الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايكل لايزال نشيطا

مزوار محمد سعيد

2015 / 6 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



"... إنما الزواج في أيامنا تجارة مضحكة مبكية، يتولى أمورها الفتيان وآباء الصبايا، الفتيان يربحون في أكثر المواطن، والآباء يخسرون دائما، أمّا الصبايا المتنقلات كالسلع من منزل إلى آخر فتزول بهجتهنّ، وكالأمتعة العتيقة يصير نصيبهنّ زوايا المنازل حيث الظلمة والفناء البطيء..." لقد جاء هذا التصريح على لسان جبران خليل جبران في نصه: الأجنحة المتكسرة، الصادر عن دار تلانتيقيت ببجاية، وبالضبط في الصفحة رقم: 56. حيث يؤدي نبيّ نيويورك الشرقيّ رقصة عفوية مع العلاقات العربية المتديّنة في المشروع الحيوي للحياة.

عندما يختصر الفرد البشري كل حياته في نشاط مايكل فعلينا أن نتوقف ونعيد التأمّل من جديد، كيف للموقع الأزرق أن يلوّن عقولا بأسرها لشعوب كاملة بالأزرق، أين تضيع المشاعر بين صفحات اللغة وأساليب المكاسب وفق الآليات التي تتقي العلوم وتجعل من الفلسفات مرتعا خالصا لها، لتجول الأفكار بلا مضمار، وتصبح أمام مخارج الإنسانية فترات راحة لا سبيل لها سوى أن تسقي الكلمات عنفوانها كل يوم.

مايكل هو السيّد اليوم، هو القائد باتجاه الهاوية أو الغواية بشكل مفرط، هو صاحب الجاه والسلطان، يختار ما يريد من لباس الفقهاء والمتقين، ويلبس ما يشاء من عباءات الرهبان والقديسين، وأحيانا كثيرة يبدوا في ملابس جميلة من موضة التنويريين والمحدثين، الكل يقف احتراما له من زاويته الخاصة وكأنّ الحياة لا تحمل سوى مايكل: مايكل وفقط. من الممتع أن يكون مايكل هذا في قمة التأثير، لكن من المدهش أيضا أن يجول بالعالم في تقدير غير مضبوطـ، لتصبح كل معتقدات الإنسان مربوطة به، وليضيع كل ما من شأنه الابتعاد عنه، وكأنّ الحياة لا تحمل سوى هذا العضو الذي يخرج الفضلات كما يولّد الحياة. فعندما يصبح الارتباط وثيقا بين الحياة المايكيلية والحياة الانسانية، فإنّ ذلك يجعل من الحيوانية سيدة على العقل، لترتفع الأصوات بالنداء مرتلة التواجد المادي، مغلقة على التواجد المعنوي، أين يذوب الفرق بين العاطفة والعطف، وتتآكل كل المساحات أمام البشر، ليخلوا الجوّ تماما، ويبقى مايكل منتصبا.

كم هو ضروريّ أن نعود، أن نرجع، أو نعاود التأكّد بأنّ كل الأمور بخير، ونحن نحمل بين الطيات كثافة الاختلافات التي تجعل من الأنيق سلعة تنشط مايكل، وتجعله أكثر خدمة لأجلّ أناقة على وجه الأرض.
ليس من الساذج أن يعود الفرد إلى نشاطه المايكلي ليتساءل عن قدرته هذه أثناء التلامس النظري أو الفكري فقط إن ما تعلق وجوده بوجود مايكله الخاص، أين تقع التوجهات والأحاسيس في الاتجاه الذي يسيّر العلاقات كلها إن ما تراجع الشخص أمام شخصيته، لتصبح القدرات التي يتكفّل بها الفرد البشري مجرّد أدوات في خدمة من تنبّه من أجله(ا) مايكل إلى حدّ قذف كل محتوياته الطبيعية دفعة واحدة وفجأة في زمن الجنون.

المقبل على ضحكات الأزمان عليه أن يسمع نداء الأوهام تارة، والترصد لكافة الأرجاء تارة أخرى، فعلى رحيق الأمل يكون للعلوم نصيب ولفلسفة اللذة مصير يجد ماهيته في صلب كل روح، حيث يكون لزاما على الإنسان تقويم نفسه أمام أحبائه على وزن ابناء يعقوب أو ابن النبي نوح.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي