الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية هذه الكلمة الحلوة – الإهداء – الى – نعمة شاهين – الرجل العظيم الذي عاش ومات عظيما ً

عايد سعيد السراج

2015 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لا يوجد شعوب تكره الحرية , ولكن يوجد أنظمة قهر تعمل لذلك , وتــَذِل وتحتقر شعوبها لماذا يعادون الحياة ؟ لماذا يعادون الحرية , ؟ هذه التي مساحتها الكون وعلى مشاجبها تُعطى كل التبريرات التي تمارس على الكائن البشري , الحرية ليست كلمة حلوة فقط كما كانت عند الضحية الجميل والطيب الوادع " نعمة شاهين " الذي التقيته مرات ٍ وهو يحدثني كيف يفتح سرداباً عميقاً لإخراج رفاقه الذين لايعرفهم من زنازن السجون , هذا الظهر الصدفي الذي عمدّهُ السيد المسيح بغفران الرب, وعُمِّد – بحفر النفق الطويل والعميق بأظافره , وكان يكز على أسنانه حتى يفر الدم من جلده , وتَقَرَّنَ ظهره بالأصداف ( لذا أسموه - الظهر الصدفي - وأُخِذَ عن شخصيته - فيلم ؛ الحرية هذه الكلمة الحلوة - هو نعمة شاهين - الرجل الأسطورة - المسيحي الجليل - ابن مدينة طرطوس - , ولكن لايهم طالما البحث لازال قائماً ودائماً عن عصافير الحرية , شاهدتُهُ وجلست معه وتحدث لي ولا زال يحفر بأظافره لإخراج رفاقه , ولكن هذه المرة ليس في أمريكا اللاتينية ولكن في العراق وفلسطين – وسوريا – وفي أماكن مختلفة من العالم , ورغم كل سجون العالم المظلم لا زال يبحث عن قطرة ماء وكسرة خبز وكلمة حلوة , ولا زالت رائحة الزيتون تعطرجسده و فمه , وقليلاً من زَبَدِ البحر , وطوروس , تنهض من شباك نومها , لتغطيه برائحة الليمون وبيارات الحب , ولكنه كان عاتباً في موته , وقال لي هم يتاجرون حتى في موتي , ويتحولون إلى أسيادٍ على حساب عَرَقِيْ وآلامي وأنا أحفر النفق المظلم الطويل , لأ ُدْخِل اليه خيوط النور , قال لي : وهو يبتسم لا تصدق أن ثمة شيء في هذه الدنيا أجمل من الحرية , وأضاف أيضاً عندما تكون مملؤة بالكرامة , ولم يعد يتصيدك المخبرون ورجالات الهم الأسود , كان حزيناً وكان مثقلاً بالهموم وغير خائف أو هيّاب من ملاك الموت , لأنه رأى الموت في الحياة ولم ير الموت في الموت , وأوصاني بالحرية وقال الوطن ليس تراباً , فالتراب تجده حتى في القبور , ولكنك لا تجد الحرية , فسألته لماذا يعادون الحرية ؟ هل يخافون منها وهي هادئة رائعة ومملؤة بالسلام ؟ قال لي بعد صمتٍ وتنهد إنهم يخافونها , لأنها مملؤة بالعصافير والأطفال الصغار وهم لا يحبون العصافير , ويخشون النظر في عيون الأطفال الصغار , فالناس يحتاجون الحرية كما يحتاجون التنفس والماء , وأنظمة القهر تحاول ودائماً منع الهواء عن الناس فهي تلوث لهم كل أسباب النقاء , وتزرع بينهم الفتن , وتجعلهم يعادون بعضهم بعضاً , فالبلدان التي لا تريد الحرية يكثر فيها العسكر , وتكثر فيها مصانع الموت قلت له حدثني أكثر فقال الكتاب والأدباء والشعراء , لا يستطيعون العيش بلا حرية , لذا تراهم يهاجرون من بلدانهم لأنها تمنع الحرية , ويلجؤون إلى الغابات البعيدة بحثاً عن السلام , لأن أنظمة الاستبداد تكره الشعراء وتمنع عنهم الحرية , فأنظمة القهر تكثر من السجون , وتزرع بدلاً من الورد – بواريداً تصطاد بها الشعراء , وتكره الكتب والكتاب وتحول المكتبات , إلى مهاجع لجنود السلطان , فالحرية ضرورة اجتماعية , فالأنظمة ذات العقل الواحد , والفهم الواحد , والقائد الواحد , لاترى إلا بعين واحدة , لذى توحد الناس ليكونوا شخصاً واحداً , له فهم واحدِ , هو الفهم الذي يريده السلطان , وكل من يتكلم بالتعددية والاختلاف , ويطالب بمجتمع ديمقراطي يمارسون عليه كل أشكال الإقصاء , وينبذونه من عالِمهم الذي هو عَالَم السلطان الذي يكره الإختلاف , فأنظمة القهر جميعاً , كلها موحدة لمحاربة الحرية ومطاردتها في كل مكان وزمان , وبما أن الحرية هي الأخ الشقيق للديمقراطية والعدالة والمساواة , لذى تراهم يكرهون اسم الحرية لأنها تحتوي كل ما ذكر , ويصبح القاموس الوحيد المحبب لأي سلطان جائر هو عبادة السلطان , ويُضْحي الحقد سيداً مطلقاً لكل القيم , وبما أن الرأي الحر لا يقبل التنازل عن عرشه السامي , لذا فإنه يصبح مطروداً من عالم التزمت وضيق الأفق , فالذي يبحث عن الحرية يفترض أن يبحث عن شروط إنسانيته , وهذا لايمكن أن يُحقق إلا في نظام يحب شعبه , ويتفانى من أجل شعبه , نظام يسوده قانون العدل والمحبة , وحب الناس , وحتماً سيكون هذا القانون مع الحرية , لأن القانون العادل الذي يحارب الطائفية والعنصرية , والتمييز , والتباري فيه يكون للأفضل , وكل الطاقات تخدم المجتمع , والأديان متساوية أمام القانون العادل, مثلما هي متساوية أمام الرب , حينئذ ٍ تسود الديمقراطية وتُقدس الحرية , قلت له : لماذا يكرهون الديمقراطية قال السبب بسيط وهو لأنهم لم ينزعوا الشر من أعماقهم , فهم يحبون استعباد البشر , ويريدون أخذ كل شيئ لذا يكرهون الديمقراطية , والديمقراطية سلاحها الحرية والعلم , لأن العلم هو الذي يصل بالشعوب إلى قمم المجد , فالبلد التي لا تحترم العلماء , هي معادية لشعوبها – وقال: أخيراً المجد للعلم والأدب , والمجد للشعوب التي تسعى لذلك , وكذلك المجد للإبداع والحرية , والمجد أيضاً لشعوب ٍ تكره الاستبداد وتجعل حياتها وقوداً من أجل الخلاص منه , ثم المجد للإنسان الذي يعشق الحرية , لأن الذين يحبون الحياة , حتماً يحبون الحرية
كتبت- هذه المقالة منذ زمن وهي تمجيدا لروح رجل عظيم شاءت الظروف أن التقي معه – ونتحدث عن هموم وأوجاع مشتركه – لامجال لذكرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة