الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالمُحْدَثين والفَطسانين .. للخَلْفِ دُر

حسام محمود فهمي

2015 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تمَ تشكيلُ الوزارةَ في شهر يونيو 2014، وتعيين المحافظين في فبراير 2015، فترة قصيرة نعم، لكن الآداءَ انكَشَفَ بسرعةٍ. بدايةً، رئيسُ الوزرِاء مجتهدٌ معطاءٌ. أما تصنيفُ الوزراءِ حسب آدائهم فينقسمُ إلى مجموعاتٍ. مجموعةُ الوزاراتِ السيادية ِويتراوحُ أداؤها ما بين 7 و 8 درجاتِ من عشرة. وزراءٌ يعملون بجدٍ ولا يزيدون عن الأربعة ويستحقون 8 درجاتِ من عشرة. ثم وزراءُ همبكة وبَمبَكة ومنظرة وشخط ونطر وقضايا جدلية وتحالي وصور وأحاديث هنا وهناك وهؤلاء لا يستحقون أكثر من 5 درجاتِ من عشرة، وأخيرًا وزراءٌ باهتون رَماديون كدأبهم لكنها الصدفُ والاختيارُ غير الصائبُ، والله يرحم الفنان أحمد زكي في فيلم معالي الوزير، وهؤلاء آخرهم 3 درجات من 10 وكثير عليهم.

وزارة المعارف العمومية هو الإسم القديم لوزارة التربية والتعليم، هو إسم الوزارة الحالية، والمعارفُ هي جَمعُ مَعرفةٍ، والمعرفةُ هي إدراكُ الأشياءِ، والمعارفُ أيضًا هم المعروفين. التشكيلة الأخيرة للوزارة والمحافظين بُنيَت على المعرفةِ، معرفة رئيس الوزراء بأشخاصٍ من خلال اجتماعٍ أو لجنةٍ أو تجَمُعٍ، رؤية كدة. وزارة المعارف هي وزارة المعروفين لرئيس الوزراء، متى رآهم وكيف؟ تدابيرٌ، مقصودةٌ وغيرُ عفويةٍ.

منذ 25 يناير 2011 مَرَ على مصر عشراتُ الوزراءِ، أعدادٌ قياسيةٌ دخَلَت موسوعةَ جينيس للقياسياتِ Guinness، ضاعَت أسماؤهم كما مُحِيَت وجوهُهم وما كان لهم من أثرٍ بَعدَ عينٍ، مَعذورين أحيانًا، وخائبين قليلي الحيلة أحيانًا أكثر. الوزيرُ يُختارُ لعدةِ أسبابٍ، مشتاقٌ جدًا وأدخَلَ نفسَه تحت اللمبةِ، بافتكاسة وبُق وتَهجيصة، فرأوه وعرفوه وعينوه، دون أن يكونَ لها. الدخولُ تحت اللمبةِ يكونُ بترتيباتٍ كثيرةٍ، منها ما هو مع صحافة الإنترنت وفضائيات ِالهوى والغرضِ للدفعِ بفلانِ أو علانِ لسببٍ ما، تفضَحُه الأيامُ فيما بعد. ومن الوزراءِ من هم في دائرةِ الاختيارِ الضيقةِ التي لا تخرجُ عنها أسماءٌ بعينِها، تباديلٌ وتوافيقٌ بين أعضائها، مرة لفلان وأخرى لعلان؛ وبما أن الشئَ بالشئ يُذَكِرُ، فبنفسِ الطريقةِ تُشَكَلُ لجانِ القطاعاتِ في المجلسِ الأعلى للجامعاتِ، وبها أيضًا يدورُ نفسُ المذيعين على الفضائياتِ. وأخيرًا، اللهم اجعله خير، قد يُختارُ الوزيرُ وغيره للكفاءةِ، ولكنها ليست بالقاعدةِ.

من يدخلُ الوزارةَ يفكرُ في مستقبلِه بعدها، لا يحزنُ إذا فٓ-;---;--شٓ-;---;--لَ، المهم وزيرٌ سابقٌ، اسمًا بين الجيران ومعاشًا، ومُعَزون كُثرُ في وفاةِ أقاربِه ومعارفهِ ولو بَعِدوا، وممكن فرصة عمل هنا أو هناك، وفُتاتُ برامجٍ وكتاباتٍ في صحفٍ، أحسن من مفيش برضه. من الوزراءِ السابقين من أصبحوا مُفكرين ومُحَلِلين ومفيش مانع ثوريين، وكأن الوزارةَ هي صكُ الألمعيةِ، والله يرحمُ خيبةَ الأداءِ وضحالةَ التدبيرِ. تَفتَحُ صحيفة تُفاجَأ بوزيرٍ يكتبُ، أقصدُ وزيرًا راحت عليه، كُلُه دَشٌ عن خِبراتِ سعادتِه وحِكمةِ جنابِه، وكيف كان سعادتُه يقضي الليل والنهار في الإبداعِ والألمعية وخدمة مصر، وكأن الشعب نسى كيف كان فاشلًا، غائبًا ولو موجودًا. إنه جُنونُ الكرسي يَلسعُ العقولَ ولهفةُ الإعلامِ على إعادةِ إنتاجِ وجوهًا قديمة وكأنها مفتاحٌ لزيادةِ الإعلاناتِ والتوزيعِ. كم من وزراءٍ دخلوا بهيصة وزمبليطة وخَرَجوا في الظُلمةِ من تحت عقب الباب!!

كثيرٌ من الوزراءِ يكونُ في جَرةٍ ويَطلَعُ لبرة فورَ جلوسِه على الكرسي، يبدأُ بالشطحِ والنطحِ والعَنتَرةِ، لا دراسةَ ولا تأني ولا استنارةَ، طاخ طيخ طوخ على طول، وكأنها ولا مؤاخذة عزبة دادي. هناك من الوزراء من تسببت ممارساتُهم وتصرفاتُهم في زيادةِ الكراهيةِ العامةِ للنظامِ، حسني مبارك ومحمد مرسي، على حدٍ سواءٍ. كم تحملتي يا مصر، وكم جربوا فيكي، وكم لَطَشوا، ولكن شعبَك الآن غيرُ الشعبِ، يقظٌ واعٌ فاهمٌ، لن ينضحكَ عليه، ولن يتعنطَز ويتمنظَر عليه بشرٌ، أيًا كان. من حق مصر أن تفهم، لماذا يستحقُ الوزيرُ معاشًا أعلى من سائر البشر؟ لماذا يظلُ في كلِ اللجانِ حتى آخر العمرِ؟ حتى لو كان كاجوال؟ بأمارة إيه؟ هل الوزارة ومعاشها ولجان حتى آخر العمر مكافآة نهاية خدمة؟!! من أي جيب لو سمحتم، أليست مصر في أزمةٍ؟! إقفلوا حنفياتِ الوزراءِ السابقين في الإعلامِ المكتوبِ والمرئي، الحكومي بالذات، كفاية عليهم لجان وهم وزراء حاليين، ضَعوهم في حجمِهم.

كتبتُ عن الوزراءِ لكنه يمتدُ للمحافظينِ وغيرِهم من المسؤولين، قَدَرُ الوزيرِ بقدرِ مغنَمِه، أن يكونَ النموذجَ في المدحِ والقَدحِ. في مصر أزمةُ إدارةٍ مُخَيِّبةٍ، اختياراتٌ بضربِ الودعِ والتنجيمِ، تطبيقٌ أجوفٌ لشعارِ تمكينِ الشبابِ، في غير مَكَانِه كما في الجامعاتِ، تربيطاتّ، براعةُ المشتاقين والمعطوبين في الظهورِ يقابلُها عزوفُ الكفاءاتِ. تَخَيَلوا أن الجامعاتِ التي لا مجالَ فيها للمَريَسة والتنطيطِ، باللغةِ الدارجةِ، ظَهَرَ فيها من البؤساءِ نفسيةً الذين يصيحون ويتنططون أنا ريس أنا ريس هيييييه!! مصرُ طَهَقت واِتخنقت واتنفَخَت م الآخر كده،،

مدونتي: ع البحري http://www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر