الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلس بجنبي كيس زبالة عفن

محمد الحداد

2015 / 5 / 26
كتابات ساخرة


بين حين وآخر أترك سيارتي.
وأستقل القطار.
في طريق ذهابي للعمل.
وعودتي بعد ثمان ساعات لبيتي.
حيث أني أسكن بضواحي مدينتي.
طلبا للهدوء.
والهواء اللطيف النقي.
وبعيدا عن تلوث المدينة.
البيئي والصوتي والضوئي.
ولكني مجبر بزيارة مركز مدينتي.
يوميا لتواجد مقرعملي.
وبأحيان كثيرة أتفادى استعمال سيارتي.
بتنقلي هذا اليومي.
لأسباب كثيرة.
محاولة مني لتقليل التلوث في صدري.
والتخلص من التشنج وعبء الصبر.
ولسرعة القطار بوصولي.
...................................
في يومي هذا أخذت مقعدي.
قرب النافذة.
وبجنبي أُخريين فارغين.
وبعد محطتين.
أحسست بشخص جلس بقربي.
لكنه ترك المقعد الذي بجنبي.
وإحتل الأخير والبعيد عني.
وهذا أمر طبيعي.
عندما لا تكون كثرة.
........................
ما جعلني أحس بالشخص جنبي.
ليس حركته او صوته.
بل هي رائحته.
فقد كانت إمرأة منقبة.
تلبس السواد من رأسها.
لأخمص قدميها.
حتى أنها تلبس قفازات سوداء.
تغطي كامل يديها.
ولا يرى من وجهها.
سوى ثقبين.
أمامهما عدستين.
يشيران لوجود عينين.
......................................................
كل هذا لا يهمني.
فهي حرة بملبسها.
حتى وإن توجسنا خيفة منها.
وهي حرة بما ترتدي.
ما دامت لا تؤذي غيرها.
...........................................
ولكنها آذتني.
نعم آذتني برائحتها النتنة.
فقد كانت قوية جدا.
تزكم الأنفاس منها.
أعتقدت أنها لم تستحم لأيام.
أو أنها إستحمت.
ولكن لم تنظف جيدا.
............................................
ما زاد الأمر تعاسة.
صعود ركاب كثر.
حتى أن سيدة أخرى.
طلبت منها أن تعطيها المجال لتجلس.
فما كان منها.
إلا أن تنتقل للكرسي الوسط.
والذي هو ملاصق بجانبي.
فجاءتني هبة ريح عفنة.
كأنها إعصار مدوي.
وشعرت بإشمئزاز ورغبة بالتقيء.
فأدرت بوجهي ناحية النافذة.
ولكنها مغلقة.
لا تفتح أبدا.
كوننا نعيش ببلد.
أكثر أيامه باردة.
فأخرجت منديلا ورقيا.
ووضعته على فمي وأنفي.
وبدأت استنشق من خلاله.
عله يخفف من وطأة الرائحة.
ولكن تأثيره كان قليلا.
ولم يأت بشيء ذو فائدة.
فأستأذنت منها ومن جارتها.
كي أخرج لفسحة أكبر.
فخرجت من مقعدي.
وذهبت قرب باب القطار.
علَي آخذ رشفة هواء باردة.
فكنت أحيا كلما فتحت الباب.
وأحتضر بعد كل إغلاق.
.............................
لا أدري لم هكذا هذه المرأة.
ولكن ليست هي الوحيدة بمشكلتها.
فكثير من المنقبات رائحتهن عفنة.
هن يهتمن بالطهارة حسب الشريعة.
ولكن النظافة ليس لها مكان عندهن.
ومن يشكك هنا بكلامي.
فليجلس بقرب منقبة.
في حافلة أو قطار أو عربة.
وليتهنى برائحتهن الزنخة.
أترككم بعافية.

محمد الحداد
26 نيسان 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحمد
حمورابي سعيد ( 2015 / 5 / 26 - 18:13 )
اخي محمد ... الحمد لله على السلامة .


2 - ولك أيضا
محمد الحداد ( 2015 / 5 / 26 - 19:52 )
شكرا أخي حمورابي الملك العظيم
لك السلامة أيضا
تحياتي

اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/