الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة -سيزيف- وصبر -أيوب- !!

فانينج وليم

2015 / 6 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


* سيزيف او سيسيفوس كان أحد اكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا، حيث إستطاع أن يخدع إله الموت "ثاناتوس" مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من اسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت الى اسفل، فيعود إلى رفعها إلى قمة الجبل، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الابدي. (ألبير كامو)
* اصبح "سيزيف" منذ ذلك الحين الى يومنا هذا يستخدم لوصف المعاناة او العذاب التي تتعرض له افراد او مجتمعات او شعوب، وهذا مثل صبر "أيوب" الذي اصبح فيما بعد رمزاً للصبر، لذلك يُقال للشخص الصبور "أيوب".
"أيوب" شخص فقد كل شيء كان يملكه، حتى كاد يفقد حياته لكن فوق ذلك لم يفقد الامل في حياة رغم المعاناة ووإبتعاد الناس من حوله.
* بهذا السرد المبسط، يمكن ان نشبه صمت الشعب الجنوبي طوال فترة الحرب الأهلية الممتدة من اغسطس مروراً بمايو الذي هو الثورة الثانية، كانت تلك الفترة كلها محنة ومصائب مر بها الشعب الجنوبي لكن بصبرهم تجاوزوا تلك المحنة، في آخر المطاف اُفرج صبرهم بالتوقيع على إتفافية اخرجتهم من حال الحرب التي كانت سبباً لتلك المحن، الى السلام الذي به تحقق الاستقلال، هنا كان صبرهم، مثل صبر "ايوب"، وهذا من زاوية.
* من زاوية أخرى على مر التاريخ كان الشعب الجنوبي يُعاقب من دون مبرر من قبل أُناس يعتقدون انفسهم، مناضلين وثوار، يعمل الشعب من حين الى آخر من اجل أن يرفع نفسه إلى الأعلى وذلك عبر نضال ثوري حقيقي للتخلص من المستعمر الجديد (الجلابة)، لكن قبل ان يصل الشعب الى الأعلى، يختلف قادتهم ويعودون بهم الى الاسفل بخلافات لا معنى لها مقارنة بالغاية التي يتوق إليها الشعب لتحقيقها. إن عودنا بالذاكرة التاريخية الى الخلف سنكتشف هذه الحقيقة، وإن تحدثنا عن الوضع بعد إتفاقية السلام ،وثم بعد الإستقلال إلى حين إندلاع أحداث الخامس العشر من ديسمبر، سنكتشف هذه الحقيقة ايضاً. ومن هذه الزاوية سنجد انفسنا مثل "سيزيف" اليوناني، نحاول الصعود بالمجتمع الى الاعلى ،ثم فجأة نجد انفسنا راجعين الأسفل مرة أخرى.
* في خاتمة هذه السطور، نقول صبرنا وظللنا نعمل من اجل الصعود الى الاعلى ولكن باتت محاولاتنا دون نتيجة، لذلك نود ان نطرح فقط سؤالين، الى متى نصبر كما "ايوب" على مصائب مختلقة من قبل قيادات لا يعيرهم أمر الأهتمام بنا؟. الى متى سنظل نعمل من اجل رفع المجتمع الى الاعلى ،ومن ثم نجد انفسنا قابعين في الأسفل مرة أخرى؟، اعتقد أن علينا التفكير بعمق كيما نخرج من حالة الأيوبية والسيزيفية التي نحن فيها الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE