الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقه .... شخصيه

ابراهيم جادالكريم

2015 / 6 / 2
المساعدة و المقترحات


أنجح العلاقات بين المخلوقات ... هى العلاقه الشخصيه وهذا يعتبر بديهيات من ناحية معرفة الناس لهذا الموضوع وهو واضح فى كل تعامل للأنسان حتى مع الحيوانات الأليفه وطيور الزينه حتى ومع الحيوانات الغير أليفه والمتوحشه ... لبعض الناس ممن يقتنى حيه ضخمه فى بيته أو تمساحا ويتعامل معه شخصيا ويطعمه ويخرج به للتهوية أو التمشيه ، وكان رحمه الله عمنا محمد الحلو – مدرب الأسود المعروف – يربى الأسد فى بيته !! ويتناوب أولاده أخراج الأسد يوميا للتمشيه أو لقضاء الحاجه خارج المنزل وكان أولاد محمد الحلو ينامون فى حضن الأسد وكانوا حتى يضربونه !! ولكن كانت نظرة عين محمد الحلو كافيه لجعل الأسد يتراجع ويختفى من أمام عينيه وهو ما يؤكد أن علاقة محمد الحلو كانت علاقه شخصيه وكان الأسد يفهم نظرة عين ... محمد الحلو ... بدون أن ينطق الرجل أو يشير بيده حتى !! وهناك علاقات كثيرة بين الناس والحيوانات وحتى علاقات بين الناس ... وماكينات !! وحتى السيارات !! وكأن العلاقه بين الرجل والماكينه أو سيارته الخاصه علاقه ممكن أن تحدث وشراء صاحب السياره لملصق أو صوره ليضعها على السياره هو نوع من العلاقه ... ونسمع أحدهم يقول العربيه اليوم مش هى وزى ما يكون فيها صوت غريب ... غير صوتها كل يوم !! وهو هنا يعترف بأنه يشعر بالسياره ويغدق عليها من اكسسوارات وكأنه يتعامل مع أنثى ناعمه ويتجاوب معها ... عقليا ... أو حسيا وبمجرد أن يضع مفتاح الأداره يحس بالموتور ويتسمع دقاته ويميز أذا كانت تحتاج لشىء فورا من عدمه .
وفى كتب الروحانيات نجد الكثير من أشكال الترابط بين الأنسان ومكان معين يستريح فيه أو حتى صحراء قاحله !! ولكن هذا الأنسان يستريح فيها ويشعر بالضياع أذا بعد عنها ... ونجد فى كتب الأمام الغزالى أشارات واضحه لأشكال العلاقات بين المريدين وبين الصحارى أو الجبال التى يتوحدون للعيش فيها ، وتلك وحدها أعلى صورة للعلاقه وأسمى صورة حين يترك الأنسان الدنيا ويتجه الى الصحراء أو الجبال لكى يعبد الله ... وحده فى مناطق ليس بها زرع أو ماء والأمام أبو الحسن الشاذلى حين أراد أن يتعبد فهو قد ضحى بكل شىء لكى يكون مع (حبيبه) الخالق سبحانه ... وليس أعظم من أن يضحى الأنسان بنفسه من أجل حبيبه ، وكل قصص الدنيا تدور فى هذا الأطار ... الحب الذى يؤكده الحبيب فى كل تصرف من تصرفاته من تضحيات لأجل رضاء الحبيب سواء كانت تضحيه ماليه أو تكريس كل وقته لأجل البقاء قريبا من حبيبه ، ومن هنا ظهرت كل قصص النجاح والعبقريات فى التاريخ والى الآن ولا يمكن الدخول لمنطقة النجاح ألا بالتكريس الكامل والحب ، وبنفس الطريقه ينجح ألأنسان فى عملة بطريقة الحب وينجح فى بيته بطريقة الحب وتكريس كل الأهتمام سواء فى العلم أو العمل أو فى بيته ، بل أن دراسة لغه جديده لاتنفع بدون تكريس وحب لتلك اللغه أولا والنجاح والعبفريه فى مجال علمى لا تتم ألا بطريقة الحب وتكريس كل شىء من أجل الوصول للعبقريه والنبوغ على المستوى العالمى .
ومشكلة العرب الآن هى التظاهر وبكل أشكال المظهرية التى يعتقد فيها مجموعه من الناس ويعتقدون أنهم قادرين على فرضها على كل الناس ... بالقوة والسلاح والمدفع وهم يعتقدون أن فكرهم ... هم وحدهم هو الأصوب وهى قضية لا يمكن حلها بالسلاح والقتل لأن الصراع فى المنطقه العربيه كلها هو صراع على أفكار !!! والفكر لا يتغير عنوة أو بالسلاح والأمام أبو الحسن الشاذلى توجه ليتوحد وحده فى مكان ليس به ماء ليشربه لأنه وعى الدرس جيدا وفهم أن الحب والتكريس بكل ما عنده والبعد عن الدنيا وما فيها وبكل ما فى هذا من تضحيه يقربه أكثر من .... الله ولذلك نجح وأراد الله أظهار كفاحه على الدنيا كلها ليظهر أن الحب والأخلاص والتكريس بكل ما فى النفس لأجل الوصول ... لله ولكى يجعل الدنيا كلها تعى أن العلاقه الشخصيه بما فيها من حب و تضحيه هى طريق الوصول وليس طريق المظهرية والصوت العالى ... ولا المدفع ولا الميكروفون !! وخاصة أن الفكرة العربيه عن أن الغلبه لا تكون الا بالصوت العالى والصراخ وهذا فى الحقيقه هو غوغائيه وتلوث سمعى تجهد حتى القائمين بها !! وتضر بكل الناس الضحايا المتواجدين فى وسط هذه الجلبه والضوضاء وتعود على كل المجتعات العربيه بالتشتت والأجهاد النفسى والفكرى والمالى .... والضياع الذى جعل العرب عارا على الدنيا وتقدمها التكنولوجى والذى كان له من كرس نفسه فى علم أو لغة أو مجال صناعه أو تجارة ... ووصل الى العالميه ومخترعات يتصارع العرب عليها من أجل أن يكونوا أول – الحائزين – لكل أختراع جديد وكأن العرب لم يكن فيهم واحد أحب وأخلص وكرس نفسه فى كل علوم الدنيا حتى يحقق أنتصارا واحدا على المستوى العالمى ، وحتى أنجح العلاقات وأهمها هى علاقة العبد بربه ... وحتى هذه تحتاج للحب والتكريس حتى يصل الأنسان ... الى الله .... وكلما كانت العلاقة شخصيه كلما كان نجاحها أضمن وأقرب حتى العلاقه مع الخالق سبحانه ..... علاقه شخصيه وكلما كانت فى الكتمان كلما كان نجاحها أكيدا وليس بالصوت العالى ولا المدفع أنما بالعلاقه الشخصيه بما فيها من خصوصيه ووحده وتكريس هى ... طريق ... ضمان النجاح ... العلاقه الشخصيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح