الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوامل انتصار الثورة السورية

محيي الدين محروس

2015 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مقالتي السابقة " الثورة السورية و أسبابها و أهدافها" بتاريخ 06.06.2015 المنشورة في الحوار المتمدن، و التي وضحت فيها مفهوم الثورة النظري و انطباقه على الواقع. تعرضت باختصار للأسباب السياسة و الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية، و من ثم ذكرت أهداف الثورة من خلال شعاراتها مع بدايات انطلاقتها، في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، و في أي نظام سياسي يمكن تحقيق هذه الأهداف؟ أكدت في الجواب على دولة المواطنة الديمقراطية و التعددية.
كما ذكرت بأن الفصائل الإسلاموية المتطرفة و الإرهابية، لا علاقة لها بالثورة،لأن أهدافها تتناقض مع أهداف الثورة السورية. و أكدت على استمرارية الثورة و انتصارها، لأنها أضحت في عقول ملايين السوريين الذين يرفضون كل أشكال الاستبداد. و هنا يطرح نفسه السؤال الهام: على ماذا يتوقف هذا الانتصار؟

العوامل الداخلية لانتصار لثورة:
عوامل الإنتصار عديدة و لكن أهمها هو :
- وضع مشروع ميثاق وطني، يكون بمثابة القوة المغناطيسية الجاذبة، لتوحيد و توافق القوى الوطنية، ذات المصلحة الحقيقية في تحقيق أهداف الثورة. و يشكل الميثاق الوطني الوثيقة الأساسية التي تستند إليه لجنة صياغة مشروع الدستور السوري الجديد، الذي سيتم الإستفتاء الشعبي عليه. يضع هذا المشروع نخبة من قيادات تنظيمات المعارضة الوطنية، مع عدد من الشخصيات الوطنية المعروفة بنزاهتها و إخلاصها للوطن.
- تشكيل قيادة سياسية للثورة، و تخضع لها كل الفصائل العسكرية المسلحة المعتدلة. و من السهولة قيام مثل هذه القيادة، بناءً على مشروع الميثاق الوطني، القابل للتعديل من قبل من ينضم لهذه النواة التي وضعته. و تقوم هذه القيادة بوضع برنامج ذات مهمات محددة ،و ضمن برنامج زمني، للتوصل للحل السياسي الوطني و للمرحلة الانتقالية و ما بعدها.
- هذان العاملان يشكلان الأرضية الصلبة للتحرك على المستوى الداخلي الجماهيري، لكسب التأييد من أصحاب الثورة على الأرض، و كذلك للنشاط في العلاقات الخارجية.
كل الدعوات لوحدة القوى السياسية المعارضة، بدون أساس فكري و سياسي، في الحقيقة، لا تتعدى سوى التمنيات الرومانسية! ما يوحد هو الفكر، من هنا تأتي أهمية مشروع الميثاق الوطني.

العوامل الخارجية لانتصار الثورة:
- توفر الإرادة الدولية بشأن التوصل إلى حل سياسي وطني سوري. و لكي تتوفر هذه الإرادة، لا بد من توفر عوامل الانتصار الداخلية. من المعروف بأن أية دولة ترغب في تقديم دعمها للثورة السورية، تنظر أولاً إلى مصلحتها، و إلى طبيعة القوة التي ستدعمها: هل هي تنظيم إرهابي؟ أو إسلاموي مُتطرف؟ أم هي قوة سياسية وطنية لها مشروعها و شعبيتها على أرض الواقع؟
- مؤتمر دولي مهمته التوصل لحل سياسي و مرحلةٍ انتقالية. و هذا يتطلب تواصل القيادة السياسة الجديدة، مع العديد من الدول و مع هيئة الأمم المتحدة و مجلس الأمن. كما يتطلب إلزام النظام بالتوصل إلى حل سياسي ( لأنه ليس له مصلحة في ذلك)، و بعض التنظيمات السياسية المعارضة التي أيضاً ترفض الحل السياسي، و لها و لأجنداتها مصلحة في استمرار حمل السلاح.

بذلك يتبين أهمية عوامل انتصار الثورة الداخلية التي تشكل الأساس لعوامل الإنتصار الخارجية. للأسف الكثير من السوريين المعارضين، يضعون المعادلة بشكلٍ عكسي... فينتقدون و يشتمون الدول و مجلس الأمن، و يتهمونهم بالمؤامرة على الشعب السوري! و هم عاجزون عن إيجاد القوة السياسية التي يمكن دعمها شعبياً و دولياً!

اختصاراً للموضوع، لن أتطرق هنا، إلى تفصيلات مشروع الميثاق الوطني و للحل السياسي كما جاء في مقرارت جنيف 1 وقرارت مجلس الأمن. لكني أشير باختصار، بأن مشروع الميثاق يجب أن يتضمن أهداف الثورة السورية في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية، و أن يتضمن المبادىء ما فوق الدستورية، التي تستند إلى حقوق الإنسان الدولية. و كذلك الحل السياسي الوطني، الذي يضمن مرحلة انتقالية تقوده هيئة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة. مرحلة انتقالية تعني الانتقال من النظام القائم إلى نظام سياسي جديد، يتفق مع طموحات السوريين. و لا بد في المرحلة الإنتقالية من إعادة هيكلية القوات المسلحة، لتشكيل جيش سوري وطني، يستطيع إخراج كل التنظيمات العسكرية الإرهابية و المتطرفة الأجنبية من الاراضي السورية، و إلزام البقية لرمي السلاح. و كذلك إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية و الشرطة، لتكون في خدمة المواطن و الوطن. الإفراج عن كل المعتقلات و المعتقلين السياسيين، و خاصةً بعد انطلاقة الثورة. عودة المُهجرين و النازحين إلى بيوتهم ، و تأمين البيوت لمن فقد مسكنه. … مهمات كبيرة و عديدة تنتظر الهيئة الانتقالية.

على رأس المهمات في عملية تسريع نجاح الثورة السورية، يأتي وضع المشروع للميثاق الوطني، و قيام قيادة سياسية للثورة تخضع لها الفصائل المسلحة المعتدلة. و من ثم الانطلاق نحو التأييد و الدعم الداخلي و الخارجي.
إذا استطعنا تسريع توفر عوامل انتصار الثورة، نكون قد أنقذنا آلاف السوريين من القتل و الإعتقال و الخطف و الاغتصاب و عذابات الهجرة و النزوح، كما يتم انقاذ ما تبقى من البناء التحتي لسوريا كدولة و وطن.
عامل الوقت في الانتصار ثمنه دماء السوريين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير