الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسابيح متجددة بتجدد ما لقيصر فهو لقيصر

مزوار محمد سعيد

2015 / 6 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يركب الصقر الأجواء بحثا عن فريسته، فتكون الأديان احدى اسلحته من أجل تأويل الواقع على حسب مناهج خارج التاريخ أو الجغرافيا الفكرية، بعدها يصنع من الأيديولوجيات المختلفة توابل تخدير لكافة أنواع النوازع النفسية للإبداع، وهذا ما يجعل هذه المؤسسات التراثية ناجحة في ترويض الطموح البشري، عندها سيحاول صقرنا أن يصبح قيصرا من لا-شيء، حيث يصنع بطولات وهمية لا توجد سوى في خياله ويسردها على من يصادفه في الحياة من أجل صناعة فيضان روحي ولو كان مؤقتا إلا أنه يكون رحمة عليه وبه. ما لم أفهمه هو تجاهل الفرد الجزائري لإنسانيته كلما أرادت أن تخرج للعلن، فيؤذي نفسه-روحه بكلمات تجعل منه قردا أمام قيصرية روحية المتعجرف بلا تنهد وبلا زوال. ما أجزم الناس وهم يحاولون فهم الأحوال، هناك من لا يأخذ هذه الأمور بالجدية الكافية فيسقط في أزمة وجودية وافية، يكون قيصرا بلا قصر. كل جزائري هو قيصر في اعتقاده وعلى الجميع من البقية الخضوع له بلا جدال، هو يقول الصدق، هو يفعل الصواب، هو يفكر بذكاء، هو الآمر والناهي، السلطان وله كل الأمنيات من الأمان، حيث يصبح عليه أن يصيّر الوقائع على حسب هواه، لكن بالمقابل على الجميع أن يكون متقبلا لهواه أيضا. طبعا ليس كل جزائري هو حامل لفيروس الجزائرية هذا.... لكن هناك من يعتقد بها ويعمل على التمسك بكل ما يصاحبها بلا تردد، القدرات النفسية التي تؤيد الغالب من الجزائريين هي نابعة من ثقافة لا يعلم أحد من أين تراكمت، فهي خليط بين النفايات البربرية-الرومانية، والمواد المستهلكة من الأفكار الفرنسية-العبرية، كما أنّ هناك بعض الثوابت ولو أنها مجحفة من الشدّة العربية-الاسبانية، وهناك التركية-التترية أيضا: كل هذا يحكم القيصر الجزائري. عندما يسافر الفرد بين الكتب المختلفة، ويزور متاحف فكرية متعددة فإنه يحمل في ذاته بذورا جليلة جدا، يكون بها ساميا على كل ما يحيط به من جزائرية تراثية تدّعي التديّن أو الانسانية أو حتى الحداثـة. علينا أن نجعل الزمن الجزائري زمنا عالمي من أجل الانفتاح، هي عبارة سحرية بلا سحر، يتوسم فيها الشاب خالد أن يكون سفيرا عطرا لابن باديس أو مالك بن نبي، ويصبح شاب مامي اماما للأمير عبد القادر أو الشيخ المقراني، بينما يكون العربي بن مهيدي أو عقب الليل نصوصا بطولية توجت بحكماء يتخذون من جبناء طروادة مثالهم ونورهم الهادي، فيدير الجزائر معتوه شاذ جنسيا يسكن قصر الاليزيه. لما يكون الانسان في روح الفرد تاركا المجال لكل قيصر بلا قصر وبكل تقصير ليحل محله فإن كل موبقات الحياة تقع عليه، يتحول إلى خادم لجانب واحد وأحادي من شخصيته، ثم يصرف الباقي إلى مجالات ليست له، ولا هو خلق لها، ففي هذا الوقت بالذات يكوّن عن نفسه صورة ليست مكتملة، بلا رحمة يسير على قواعد ليست متمكنة منه، ليتجلى أمامه الجميع في صيغهم العبثية، فيكون هو صاحب الصولجان الوحيد، لكنه ليس صولجانا – صولجان فكريّ أو فلسفي، وإنما هي عصا بصورة صولجان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام