الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصرية الاحتلال تلحس قرارها العنصري

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2015 / 5 / 22
الحركة العمالية والنقابية


فصل السفر في الحافلات والتضييق على العُمَّال الفلسطينيين:

عنصرية الاحتلال تلحس قرارها العنصري

منذ بادر المستوطن المتطرف أورن حزان (وهو عضو كنيست عن الليكود اليوم ولاعب فريق الكنيست) وقيادة المُستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلّة، الى الفصل العنصري بالسفر في الحافلات ما بين المستوطنين اليهود والمواطنين العرب، نجد أن حكومات نتنياهو المتعاقبة لا تتوانى عن إقرار تنفيذ قرارها هذا، أمنها تعود و"تلحسه" عندما تواجه حملة جماهيرية محلية وعالمية، وتلغيه بعد عدة ساعات من إقرار تنفيذه.
فمنذ العام 2013 والحكومة تقوم "بسحب قرارها من الدُرج" مدعيَّةً بأَنها تريد وضع القرار تحت وتيرة التنفيذ، بل "التجربة" وفي الوقت نفسه تجري حملة "تفسير وشرح" لماذا تم اتّخاذ مثل هذا القرار وما الداعي لتنفيذه.
لم يتوانَ وزير الأمن (الحرب) موشيه (بوغي) يعلون هذه المرة وعند إعادة الكرّة بتنفيذ القرار الحكومي إياه، بالتصريح وبصريح العبارة بأنَّ قضية فصل السفر ما بين اليهود المستوطنين والعرب الفلسطينيين تأتي وفقًا لتنفيذ رغبة المستوطنين وحفاظًا "على أمنهم" خوفًا من قيام عامل فلسطيني "بتفجير نفسه في الحافلة " على حد تعبير الوزير يعلون وحزان وشركاه من المستوطنين.
واضح أنَّ مثل هذه الأقوال والتعابير الصادرة عن وزير "كبير" في حكومة نتنياهو الجديدة، ما هِيَ إلا تأكيد على المسار، بل السياسة الحقيقية لهذه الحكومة، الا وهي التطرّف العُنصري والفاشية الحقيقية بل اللاسامية من قبل حكومة يتصدر المناصب العُليا فيها ممثلو المستوطنين واصحاب الفكر اليميني العنصري المُتطرف ضد كُل ما هو عربي فلسطيني، حتى لو كانت قضية سفر مشترك في الحافلات.
الحملة الهامة التي قامت بها جهات حقوقية وسلامية إسرائيلية مثل سلام الآن" التي قالت عن هذا القرار بأنّهُ "سياسة قبيحة وعنصرية" وأن قضية الاعتبارات الأمنية ما هي إلا غطاء لتنفيذ الحكومة لرغبات المستوطنين التنكيل بالفلسطينيين. وكانت منظمة "ييش دين" قد ادانت هذا القرار العنصري بقولها بأنه "خطوة مُخجِلَة وعنصرية تُدَهوِر اسرائيل الى إنحطاط أَخلاقي". ولا بُدَّ من الإشارة أيضًا للدور الذي قامت به صحيفة "هآرتس" بهذا الخصوص.
لا بُدَّ من الإشارة هُنَا الى قضية وهي أنّ الجهات الدولية بما فيها "أصدقاء" حكومة إسرائيل لم "تبلع" هذا القرار وقامت بالتوجه الى نتنياهو تطالبه بإلغاء هذا القرار الذي يحمل في طياته المفاهيم العنصرية والابرتهايد الحقيقي الذي عانى منه المواطنون السود الافارقة في وطنهم جنوب إفريقيا من قبل الأقلية الحاكمة (البيض). قرار إلغاء الفصل بعد ساعات من تنفيذه "أو تجريبه " على حد تعبير الوزير ياعلون، ما هو الا اعتراف غير مُعلَن من قِبل رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو بحقيقة كون القرار قرارًا عنصريًا ذا سمات فاشية واضحة.




*معاناة العمال الفلسطينيين*


تراجع الحكومة عن تنفيذ قرارها هذا، لا يعني انتهاء المعاناة اليومية للعُمَّال الفلسطينيين، فمن إاطَلَعَ من قريب على ما يَمُر به كل عامل فلسطيني صباح مساء على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، يعي جيّدًا بأنها رحلة عذاب يومية تؤدي الى معاناةٍ جسدية ونفسية، يقوم بتنفيذها جنود الاحتلال وحراس شركات "الأمن" بحقهم، ومنها التوجه لهم بالالفاظ المُهينة والشتائم، وفي بعض الحالات يجري "حبسهم" لساعات طويلة في "غرف من الصفيح" والسبب الاحتجاج على شتيمة أو قول ملاحظة للجندي أو لممثل شركة الحراسة - الأمن.
الحل لهذه المعاناة المستمرة منذ عدة عقود بحق العمّال الفلسطينيين خاصة والشعب الفلسطيني عامة، يكمن بأن تعترف حكومة إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني بانها الاحتلال للأراضي الفلسطينية المُحتلة، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وقلع المستوطنات والمستوطنين من هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس