الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتورة نورا أريسيان

عطا درغام

2015 / 5 / 23
مقابلات و حوارات


تمثل الدكتورة نورا أريسيان حالة فريدة في في الدراسات العربية والأرمنية؛ إذ تُعتبر جسرا للتواصل بين الثقافتين العربية والأرمنية . والدكتورة أريسيان باحثة ومترجمة للغات الأرمنية والإنكليزية والفرنسية.
ولدت الدكتورة نورا أريسيان في دمشق عام 1967 لأبوين أرمنيين، وأنهت مراحل دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في ثانوية (النور) الخاصة للأرمن الكاثوليك في حي باب توما، ثم انتسبت إلى قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة دمشق، وعملت وهي ما تزال طالبة بتدريس اللغة الفرنسية في معهد اللاييك (الحرية) مدة ثلاث سنوات، إلى أن تخرجت عام 1991.
حصلت على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من قسم الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الوطنية بأرمينيا عام ،2001 وكان موضوع أطروحتها (الأرمن في سورية من خلال المصادر السورية)، وعملت بين عامي 1993 و2006 في سفارة أرمينيا بدمشق مترجمة ومديرة لمكتب (السفير) ومترجمة حتي عام 2006، . ومازالت تقوم بأعمال الترجمة للوفود الرسمية ،ومحاضرة في الوقت نفسه في أقسام التاريخ والآثار والجغرافية بجامعة دمشق حتى عام 2008 ثم مديرة لمدرسة (النظام) الأرمنية الخاصة بدمشق حتى عام ،2009 ومسؤولة شعبة اللغة الأرمنية في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق منذ 2014 ،وهي مازالت مترجمة معتمدة في المحافل الرسمية. ثم تفرغت بعد ذلك للكتابة وللترجمة.
نشرت العديد من المقالات والأبحاث في الصحف الأرمينية والعربية : النهار والثورة والأسبوع الأدبي، ومجلتا الآداب الأجنبية والآداب العالمية في لبنان وسورية، وإسهامها في الكتابة لصالح الموسوعة العربية الكبرى عن نخبة من أعلام الأدب الأرمني.
كما شاركت في عدد من الندوات والمؤتمرات المتعلقة بقضايا تاريخية أرمينية في لبنان والأردن ومصر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وأرمينيا. وانتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب عام 2007 لتكون أول عضو نسائي أرمني في الاتحاد وهي عضو جمعية الترجمة.
ولخدماتها في نقل الثقافة الأرمنية الى العربية حصلت عام 2006 على وسام (فاهان تيكيان)، وكذلك حصلت عام 2011 على وسام (ويليام سارويان) من وزارة المهجر الأرمينية، ولإسهاماتها في مجال الإبادة الأرمنية حصلت في عام 2012على وسام (موفسيس خوريناتسي) من رئيس جمهورية أرمينيا.
استطاعت الدكتورة نورا أريسيان ان تنقل للقاريء العربي عراقة أرمينيا وحضارتها وتاريخ كرباخ، ولقد أغنت الموسوعة السورية العربية بمقالات عديدة عن أعلام الأدب الأرميني من شعراء وكتاب وروائيين، ومنهم الروائي والكاتب هاغوبارونيان والشاعر هو فانيس شيراز والشاعر بارويير سفاك، كما قامت بتغطية كافة الأجناس الأدبية للموسوعة الأدبية في سورية .
اهتمت بدرارسة الشخصيات الأرمنية وأثرها في الرواية العربية والسورية ومن هؤلاء الروائيين الذين ظهرت القضية الأرمنية في كتاباتهم حنا مينه وعبد السلام العجيلي وعبد الرحمن منيف. فكانت الشخصية الأرمنية واضحة في كتاباتهم بما تمتلكه من عراقة وحضارة ونقاء
أريسيان والإبادة الأرمنية
وعن تجربتها مع التوثيق للإبادة الأرمنية تقول الدكتورة أريسيان لجريدة الأزمنة : إن أكثر ما استفدت منه في إناء ثقافتي هو أنني وجدت في المصادر السورية عن الإبادة الأرمنية ما يكفي لإقناع العالم بما فعلته الأيدي الآثمة من قتل وتنكيل بالأرمن أيام الحكم العثماني، فبدأت من الصحافة السورية التي صدرت بنهاية القرن التاسع عشر، وقضيت سنوات بمكتبة الأسد، فهي صرح يزخر بمواد غير مدونة حتى الآن عن قضية الإبادة الأرمنية وهي كنز مما يجعل سورية تحوي أهم أرشيف عن تلك الإبادة الغاشمة، لأن الأراضي السورية كانت شاهدة على ما فعله القادة العثمانيون آنذاك من مذابح حاولت أن تطول كل الشعب الأرمني وإن رجال الصحافة السورية سجلوا بشرف تلك المشاهد المؤلمة وهذا ما استطعت أن أرصده منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى بدايات القرن العشرين.
فلم تقتصر الصحف السورية آنذاك على نشر ما كان يدور على أراضيها أيام الاحتلال العثماني داخلها فقط بل رصدت الصحف السورية التي تصدر في المهجر كل ما جرى كالتي صدرت في فرنسا والبرازيل وغيرهما.
وقد كتبت الدكتورة نورا أريسيان مئات المقالات عن الإبادة الأرمنية التي وصفت قوافل الأرمن الذين وصلوا إلى سورية وتابعهم العثمانيون ونكلوا بهم وقتلوا كثيراً منهم، حيث اعتبرت أنه لا يوجد أنزه من الصحافة السورية في العالم العربي كان مصدراً لها ومعيناً
أعمال الدكتورة نورا أريسيان
1- غوائل الأرمن في الفكر السوري، دار الفرات، بيروت، 2002.
2- أصداء الإبادة الأرمنية في الصحافة السورية 1877-1930، دار الذاكرة، بيروت، 2005.
3- دير الزور، مدينة الشهداء، حلب، 2011 (باللغة الأرمنية).
4- النواب الأرمن في المجالس النيابية السورية 1928-2011، دمشق، 2011.
5- 100 عام على الإبادة الأرمنية 100 شهادة عربية، بيروت، 2015.
ترجماتها إلى اللغة العربية
1- ضريبة اللباقة، هاكوب بارونيان، دمشق، 2004.( عن الأرمنية)
2- شهادات ناجين، دار هاماسكائين، بيروت، 2005.( عن الأرمنية)
3- الإبادة الأرمنية اعتراف العالم علناً، هاروت صاصونيان، دار نشر هاماسكائين، بيروت، 2005.( عن الإنجليزية)
4- لمواجهة سياسة أذربيجان العدوانية تجاه الأرمن، دار هاماسكائين، بيروت، 2006.( عن الأرمنية)
5- كاراباخ الجبلية – وجهة نظر قانونية، شاهين أفاكيان، دار هاماسكائين، بيروت، 2006.( عن الأرمنية )
6- جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الأرمن، ألفريد دوزاياس، دار هاماسكائين، بيروت، 2006.( عن الإنجليزية )
7- شهادة مدى الحياة، كيفورك أبيليان، منشورات دار سافا، مطبعة فاهي سيتيان، هاماسكائين، بيروت، 2006.( عن الأرمنية )
8- البروتوكولات بين أرمينيا وتركيا:حقيقة أم خدعة؟، هاروت صاصونيان، دار نشر هاماسكائين، بيروت، 2011.
9- يوميات كاراباخ، أخضر وأسود، طاطول هاكوبيان، بيروت، 2012.
.......................................................................................................
ما رأيك في رفع القضايا علي المستوي الشعبي لإجبار الحكومات علي الاعتراف بالإبادة الارمنية ولدينا نموذج الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، التى أقامت دعوى قضائية للاعتراف بـ«المذبحة.؟
أعتقد أن هذا هو المسار الصحيح، فالقرارات الحكومية ينبغي أن تكون مبنية على أسس شعبية، كما في حال الاعتراف بالابادة الأرمنية. فقضية الإبادة انتشرت على مستوى الرأي العام المصري لذلك من الضروري العمل على نشر الوعي في الاعلام، وتعزيز الرأي العام بالقضايا المماثلة.
.............................................................................................
هل تعزية أردوجان بداية تنازل تركي قد يمهد لخطوة الاعتذار التي يطلبها الشعب الارمني...؟
وهل جاءت تعازي أردوغان في الغالب لتجميل صورة حكومته بعدما تلطخت بدماء ارمن مدينة كسب السورية التي اجتاحتها مجموعات متطرفة قبل اسابيع بدعم ومساندة الجيش التركي..؟
وهل هناك تناقض بيت عزاء أردوجان ورفض الاعتراف بأن ما حدث بحق الأرمن إبادة....؟
برأي، القادة في تركيا يتخبطون في مسألة الإبادة، انها خطوات تبين مدى اصرارهم على انكار الإبادة الأرمني، ويعملون على ذر الرماد في العيون. والرسائل الموجهة من السلطات التركية ان كان على شكل رسائل تعزية أوغيرها، تأتي في إطار تقديم صورة مغايرة لحقيقة تركيا أمام الرأي العام العربي والعالمي، على أنها دولة حضارية وإنسانية.
......................................
لماذا لا تعترف البلاد العربية بالإبادة الأرمنية حتي الآن....؟
علي الرغم من الموقف العربي ومساعدة الأرمن أثناء تعرضهم للإبادة ..إلا أننا لم نجد اعترافا منهم حتي الآن..لماذا.................؟
في الحقيقة، الموقف العربي الشعبي من الإبادة الأرمنية يتناقض مع الموقف الرسمي والقانوني للدول العربية، فعلى الرغم مما ينشره الاعلام العربي والدراسات الاكاديمية من مواقف إيجابية إلا أننها لا نجد مواقف مماثلة في البرلمانات العربية. وأظن أن المصالح السياسية والاقتصادية تلعب دورها في هذا المجال، رغم أن الأقنعة سقطت عن تركيا، ولكننا ما زلنا نشهد تردداً في تبني قرارات بالاعتراف الرسمي بالابادة الأرمنية.
...............................................
ما المصطلح الأدق للحالة الأرمنية....إبادة أم مذبحة ...........ولماذا..؟
طبعا مصطلح إبادة هو الأدق... وما جرى للأرمن من وجهة نظري هو مذابح متوالية أدت الى وقوع الإبادة على مدى سنوات. والأصح أن يتم استخدام مصطلح إبادة قانونياً، وفق معاهدة منع جريمة الابادة لعام 1948.
..................................................
هل طرح مصطلح ( الإبادة) في الصحافة السورية خلال الفترة من 1916-1918 كما ورد في صحف مثل ( القلم الجديد – المستقبل- الأفكار) يعد اعترافا ضمنيا بالإبادة الأرمنية.؟
وفق دراسة قمت بها قبل سنوات، تعمقت فيها بالصحافة السورية بين عامي 1877 و1930، وجدت أن الصحافة السورية حقيقة كانت تستخدم مصطلحات مثل مجازر ومذابح واستصال جنسي لوصف الأحداث التي جرت بحق الأرمن على يد الاتحاديين والأتراك بالمجمل. ورغم ما كانت تواجه الصحافة السورية فإن رجال الصحافة السوريين، وخاصة في المهجر، كانوا يصرون على توضيح الحقيقة، وبعد عام 1916 استخدموا مصطلح الإبادة لتوصيف كل مجريات الأحداث التي جرت بحق الأرمن.
..........................
لماذا استقر معظم الناجين من المذابح والإبادة في سوريا علي الأخص دون البلاد العربية الأخري....؟ ولمذاذا يثير اسم دير الزور ذكريات أليمة في الوجدان الأرمني في جميع أنحاء العالم
لسبب بسيط هو أن قوافل الأرمن كان يتم تهجيرها قسرياً من الأراضي الأرمنية باتجاه الصحراء السورية وفق المخطط التركي، ولاعتقادهم بأن العرب سيستكملون عملهم وسيقضون على الأرمن..لكن الذي حصل هو العكس تماماً فالعرب استقبلوا الأرمن وفتحوا بيتوهم وقراهم كملجأ للأرمن المهجرين. وكانت القرى والمدن السورية ضمن هذاالطريق الذي سلكته القوافل، ومنها الرقة ودير الزور وحلب وغيرها. فباتت تلك المدن محطات للمهجرين ومحطات للمجازر.وبعد فترة قصيرة خرجوا منها الى بلاد العالم.....ودير الزور لها خصوصية كبيرة، حيث باتت مدينة الشهداء الأرمن، لأنها احتوت على مغارات بين الصخور تم حرق الأرمن فيها..ولذلك قرر الأرمن تشييد كنيسة وتسميتها بكنيسة الشهداء الأرمن. وصار الأرمن ينظمون رحلات حج الى دير الزور كل عام احياء لذكرى الشهداء.
....................
هل تعتقدون أنكم بذلتم جهوداً كافية ليتعرف العالم العربي إلى ما تعرض له الشعب الأرمني عام 1915، خلال الحرب العالمية الأولى، وتشردكم في جميع أنحاء العالم؟
أنا شخصياً أجد أن العمل الأهم ينبغي أن يصاغ ضمن إطار الأرشفة، لذلك، ومع وجود تعتيم تركي وتزييف للحقائق، أعتبر أن الجهد يبنغي أن توجه باتجاه جمع الأرشيف و الحفاظ عليه، وثم دراسته ونشره للعلن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا