الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدارة النفايات وعكازة الازمة المالية

صادق الازرقي

2015 / 6 / 8
الادارة و الاقتصاد


تتصرف الدوائر الخدمية في بغداد لاسيما تلك المسؤولة عن نظافة العاصمة بمنطق الفعل ورد الفعل، في حين ان وظيفتها وقائية وعلاجية في آن واحد، أي منع المشكلة قبل وقوعها ومن ثم علاجها اذا تطلب، وان اخفاقها في عملها تسبب في تصنيف بغداد في قائمة المدن الاوسخ في العالم، ناهيك عن عدها الأسوأ في حلاوة العيش؛ لن نقارن انفسنا بدول العالم المتقدمة، بل بأي من دول الجوار التي تسنى لبعض الناس زيارتها، اذ تجد عمال النظافة في نشاط دائب ليلا ً ونهاراً لجمع القمامة وعدم ترك الفرصة لها لتتجمع، فهم يزيلونها أولا بأول ويمنعون تراكمها بعكسنا نحن الذين ننتظر الى ان تتجمع، لترتفع تلالها، فتأتي سيارة متعبة ترفع جزءا منها ويظل الآخر تذروه الرياح، فضلاً عما يتناثر من بدن السيارة في الشارع العام.
لقد فرح الناس بتغيير المسؤول الأول عن امانة بغداد ومجيء سيدة بدلاً منه، ولكن أي شيء لم يتغير، اذ ظلت الخدمات تدار بصورة سيئة واكوام النفايات تتراكم، الى ان يلتفت اليها احد بمحض المصادفة، فيتكرم بإزالتها؛ في حين ان آلية التعامل مع النفايات بسيطة جداً وتتضمن ثلاث عمليات، الجمع والنقل والمعالجة، وهي فرصة لتشغيل جزء من الايدي العاملة العاطلة؛ كما تدخل عملية المعالجة وطريقتها ضمن اعمال الحفاظ على البيئة، وان كانت وزارة البيئة لدينا هي أيضا اسماً بلا مسمى.
فماهي ذرائع المسؤولين للتقصير الكبير في مجال الخدمات والحفاظ على البيئة؟
يقول عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية، توفيق الكعبي، ان "رباكاً حصل بشأن منصب امين بغداد انعكس بصورة سلبية على أداء عمل الامانة ككل"، ولكن ما الذي فعله وكيل امين بغداد قبل استبداله غير التصريحات المضحكة عن «زرق ورق" العواصم الأخرى مقارنة ببغداد، في حين انه يشد الرحال مع اول فرصة تتوفر له للسياحة في تلك البلدان او التطبيب فيها، ثم ما علاقة التغيير بين الموظفين بسوء الخدمات، اذ ان يوم اهمال واحداً يراكم اطناناً من النفايات التي تستوجب المعالجة الفورية.
ويرجع عضو لجنة الخدمات والاعمار فشل الاعمال البلدية ايضاً الى "لازمة المالية التي يمر بها البلد"، فهل يعني ذلك ان نهمل النظافة اذا كانت هناك ازمة مالية؟!؛ لقد مرت دول كبرى تسكنها مئات الملايين من البشر بأزمات مالية كبرى، ولكنها لم تترك مدنها نهباً للقمامة، ثُم ما الذي انجزه المسؤولون عن الخدمات البلدية، عندما كانت الاموال تتدفق بين أيديهم بل تزيد عن الحاجة، فهذا هو مشروع قناة الجيش لم يزل يئن تحت ثقل فساده وسيظل ملازماً بفشله لنا ربما لأعوام أخر اذا بقي اداء المؤسسات البلدية على هذه الشاكلة.
ان تواصل الخدمات البلدية يومياً وعلى مدار الساعة مسألة مصيرية لا تحتمل التأجيل لعلاقتها المباشرة بصحة الناس وجمال المدن، و ليست لها صلة بتغيير المسؤولين او نقص الاموال او التجاذبات السياسية من أي نوع؛ لأنها خدمة عامة تهم جميع السكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة




.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف