تلك القوى الإسلامية المتشددة سوف لن تتعامل مع الغرب معاملة ند بالند فحسب بل تحاول قهر الغرب بكل السبل الميكافيلية ( أحداث سبتمبر ، واحداث نفق لندن ، واحداث قطار اسبانيا ، والاحداث الاخيرة لمجلة الفرنسية ، كل تلك ماثلة لعيان ) إضافة الى ذلك هناك مخاوف أوروبية وأمريكية قيد دراستهما ، هي محاولة التيارات الإسلامية أن تبدأ عصر جديد ،من الغزوات الاسلامية لبعث أمجاد عبد الرحمن الغافقي من معركة بلاط الشهداء والأندلس . وسليمان القانوني وحصاره لعاصمة النمسا ، كما هناك مخاوف من نداءات المتشددين ، كنداء حسن الترابي زعيم الجماعات الاسلامية في السودان، بأن المسلمين عما قريب سوف يرفعون آذان الصلاة فوق الفاتيكان ، وتصريح آخر للأحد زعماء المسلميين المتشددين في أوربا منبها أعوانه : إصبروا إن أوربا خلال القرن الواحد والعشرين ستصبح قارة مسلمة وسوف ينصر الله المؤمنين علئ الكافرين في عقر دارهم ، والمثال الأخير التي تثير مخاوف الغرب وأمريكا ذلك التحالف الذي كان بين الاخوان المسلميين مع الزعيم الألماني هتلر ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية
كل تلك الأمور نستطيع أن ندرك أو نتلمس من خلالها التغير في السياسة الامريكية والغرب ، تجاه منطقة الشرق الأوسط الى أن أصبحت لديهما القناعة بعدم الإعتماد على العرب والترك المتحزبين الإسلامويين كحليف إستراتيجي في الأمد القريب . ولكن لو تحدثنا عن السياسة الكوردية الخارجية سيحق القول بأنها تتفوق سياسة دول الجوار والدول العربية ، بما فيها محاربته نيابة عن العالم ضد الداعش وقوى الاٍرهاب ، وعملها على الحد من الخطاب الديني من جهة ، ومن جهة أخرى، نهجه الديمقراطي بإستقبالها لنازحين وحسن تقديم الخدمات لهم ، فضلا عن الاستثمارات الضخمة للإعمار البنية التحتية خاصة في قطاعات النفط والمعادن والسياحة ، في حين إن الأنظمة المهيمنة العربية والتركية والايرانية بدوا يفقدون وخاصة ضمن معطيات الواقع الحالي تلك الضغوطات التي كانوا يمتلكونها في السابق رغم مصالحهم الواسعة والمتعددة مع الغرب والولايات المتحدة لذلك فإن تجارب السياسة الامريكية والغربية تلك أدت الى تغيير خطابهما مع الشعب الكوردي وإسقاط الفيتو القديم المفروض على إقامة الدولة الكوردية ومن المؤكد ايضا ان سلوكهما سوف لن يكن غير منطقي بعد نجاح الإقليم في أغلبية اتجاهاتها وهذه الحالة بالذات تمنع الانطمة المهيمنة ان تقف عائقا بحل القضية الكوردية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر