الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قراءة في رائعة مهند طالب هاشم (عندما اكتبُ لك)

احسان العسكري

2015 / 5 / 22
الادب والفن



"عندما اكتبُ لكِ
يتراءى لي الشعر
كنبوءةِ عرافة ٍ
فأجدني
أقرأكِ كفنجانِ قهوة "
*وأنصرفُ حيث لا ظلك ولا سواك هناك بعيداً عن مجالات الرؤيا وخلف كواليس الحقيقة .. هكذا هيه انعطافة مهند طالب هاشم تشبههُ كثيراً فهو الرافض حتى لأن يقال له انت شاعر كبير وان تراءى له الشعر وصار عرافاً عظيماً بشيء من الايمان القديم , انه يتنبا بعصر الغياب كتأملات الواقف على ساحل الذكرى يحتسي مخليته بقليل من التهكم وينصرف والسبب هو :
.
" عندما يبدأ الشعر ُ
أخرق العادات ِ
اخالف القانونَ
انتهك الاعراف َ
أنصت كثيراً في نفسي
الى عذابِ الجنة .
*عذاب الجنة ..! نعم ان المعنى الحقيقي للشعور بالسعادة عند الشاعر هو الشعور بالحزن الجميل , مهند الحزين دائماً وهو يحاكي وطناً متألماً بكناية الحبيبة ربما كان انتماؤه للأرض محض تحررٍ من ماضٍ ليس بقريب او قرب من مستقبلٍ تأبطه بجنون العزلة وعقلانية المجتمع فكان النقيض لوجعه اشتهاؤه لجهنم بلامغالاة وجحيم بلا نفاق منتهكاً بلك كل تقاليد المحن وارهاصات العادات وغياب الحقيقة في ما يبدو للناظر حقاً وهو الغرق حد التشفي بالباطل حين تجدُ القوانين نفسها منقادةً بحبلٍ من قماش ابيض صنعَ بأنامل سواداء , وهنا تبدأ رحلة الشاعر عبر زمن الغرق .
" ملهمتي
غني و ارقصي في مخيلتي
فأنا من ذلك
أصنعُ حروفي
كي أكتبَ شعري"
*لا يمكن ان تتخلى او تتنصل عن كيان الشاعر ايها الكاتب الشاعر بما حوله والشاعر الذي يكتب ترانيم الوله كانك عاشق يلثم مجمرة الفراق بشفتي شبع كاني به يراقص نسيمات الحنين بخيال الراسم ويرسم انحناءات الخصر بزعفران الروحاني وقلم الساحر حيث يكاد البخور يغرق قرص الشمس التي تشرق بشراهة على ذلك الساحل .
يقال ان المحلية في الشعر تمنحُ الشاعر مكانةً خاصة في نفس المتلقي في الطرف الآخر الا ان شاعرنا هنا منحنا مكانة خيلائية تخالط الواقع عبر هذه الرقصات الجميلة المنتظمة التي ادتها بتصرف معشوقته الغائبة ربما او الحاضرة بشدة في مخليته الشاعرة لأنه يراها ملهمته فحين يقول لها : "
القصيدةُ التي لا تبدأ بكِ
ليس لي.
"
"سأضرب المعنى
ببعضِ جنوني
فدهشةُ النصِّ
أيقاعه دلالةٌ
من أنثيالِ شغفي "
*مهند الشغوف لايقدر ان يتجنب الوقوع في فخ الجمال تأخذه الدهشة الى فضاءه عبر ايقاعات الحنين نحو مجهولٍ يراه بعين الحقيقة منكراً احقية السراب فيه وهذا هو جنون الشعر عند مهند (الكاتب) الذي يضرب المعاني ببعضها فتتلاطم كموجٍ هائج لتستقر وقد اخرج مكنون الللآليء تحت قدميه برضا تام مطلق .
" أنت المفردةُ الأكثرُ أثارة
تتغنجُ بكل أدوات شعري
تجعلني مجرد هامشٍ
أنفعالي جذوة جسدك ِ
بياضُه ..
اللون الزهري القليل
وحواسٌ ثائرة "
* ان ثورة الحواس عند الشاعر المبدع مهند طالب هاشم تذكرني بالثائر المتحمس جداً ميثم العتابي ويضعني ومن يعرفهما امام رهبةٍ من شباب يوشك ان يرحل بلا هدوء فصخب العيش عند الشاعر يجعل من مفردات عشقة مدعاة للأثارة وجنود للثورة يرتدون اللون الزهري ببياض قلوبهم التواقة للحرية فالاخير دائماً ينعى نفسه وشاعرنا هنا ينعى القاء الذي وضع نفسه فيه على الهامش ..! ترى؟ هل هذا هو الحياء ايها الشاعر ؟ ام انها عفة العاشق بنقاء ؟ انت لاتمت للقلوب السوداء بصلة فلم تتجنب الذوبان بالبياض ؟ ام انك ذبتَ ولا تريد ان يعرف الكون الذي اغرقته اعلاناً عن ثورة الحب المتجذرة فيك والمنطلقة من حنينك والتي سرعان ما ستحقق اهدافها .
" حروفي نهر مشاعري
مشاعري اسماكٌ كثيرة
تخشى البحر ؟
فأنتِ حوتٌ جائع
ضحكتك ضوء ٌ أخر ٌ
يبحث عنه توماس اِديسون
نسير في كل وادٍ هائمين
نحن غاوون
منذ 1400 سنة "
* كبيرة هذه المسافة بين ذكرى حلمك وبينك ..! فكيف تمكنت من جرها عبر هذا الزمن واجلستها امامك وغدوت تتغزل بها غزل الصياد بعيني ضبية منع جمالها سهامه ان تنطلق ؟ كنك وانت تمارس الغواية جهراً تنازع الوله سراً لولا ان اضاءة اديسون الباحث دائماً عن احقيته في اثبات ان الضوء جاء من سريان تيار لامرئي في اوردته .
نهر المشاعر الذي يستقي منه الشاعر مهند طالب هاشم ارتواءه تنهش صفاءه اسماك التفكير فهي تعشق البحر ولكنها تخاف الغوص فيه لأن حلاوة روحه اكبر من ان يجردها ملح البحر من صفتها الازلية فـ 1400 خطوة ليست بالشيء الهين على مجمتعٍ لما يزل الآن يمارس عبر ذكراها جنون العشق وعشق الخيال ويصدق حديث رواة لم تبق الدنيا من اكثريتهم حتى ملامح من تراب وكأن الحوت الرمادي اضحى مقبرةً لحرية السمك حتى تراه يتفرق في الوديان النهرية هائماً على وجهه ولم يخطر بباله قط ان صياداً بحجم مهند طالب هاشم يجلس هاهنا يراقبهه عن كثب لكن منعه من الصيد عدم التكافوء في اماكن القلوب عنده وعند اسماك الحيرة , وليس هذا بالامر الغريب لانه عاد ليقول :
عندما اكتب لك
لا بداية ولا نهاية
انا فقط أجدني فيك
لا تسألي كيف "
"الغيابُ الذي انهك الغربة َ
جعلك وحيدةً
يحمل الصباح متأخراً
دون تنهيدة ٍ
دون خيطِ شعاعٍ
كليلة فائتة
قادمة سهواً
*مالنا والسهو بد فنحن العابرون بلا زمن والخالدون بلا كناية والمتصلون ببقيانا كاتصل المشيمة بالجنين لا ننفصل الا حين ولادة وان كانت عسيرة لأن الغياب هنا انهك كل الطرق النسيسمية التي تؤدي الى ابواب سور الغربة اما الوحدة فهي تحصيل حاصل في زمن عاش فيه الندى اقسى ايامه حتى كاد يفتقد الصباحات الحاملة للأمل , تنهيدة العاشق عند مهند تشبه كثيراً ترنيمة الام السومرية التي تنعى وحيدها الذي اختلطت دماؤه بماء الفرات فتكونت قوس قزح بعد عاصة رميلةٍ جلبت السيل فما ابقت غير ذكرى الليل وكيان الشاعر .
وليس آخراً اقول : مهند طالب هاشم انت شاعر كبير تتخطى حدود الخيال حتى انك لاشتعر بهذا احيانا الا اني اعرف وادرك تماماً اين تقف طوبى لمن كان قريباً منك يشاركك الوجع الجميل ايها الرافض للجنة بواسطة والتواق للجحيم الحب بأحقية نبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في