الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسفاف الدرامي ..دراما رمضان نموذجا

هويدا احمد الملاخ

2015 / 6 / 7
الادب والفن


لاشك بان شهر رمضان الكريم موسم للعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، وتنقية النفس من الذنوب والآثام ، ففي الشهر الكريم نفحة ربانية من رب العباد للعباد ، حيث تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وينادى رب العباد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر !! من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه من فطر فيه صائما كان له من الأجر مثل أجر الصائم، كل هذه الصفات التي في رمضان والتي تميزه عن باقي الشهور القمرية .

رغم ذلك غابت تلك النفحات الربانية عن أذهان بعض المصريين فقد ترى البعض منهم ينظر إلى شهر رمضان بأنة سباق للمسلسلات والإسفاف الفني مبتذل !!! الذي يطل علينا كل عام من خلال الإعلام المصري الغير هادف والذي أضر بالذوق العام أكثر مما أفاده !! إضافة ذلك انتشار البروموهات" الخاصة بها فى كل مكان وزمان ! كنوع من الترويج لذلك الفن المبتذل ، كما تشهدت بورصة الدراما الرمضانية كل عام ارتفاعا ملحوظا في أجور النجوم !! حيث تخطت الأجور خانة الأصفار الستة !! ماذا لو استثمرت تلك الأموال الطائلة فى العلم والبحث والفن الجيد ومن ثم خدمة المجتمع للحاق بركب البلاد المتقدمة !!!

ان الدراما كما عرفها أرسطو هي فن التعبير عن الأفكار الخاصة بالحياة ، في صورة تجعل هذا التعبير ، ممكن الإيضاح ، بواسطة ممثلين ، وباختصار" تحاكى الدراما الفعل الانسانى " وهو تعريف ظل يستخدم بشكل مستمر ، لذلك نجد المسلسل التلفزيوَِِني يحظَِى باهتمام بالغ من المشاهدين ويؤثر تأثيرا كبيرا في عقولهم ووجدانهم وسلوكهم ، بما يتضمن من امتداد زمنى ، وعناصر من التشويق والتمثيل والإخراج ، تغرى بالمتابعة.

إن هدف الدراما الحقيقي هو تكوين رؤى صائب في واقعة من الوقائع ، أو معالجة مشكلة من المشكلات ، أو تجسيد صورة تاريخية لحقبة زمنية من حقب التاريخ ، لان الدراما التاريخية هي العامل الأكثر تأثيرا في تشكيل الوعي العام بالتاريخ أكثر من كتابات المؤرخين وربما أكثر من كتب التاريخ المدرسية ، فالمعرفة العامة بقائمة طويلة من الشخصيات والأحداث التاريخية التي تتسم بالصدق ، لها تاثير دورا كبيرا فى الارتقاء بالمجتمع والحرص على تقديم ما هو هادف ويعود بشكل إيجابى على مصلحة الفرد والمجتمع ، فإذا خلت الدراما من هذه العملية لم تصبح دارما بالمعنى الصحيح ، بل هي نوع أخر ، يعد تضليلا للجمهور أو مؤامرة سوداء ضد هذا الجمهور !

ومما يؤلمنا في كثير من الأحيان أن بعض شخصيات الدراما أصبحت القدوة للشباب فى الكلام والملبس والمشرب والحركات البذيئة ، احتوائها علي كلمات وإيحاءات غير أخلاقيه للذوق المصري العام ، ومن المؤسف إن تلك الموجة اقتحمت بيوت الناس بصورة غير مسبوقة من مشاهد أو كلمات‮-;- خارجة‮-;- وخادشة للحياء و غير مبررة الوجود ، ولا يوجد صوت راق أو فكرة قيمة نلتف حولها الناس ، وبالنسبة للمسلسلات التاريخية فهى ملئ بالأخطاء التاريخية الشنيعة !!!
كما أنّ بعض الأفلام السينمائية والتليفزيونية تلقّن المشاهدين ضرباً من الأخلاقيات هي في نهاية المطاف لا أخلاقية ! وما أعنيه أن المقدسات تداس تحت الأقدام وأبطال وبطلات الأفلام يسيرون على نمط حياتي طابعه العبثية والإباحية وكأنه لم يعد في عالمنا خير أو شرّ، حلال أو حرام !

من المعروف إن السينما التليفزيون لا يصنعها فرد ، لأنها صناعة تحكمها فوانيين السوق ، وان أية محاولات لتطويرها ستظل محاولات قاصرة ، ما لم تجد من يدعمها على المستوى الرسمي ، أو المؤسسات أو المجتمع ، ولن نستطيع أن تقف في وجه الطوفان المرعب من الأفلام والمسلسلات التجارية التي أصبحت سلعة عالمية تخضع للمساومة ، ومنطق العرض والطلب ، وهذا الوضع يتطلب إيجاد مؤسسة حكومية بدعم من المجتمع المدني متماسكة البينان تدعم هذا التيار الجاد والهادف للارتقاء بالفن الجيد ، ويترجم الأقوال إلى أفعال ويضم سينمائيين نقاد ورجال أعمال ، تقوم تلك المؤسسة بضبط إيقاع الفن و تقدم صورة مشرقة لمصر ، وان تكون هناك عقوبات رادعة لاى عمل فني يخرج على قيم المجتمع ، يعتمد على العرى والمخدرات والبلطجة والعنف والرقص والتي تؤثر على المجتمع بشكل مباشر! وللثورة ضد الفساد في مجال الإبداع الفني والعودة بالفن إلى العالمية، لأن الفن الراقي هو الحضارة !

ختاما ربما لا تستطيع أي دولة في العالم أن تمنع الفن الرديء بشكل كامل ، لكنها تملك أن تهيئ المناخ لصناعة الفن الجيد !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي