الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني والاهلي (2-2)

فانينج وليم

2015 / 5 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نواصل في سطر هذه السطور لنكمل الحقلة الاولى من هذا المقال في تناول الوظائف التي يقوم بها المجتمع المدني كمؤسسىة أنشاءتها أهل المدن وليس اهل الريف،توقفنا في الحلقة السابقة في وظيفة تجميع المصالح.
- وظيفة حسم وحل الصراعات : حيث يتم من خلال مؤسسات المجتمع المدني حل معظم النزاعات الداخلية بين اعضاءها بوسائل ودية دون اللجوء إلى الدولة واجهزتها البيروقراطية، وبذلك فان معظم مؤسسات المجتمع المدني تجنب اعضاءها المشقة وتوفر عليهم الجهود والوقت وتسهم بذلك في توفير وتقوية اسس التضامن الجماعي فيما بينهم.
- إشاعة ثقافة مدنية ديمقراطية: من اهم الوظائف التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني إشاعة ثقافة مدنية ترسي في المجتمع احترام قيم النزوع للعمل الطوعي والعمل الجماعي، وقبول الاختلاف والتنوع بين الذات والاخر، وادارة الخلاف بوسائل سلمية على ضوء قيم الاحترام والتسامح والتعاون، مع الالتزام بالمحاسبة العامة والشفافية، ومايترتب على كل هذا من تاكيد المبادرة الذاتية وثقافة بناء المؤسسات وهذه القيم في مجملها قيم الديمقراطية.
إشكالية الجبر والاختيار بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي:
الديمقراطية كمقولة حرية وحقوق الانسان، تستلزم وجود مجتمع مدني حقيقي وليس مجتمع اهلي قائم على انتماءات اولية (اسرة، الدين،القبيلة، الدم ). وجود المجتمع المدني كأحد محددات الديمقراطية وشروطها، المجتمع المدني كما مذكور في الحلقة الاولى إنها كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال عن سُلطة الدولة لتحقيق أغراض متعددة، منها أغراض سياسية كالمشاركة في صنع القرار، ومنها أغراض ثقافية كتثقيف او تنويرالمجتمع،و منها أغراض اجتماعية.
الاختيار والطوعية في الانتماء او الانسحاب من أهم عناصر المجتمع المدني، وركيزة اساسية تفضي إلى الانفتاح وليس الانغلاق كما المجتمع الاهلي.
المجتمع الاهلي وهو قائم على الجبر وليس الاختيار، موقف المجتمع يمثل موقف الفرد ولا خيار لفرد غير تقبل ذلك الموقف وإلاان يكون خارج المجتمع، وذلك لانه يتعامل مع العلاقات الاولية والانتماءات الاجتماعية، تنظر الى الفرد بإعتباره عضوا في جماعة دينية او اثنية، وتلك هي قوالب الجبرية للفرد.
المجتمع المدني في جنوب السودان كما ذكرت في الحلقة الاولى لا يرتقي لمستوى المجتمع المدني في نفس الوقت لا نستطيع تسميته مجتمع اهلي لان فيه فرص الانسحاب من المؤسسة عكس المجتمع الاهلي، لكن ممكن ان نقول اقرب لمجتمع اهلي في تصرفاته ومواقفه ، لان المجتمع المدني ينحاز لقضايا العامة وليس قضايا متعلقة بالانتماءات الاولية، وهنا نجد مجتمعنا المدني يحمل في داخله بعض تصرفات المجتمع الأهلي.
لم نسمع يوماً بان احدى مؤسسات المجتمع المدني تقدمت بمذكرة لاعضاء البرلمان لوقف الحرب والاقتتال بل سمعنا وشهدنا مجتمع مدني تقدم بمذكرة في ظل الحرب الطاحنة تطالب بنقل العاصمة الى واو، كذلك لم نسمع مجتمع مدني ثبت موقف واضح تجاه الممارسات غير الأخلاقية (قتل، اعتقالات، تضييق الحريات ،.............الخ).
اذاً هنا يطرح السؤال نفسه هل المؤسسات الموجودة تمثل مجتمع مدني حقيقي أم مؤسسات اهلية او شبه اهلية ؟ وفقا للسرد السابق اقول انها مؤسسات شبه اهلية ، وهذا يقودنا الى تفكير بعمق لتاسيس مجتمع مدني حقيقي يسهم في تحويل المجتمع الجنوبي الى مجتمع مدني بمعنى الكلمة بعيداً عن الانتماءات الاولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع