الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


365 يوم على أغتصاب الحدباء في نينوى جهراً

نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)

2015 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد 365 يوما على أحداث جرت يندى لها الجبين ولم يبقى في قاموس الاخلاق قطرة حياء، ولم يبقى في قاموس الجرائم جناية ابشع واكثر بلاء، ولم يبقى في قاموس الصحة وباء خبيث واكثر من هذا ازدراء ، حينما جاء من خلف الحدود شيطان يحمل راية الله أكبر وأعاد بنا إلى عصور الجاهلية، وكأن من كان في نينوى والموصل يسجد للأصنام وليس لأله واحد أكبر. نعم جاءوا يهلهلون ويصرخون ضد الكفار وافعالهم بأسم الاسلام. بهذه الصفات قـُلـِبت الموازين ومحت القيم .
لقد قرأنا التاريخ وهو يميز الاديان جميعها بالسلام والامان، قرأنا صولات الاسلام في بداية الزمان حينما كان الجميع يقسم بالات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. كان الاسلام يدعو للأيمان والتوحيد، ويطالب الاخرين من الاديان بدفع الجزية وهذا ما فرضه برابرة دولة الكفار في العراق والشام ليطلبوا الجزية من مكون اساسي وأصلي وأصيل أنه المكون المسيحي وبغيره يقتل او يسبى او يغادر قسرا من أرض الحدباء أنهم جاءوا أسما ليمجدوا الدين وفعلا انهم أحطوا من قيمة الاسلام بكل الموازين. انهم أعطوا فكرة واحدة أن الاسلام هو انتهاك الاعراض وأغتصاب النساء وقتل الابرياء وتهجير المساكين وتهديم العمران والاطلال والاثار واتلاف الكتب وحرق الكلمة ،أحقا هذا هو الاسلام الذي عرفناه والجواب عندكم وعند من يفسر الدين على أشلاء البشر.
لم يكتفي داعش من ارتكاب الجرائم على البشر خلا ل الـ 365 يوما بل تجاوز إلى الكنائس والمساجد والحجر حيث حرقوا في اليوم الاول 11 كنيسة ودير من أصل 35 موجودة في عموم مدينة الموصل، ثم قاموا بعدها بساعات بتدمير تماثيل لشعراء وأدباء وشخصيات تاريخية تفتخر بها الموصل ثم قام مسلحو التنظيم بنسف مرقدي النبي يونس ونبي شيت وسرقة المقتنيات والاثار النفيسة التي لا تقدر بثمن وتدمير آثار الحضر العريقة وحرق المؤسسات الرسمية والمكتبات العريقة والغنية بنوادر الكتب والوثائق التاريخية وهجروا العوائل المسيحية والايزيدية والشبك والكورد ومن بقى منهم لم يسلم من بطشهم وهناك الكثير من اعمال الاجرام البربرية قاموا بها مليشيات داعش الهمجيةلا مجال لذكرها الان.
وما يندي الجبين له أيضا اذا ما نظرنا ليوم الموصل من نظرة أخرى نظرة وطن أنتهكت سيادته بيد قادته نعم وطن يقوده في أرض الحدباء جبناء او مفسدون او حاقدون من قيادات أمنية تركت الارض للأعداء كي تنهبها وليس هذا فقط بل تركت الارض مع ماكان عندها من العتاد والسلاح وما يقدر بثمانية مليار دولار ناهيك عن ما كان في البنوك الموصلية من اموال وذهب وما سلبوا من الاهالي وما وهب، هذا النوع من الهروب وتسليم الاسلحة والعتاد والاموال هي عملية مؤامرة واضحة لتسليم الارض وكنوزها وبتحليلي لم تخضع للتخاذل أنما هي خيانة للوطن والشعب
مثل هكذا قيادة ومنذ 365 يوما لم تصل الحكومة ومحاكمها وقضائها وبرلمانها إلى إجراء محاكمة علنية عادلة بحق من فتح ابواب الحدباء للغرباءلكي يعبثوا بشعبها ، 365 يوما كل يوم يمر على نازحي الموصل وكأنه دهرا وقرنا من الزمن. والمحبط في الامر تقوم الحكومة بتشكيل لجان غير متخصصة لتتابع عملية التخاذل وأسبابها والحقيقة المفروض أن يحال القادة مباشرة دون اي أستفسارات إلى المحاكم العسكرية أو محاكم الخيانات العظمى للتحقيق معهم دون الحاجة إلى اللجان حيث أن عملية تشكيل اللجان هي بحد ذاتها هي جزء من التستر على الجريمة العظمى او مجالا اخر لتبرير الاخطاء وتجميدها. ومن اهوال الجريمة نلاحظ نمو المولود الجديد الرضيع في مخيمات النازحين في 365 يوما على حليب أم ينقصها التغذية وكل ما هو ضروري للانسان كي ينمو بأحترام و وجدان . كنت أتمنى أن يكون الحكم الاولي او مرحلة التوقيف للقادة الهاربين أن يسكنوا في مخيمات النازحين ويصطفوا في طابور الـ500 م لكي يقضوا حاجتهم وأن تكون عوائلهم وزوجاتهم واطفالهم معهم كي يعوا ماذا فعلوه وبعد ذلك تأتي المحاكمة. أن ما يعانيه النازحون هو أكبر من ما يندى له الجبين انه انعدام الانسانية بكل انواعها. والاكثر غرابة أن السيناريو يتكرر في الرمادي وديالى و صلاح الدين وغيرها وما زال قادتنا مختلفين هل نسلح العشائر ام نسميه الحشد الشعبي او جيش وطني أو ... أو . انها مهزلة القرن الحادى والعشرين وما زالت قيادات العراق يسيرون بالارض متكابرين فرحين وكان شيئا لم يكن و وعود كثيرة بأعادة النازحين وبكل يوم وكيلومترات من الارض تسلب في محافظات أخرى ومازلنا ندعي بسيادة الوطن ونحن منتصرون، أي سيادة للوطن بقت ايه القادة المخلصين، هل أصبح جيش العراق بهذه الحالة لا يقوى أمام مجموعة من المجرمين ... خمسون ارهابيا تهزم الاف من العسكريين هل اصبحت قوى الامن بهذه السذاجة لا نعرف كيف يأتي الارهابي ليفجر نفسه لم نسمع لحد اليوم فجر بيت أحد المسؤولين ، لقد كتب الجميع عن هذه المأسي و لاداعي أن أطيل هنا بها
الحقيقة انه هناك كمين ومؤامرة !! كمين للشعب ومؤامرة على الوطن!! هناك من يريد أن ينتزع العزة من الامة بكاملها بفكر المؤامرة لأن النفوذ والقوة منه سلب، انه كمين يشارك فيه الجميع حكومة وشعبا، فالحكومة تعرف جيدا ماذا يحصل ما هو المخطط وتقوم بتنفيذه بنفسها بتسليم الاسلحة للغادرين وتتركه للأرهاب منفذا كي يصل إلى آبار النفط ويهرب بحاويات وانابيب وهناك من يشتري من دول العالم هذا النفط لكي ينمي دولة الارهاب في الحدباء و بلاد الرافدين وغيرها.
الكل مشترك وبغيره لماذا لم تكن هناك قوة كبيرة تحافظ على آبار النفط والمصافي وغيرها في الوطن . لماذا وظفتم القيادات الخائنة وانتم أدرى بهم لماذا لا توجد مقاطعة للدول التي تشتري النفط من الارهاب. وماهو الارهاب وما هو عدده هل نسينا عدد الارهابيين المعتقلين في السجون ؟! والذين هربوا بالجملة كانوا اكثر !!ّ ويخيل للانسان انه هناك عمليات تفقيس للأرهاب في السجون لماذا لم نسمع لحد الان بمحاكمة أو أعدام الارهاب في هذا البلد....هذه هي أخلاق و تصرفات حكومتنا التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه .
اما شعب العراق الذي سماه البعض يوما بشعب الشقاق والنفاق، ولم نراه يوما وصل إلى حدود الوفاق بين مكوناته ومذاهبه وقومياته وكل سنة تزداد الفجوة بين اطياف الشعب أكثر فأكثر والبعض يصرخ ويعلن عن جمالية طيف العراق ولكن عند التطبيق تطفو المصالح والافكار الانوية والانانية، و يزرع البعض بذور الكراهية ، هذا الشعب الذي يصفق البعض منه اليوم لهذا الحاكم وذاك، ويقدس صورته بمجرد أن يملاء جيوبه بأموال الحرام. الشعب الذي خلق البعض منه احزاب الاسلام السياسي دون أن يدري وبغباء كامل نعرة جديدة اسمها الطائفية، وكل حزب يروج لمذهبه ويدفع لمن يؤيده وهكذا جعلوا من الشعب أداة أخرى لضرب الوطن وساهموا مع من يخطط لسلب سيادته وانتقاصه بكل انواع الفساد. هذا الشعب خلال 365 يوما ينجر البعض منه إلى التخندق في مليشيات طائفية مختلفة مقدما ولائه للأحزاب ناسيا جذور وطنيته. وبعض من الشعب يسند الارهاب بطرق اخرى بكافة انواع الرشاوي والفساد والتستر على الخلايا النائمة في الوطن على عكس شعوب العالم التي تكون هي العين الساهرة على أمن وسلام الوطن موصلة ما عندها ما لديها من معلومات على من يخلي بالامن. هذا الشعب الذي يمتاز البعض منه بتصدر المواقف ضد الارهاب أعلاميا وعند التنفيذ تبحث عنه فلا تجده وربما تجده مع الارهاب ليلا، و البعض الاخر الذي يعيش على المزايدات على ارواح شهداء الارهاب ومعاناة النازحين قسرا في خيم متهرئة فقط لكي يسجل في قوائم الوطنين ، فصوره في مخيمات النازحين تملأ الصحف والاعلام بأسم منظمات مجتمع مدني !!!! لا يقدم من خلالها للنازحين شيئا سوى أن ينسخ صوره على الصفحات الالكترونية والتواصل الاجتماعي وعند الحاجة والتنفيذ والوقفات الوطنية لانرى منهم إلا النزر اليسير من الوطنيين من الشعب او الجالية في دول المهجر تقف خجلة بعددها لا ترتقي إلى حجم الكارثة في حين نرى وقفات الشعوب الاخرى في ماسيها تتجاوز الملايين في شوارعها لتصرخ ضد الارهب والتنيني .
البعض من الشعب الذي أصبح يخاف أزيز الذباب ويتصوره زئير الاسود ويهرع خائفا لا يحرك ساكنا وتراه في بيته راكدا من كثرة ما عاناه من ويلات وفواجع قامت بها أنظمة فاسدة في الوطن فأصبح لا يفكر الا بنفسه و نسى الوطن ويقول لا علاقة لي بهذا الوطن ولست من المستفيدين كل هذه الامور تتمركز في نقطة واحدة هي الوطنية وهوية الوطن والتي نراها قد سرقت او فقدت من الكثيرين وكل بصيغة او اخرى ولا حل لهذه الماسي الا بالعودة إلى الهوية والوطنية المفقودة . هذه الحقائق قد ينتقدنا عليها البعض ولكنها تبقى حقائق لا بد أن تقال وتوضح لكي نوزع أسباب سقوط المحافظات بين النظام والشعب.
365 يوما ومازلنا ننتظر يوم الفرج واذا بنا نسمع أن الرمادي ايضا أصابها العرج وزحف ساكنيها دون أن يدروا إلى سوق الهرج والمرج 365 يوما وسيادة العراق في حرج 365 يوما والشعب يـُقتل وينزح قسرا وما زلنا ننتظر التحرير مازلنا ننتظر المحاكم للمتخاذلين نعم نقول هذا في ذكرى 365 يوما من اغتصاب الحدباء .
365 يوما وكل يوم فيه 24 ساعة وفي كل ساعة 60 دقيقة وكل دقيقة فيها 60 ثانية .. في كل ثانية تغتصب النساء ويلقبن بالزانيات وفي كل ثانية يقتل فيها الشباب بقطع الرقاب ونسمع تكبير الارهاب كل ثانية نفقد جزءاً من بلدي ونرقعه بالاجساد
365 يوما وكل يوم نرقع في وطني زاوية
365 يوما وسمعة حكام بلدي في قعر الهاوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟